سياسة

جهود الإمارات الإنسانية بأفغانستان


في وقت قياسي، وصل عددها إلى ثمانية؛ تلك هي طائرات المساعدات الإماراتية للشعب الأفغاني، التي ملأت أفغانستان حبورا، وأشاد بها العالم.

وتواصل الإمارات جهودها الإنسانية في أفغانستان، منذ أول يومٍ سيطرت فيه طالبان على الحكم، وأبدى فيه الشعب الأفغاني حاجته للمساعدة، فكانت أولى طائرات المساعدات تحط في كابول قادمة من الإمارات.

فاليوم الإثنين، حطّت الطائرة الإماراتية الثامنة، بعد أيام فقط من إعادة الدولة تأكيد التزامها طويل الأمد تجاه الشعب الأفغاني.

وحتى الآن، قدمت الإمارات لأفغانستان أكثر من 1.7 مليار دولار من المساعدات، لتبرهن على أرض الواقع التزاماتها وتعهداتها الإنسانية.

جهود تتواصل وسط احتفاء من مختلف أطياف الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي، بجهود ومبادرات الإمارات التي تأتي ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها “الإنسان أولاً” من دون تمييز في الجغرافيا أو العرق أو الدين.

وتباعا، وعلى مدار الأيام الماضية، وجّه الشعب الأفغاني وحركة طالبان والمجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية وأكثر من 100 رئيس برلمان حول العالم والعديد من قادة ومسؤولي الدول، الشكر للإمارات على جهودها الإنسانية.

ثامن طائرة

وفي إطار أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات، اليوم الإثنين، ثامن طائراتها الإغاثية للشعب الأفغاني، محملة بمساعدات غذائية وطبية.

يأتي ذلك في إطار الجهود الإنسانية الإماراتية المتواصلة لتقديم كامل العون للشعب الأفغاني في مثل هذه الظروف الصعبة، وما تعانيه كثير من فئات المجتمع من النقص في الدواء والغذاء خاصة فئات النساء والأطفال وكبار السن.

ويستمر الجسر الجوي الإماراتي الذي وجّه بتسييره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعم الشعب الأفغاني، على مدار الساعة بتكثيف مساعداته التي تستفيد منها آلاف الأسر الأفغانية خاصة النساء والأطفال وكبار السن.

نهجٌ تسير عليه الإمارات، في إطار المبدأ الإنساني الراسخ في مد يد العون إلى المجتمعات والفئات التي تحتاج إلى المساعدة خاصة خلال الأزمات.

وكانت دولة الإمارات من أولى الدول في العالم التي ترسل مساعدات إنسانية عاجلة إلى كابول بعد التطورات الأخيرة في أفغانستان، فضلا عن. استضافتها نحو 9000 مواطن أفغاني تم إجلاؤهم، في طريقهم إلى دول أخرى.

كما لعبت دولة الإمارات دورًا مهمًا وأساسيا في إجلاء نحو 40 ألف شخص من الأفغان والرعايا الأجانب منذ أغسطس/آب الماضي حتى الآن، بما في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.

التزام طويل الأمد

جهود عززتها الإمارات بالتزام طويل الأمد بدعم الشعب الأفغاني، مؤكدة دعمها للجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعب في هذا البلد.

هذا ما أكدته ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي في مشاركتها مؤخرا -عبر تقنية الاتصال المرئي- بفعاليات المؤتمر الوزاري الذي دعت إليه كل من حكومتي الولايات المتحدة وألمانيا، الأربعاء الماضي، بحضور وزيري خارجية البلدين أنتوني بلينكن، وهايكو ماس، وعدد من الوزراء والمسؤولين.وأشارت الهاشمي إلى التزام دولة الإمارات طويل الأمد تجاه الشعب الأفغاني، مشيرة إلى أن بلادها قدمت حتى ذلك الوقت أكثر من 1.7 مليار دولار من المساعدات، مع التركيز بشكل خاص على المشاريع المتعلقة بتمكين المرأة والإسكان والبنية التحتية.

شكر عابر للحدود

وعلى إثر هذه الجهود الإماراتية الاستثنائية، لا يكاد يمر يوم إلا ويشيد الأفغان و العالم بالإمارات ودورها الإنساني.

فعلى الصعيد الدولي، أشاد أكثر من 100 رئيس برلمان من المشاركين في المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء برلمانات العالم في فيينا ، الأربعاء الماضي، بالجهود الإنسانية التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة للمساعدة في إجلاء آلاف المواطنين الأفغان ورعايا مختلف دول العالم من أفغانستان، فضلا عن استضافتها للآلاف من الأفغان الذين تم إجلاؤهم من بلدهم قبل سفرهم إلى دول أخرى.

وبعد يومين من المؤتمر، ثمّن عبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية، يوم السبت، تقديم الإمارات المساعدات الإنسانية لبلاده؛ وقال في تصريحات صحفية، إنه “يجب العمل على تأمين الرحلات الدولية في مطار كابول”.

ولفت عبدالله إلى أن الوضع في أفغانستان يتطلب الدعم المستمر من دول العالم، عن طريق إرسال كثير من المساعدات.

سبق ذلك، شكر أمريكي جديد، خلال اتصال هاتفي تلقاه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، يوم الثلاثاء، من نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أشاد فيه الأخير بالدعم الذي قدمته دولة الإمارات لجهود الإجلاء من أفغانستان.

وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، والأوضاع في أفغانستان، والجهود الإقليمية المبذولة لترسيخ دعائم شرق أوسط أكثر سلما وازدهارا وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان من جانبه التزام دولة الإمارات بدعم جهود الإغاثة الدولية في أفغانستان، والعمل مع المجتمع الدولي من أجل تحقيق تطلعات شعبها في الاستقرار والتنمية والازدهار.

طالبان ممتنة

وسبق أن وجّه المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، شكر الحركة للإمارات على إرسالها مساعدات إلى أفغانستان، معلنا عن مشاركة فريق إماراتي في إعمار مطار كابول الدولي، لإعادة تشغيله مجددا.

كما واكبت “العين الإخبارية” ردود فعل مواطنين أفغان على مساعدات إنسانية أرسلتها الإمارات للبلد المكلوم بالحرب منذ عقدين.وفي العاصمة الأفغانية كابول التقت “العين الإخبارية” العديد من الأفغان، بينهم سيد خان وغلام رسول ودينا حبيب، نورنور شهاري، واتفقوا جميعهم على تثمين جهود الإمارات وشكروها على المساعدات، ودعوا الدول الأخرى أن تحذو حذوها في تقديم المساعدات.

كما  سبق أن قام الكثير من قادة دول العالم بتوجيه الشكر للإمارات، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، وسكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا.

وسبق أن وجهت كل من المملكة المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا الشكر لدولة الإمارات على جهودها في مساعدتها على إجلاء رعايا بلادها من أفغانستان في ظل الظروف الراهنة.

 تقدير دولي متواصل، وامتنان محلي، عرفاناً بالدور الريادي للإمارات وقادتها في دعم العمل الإنساني والإغاثي والتنموي، لتتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 50 عاماً منذ تأسيس الإمارات، بلغت خلالها حجم المساعدات الخارجية 320 مليار درهم في 201 دولة.

وطوال هذه السنوات الطويلة، نجحت الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى