حماس: لا تقدم في مفاوضات صفقة التبادل مع اسرائيل
نفى مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس اليوم الاثنين ما تردد في وسائل اعلام مصرية عن إحراز تقدم في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار بالقاهرة والتي تشارك فيها وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل بينما تحدث الاعلام الاسرائيلي عن تضارب في المعطيات.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه “ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة”. مضيفا “لا يوجد تقدم حتى اللحظة”.
وكانت قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من السلطات المصرية قالت فجر الإثنين أنّ المفاوضات التي استضافتها العاصمة المصرية أحرزت “تقدماً ملحوظاً” فيما تتصاعد المخاوف من عملية عسكرية في رفح بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من خان يونس.
ونقلت القناة عن “مصدر مصري رفيع المستوى” لم تسمّه أنّ “مصر تؤكّد استمرار جهود الوصول لاتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدّم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية”.
ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة في الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بين حركة حماس وإسرائيل. إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية. ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ونقلت القناة المصرية عن المصدر أنّ الوفدين الأميركي والإسرائيلي سيغادران القاهرة خلال ساعات على أن تستمر المشاورات خلال الـ48 ساعة المقبلة.
وبحسب المصدر نفسه فإنّ وفدي قطر وحماس غادرا بدورهما القاهرة على أن يعودا إليها “خلال يومين للتوافق على بنود الاتّفاق النهائي”.مؤكدا أنّ “هناك تقدماً في المباحثات والتوافق على المحاور الأساسية بين الأطراف كافة”. مشدداً على أنّ “جولة المفاوضات بالقاهرة تشهد تقدماً كبيراً في تقريب وجهات النظر”.
من جانبها تحدثت وسائل إعلام عبرية الاثنين عن تضارب بشأن مصير المفاوضات معلنة عودة فريق التفاوض من العاصمة المصرية القاهرة.
وأفادت وسائل إعلام خاصة بينها القناتان “12” و”13 وموقع “واينت” الإخباري. بعودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة على خلفية تقارير متضاربة حول التقدم في المفاوضات.
وقالت هيئة البث رسمية الاثنين “في إسرائيل. رفضوا (المسؤولون) التعليق رسميا على التقارير التي تتحدث عن تقدم في المفاوضات” ناقلة عن مصدر إسرائيلي. لم تسمه أنه “سيكون من الممكن فقط، خلال الساعات والأيام المقبلة، معرفة ما إذا كان هناك بالفعل تقدما، ولو بسيطا”.
ولفتت إلى أن رئيس جهاز المخابرات الخارجي (الموساد) ديفيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار التقيا الأحد مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية ورئيس وزراء قطر. بعد اجتماع وفد “حماس” مع الوساطة المصرية والقطرية.
كما نقلت عن مصدر دبلوماسي آخر – لم تسمه – قوله إن “جميع الأطراف تبدي مرونة أكبر مما كانت عليه في الماضي، والضغط الأميركي مهم للتوصل إلى اتفاق”.
بدوره، نقل موقع “واينت” العبري عن مصدر مطلع على المفاوضات – لم يسمه – قوله إنه “من المتوقع أن تقدم حماس تنازلات كبيرة. والولايات المتحدة تضغط بقوة للتوصل إلى حل”.
وتابع أن “الولايات المتحدة ليست مستعدة لأقل من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وتوجد ضغوط أميركية هائلة على قطر ومصر لممارسة الضغط والتهديد على حماس“.
وعُقدت في الأشهر الأخيرة جولات مفاوضات عديدة عبر الوسطاء الدوليين: مصر وقطر والولايات المتحدة، لكنّها لم تثمر عن اتفاق حتى اليوم. وتتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق.
وعلى الأرض، عاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح الأحد إلى خان يونس. مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي سبقته غارات على المدينتين.
واظهرت مشاهد رجالا ونساء يسيرون في مدينة أصبحت حقلا من الخراب. سيرا على الأقدام أو بالسيارات أو على عربات تجرها الحمير.
من لم يمت بالقصف يموت من الجوع
وقال محمد يونس (51 عاما)، وهو أب لستة أبناء من سكان بيت لاهيا في شمال القطاع. حيث الجوع ونقص الغذاء أكثر إلحاحا. “ماذا أقول؟ الحيوانات تعيش أفضل منا” مضيفا “ماذا يريدون (الإسرائيليون) أكثر مما فعلوه؟ ستة شهور، يعني نصف عام والقصف والتجويع مستمران. من لم يمت بالقصف يموت من الجوع”.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع شنّ حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين. بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 129 منهم رهائن في غزة. ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وردّت إسرائيل متعهدة “القضاء” على حماس، وهي تشنّ منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوما بريا واسع النطاق. ما تسبب وفق وزارة الصحة التابعة لحماس بمقتل 33175 شخصا. معظمهم من النساء والأطفال، وخلّف دمارا هائلا.