سياسة

خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا.. محاولة نسف الاستقرار


تخطط تركيا لنسف كل محاولات الاستقرار في ليبيا، لضمان بقائها في البلد الغني بالثروات، والذي يعد طوق نجاة لها من أزماتها.

وغادر رئيس ما يعرف بـ المجلس الأعلى للدولة الإخواني خالد المشري، الخميس، العاصمة الليبية طرابلس إلى تركيا، بصحبة 16 من قادة المليشيات المسلحة، لعقد اجتماع موسع في أنقرة، لم تكشف تفاصيله بعد.

وفي هذا الصدد، قال خبراء ليبيون إن تركيا تخشي من مصالحة ليبية – ليبية، تفضي لتشكيل حكومة وحدة وطنية لن تكون خاضعة للنفوذ التركي، مشيرين إلى أن أنقرة لا تريد إنجاز أي مصالحة قبل أن تحصل على ضمانات بعدم تعرض نفوذها لأي انحسار، وفق ما أوردت العين الإخبارية.

ونقلت العين الإخبارية عن المحلل السياسي الليبي، عبد المنعم اليسير، قوله إن تركيا جمعت أقرب العملاء لديها، من أجل تقويض الخطوات التي تقوم بها البعثة الأممية والمجتمع الدولي للوصول بليبيا إلى الاستقرار، مضيفا أنها تخطط لنسف كل محاولات الاستقرار في البلاد، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها الدولة، من تبادل للأسرى بين أطراف اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 + 5)، وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، بإيفاد مراقبين دوليين إلى ليبيا.

وأشار اليسير إلى أن تركيا لا تريد أي حل سياسي يخرجها من ليبيا، لذا استدعت قادة المليشيات المسلحة إلى أنقرة للتأكيد على استمرار مشروعها الاستعماري في ليبيا واحتلال البلاد بالكامل حتى الوصول إلى الحدود المصرية، موضحا أنه لا توجد أمام أردوغان فرصة أخرى للسيطرة على أي دولة مثل ليبيا، وأنه يعمل بالتعاون مع المليشيات المسلحة لاستكمال أهدافه التوسعية، باحتلال درنة وطبرق في شرق ليبيا قبل 2023.

وقال المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش إن تركيا استدعت حلفاءها من زعماء مليشيات وقيادات تنظيم الإخوان وبعض عملائها بمصراتة، لتدارس المعطيات الجديدة في المنطقة، وللتأكيد على توحيد الصفوف والتوقف عن التنازع والمنافسة فيما بينهم، وعدم الاتجاه في أي طريق للتسوية السياسية، دون التنسيق المسبق مع تركيا، وفق العين الإخبارية.

وأشار المرعاش إلى أنها وبخت بعض هؤلاء الذين يريدون الانفتاح مع مصر كسبيل لإنهاء الأزمة في ليبيا، موضحا أن تركيا تحضّر لمرحلة جديدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة، بعد أن اقتربت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن من إعلان الخطوط العريضة لسياساتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تبدو أنها غير متسامحة مع التدخلات التركية التي تزعزع الأمن والسلام سواء في شرق المتوسط أو في ليبيا.

وأشار إلى أن أنقرة لا تريد أن تفقد نفوذها في ليبيا، دون أن تحصل على ثمن ذلك فيما يتعلق بنزاعها على مخزونات النفط والغاز في شرق المتوسط، وكذلك ضمان مصالحها الاقتصادية في ليبيا، في حالة تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في ليبيا.

وأكد المرعاش على أن تركيا تخشي من مصالحة ليبية – ليبية تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لن تكون خاضعة للنفوذ التركي، لذلك هي لا تريد إنجاز أي مصالحة قبل أن تحصل على ضمانات لعدم تعرض نفوذها لأي انحسار، لافتا إلى أنها تريد المحافظة على الأوضاع الراهنة، بمعني حكومة في طرابلس لإدارة الأموال الليبية، ووجود تأثير مباشر تركي عليها، ما يتعارض مع الإرادة الدولية التى تريد ليبيا موحدة وبعيدة عن سيطرة أردوغان.

وتوقع المحلل السياسي الليبي انحسار وانكسار سياسات زعزعة الاستقرار التي يمارسها النظام التركي، تحت ضغوط شديدة وتهديدات جدية لتركيا من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة والاتحاد الأوروبي، للكف عن سياساتها العدوانية في ليبيا وسوريا والعراق.

وحول الأنباء عن زيارة رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية فايز السراج إلى تركيا الأسبوع المقبل بعد انتهاء زيارته لإيطاليا، قال كامل المرعاش، إن ذهابه إلى أنقرة منفصلا عن الآخرين لإقناع أردوغان، بصواب خياره في البقاء، وتعهده له بضمان المصالح التركية، حتى في حالة عودة الأعضاء المنقطعين إلى المجلس الرئاسي، لأنه سيبقي الرئيس ويستطيع حماية مصالح أنقرة.

وأكد على أنه في حالة اقتناع الأتراك، بهذا الطرح، فإنه يكون قد قضى على أحلام وزير داخليته فتحي باشاغا، الطامح الجامح لكرسي السلطة، مشيرًا إلى أن الذين هرولوا إلى تركيا ولبوا استدعاء أردوغان أثبتوا أنهم ليسوا معنيين بمصالح الشعب الليبي ولا بتسوية الأزمات، بل مصالحهم الخاصة التى ربطوها بتركيا.

من جهته، قال المحلل السياسي الليبي، مختار الجدال، إن أنقرة تدفع نحو تشكيل حكومة موالية لها في غرب ليبيا للضغط على الجيش بقبول المصالحة التركية، مضيفا أن تركيا تحاول بقاء السراج في المشهد المقبل حيث إنها تنفذ مشاريع كبيرة في ليبيا بمليارات الدولارات، وهي الآن متوقفة، كون 90% منها في مناطق سيطرة الجيش.

وأشار الجدال إلى أن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونير جوتيريش مجلس الأمن لإيفاد مراقبين دوليين إلى ليبيا، يجعل احتمالية نشوب حرب بعيد المنال في الوقت الحالي، ما يدفع أنقرة إلى البحث عن مكامن مصالحها، التي قد تدفعها إلى التخلي عن المليشيات المسلحة، إذا ما اضطرت إلى ذلك.

وتوقع المحلل السياسي الليبي أن تكون دعوة تركيا إلى المليشيات المسلحة للحضور إلى أنقرة، تهدف إلى أن تكون طرفًا رئيسيًا في أي حلول بين الأطراف الليبية وأن تصبح وسيطًا في المستقبل، شرط المحافظة على مصالحها الاقتصادية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى