تضارب مصالح وتأمين نفوذ وراء إقالة الدبيبة لوزير النفط
طرابلس – كشفت موقع “أفريكا إنتليجنس” الفرنسي في تقرير له أن عبدالحميد الدبيبية رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها يقف وراء إقالة وزير النفط محمد عون بهدف إحكام قبضته على الثروة النفطية وإيراداتها المالية.
وكشف المصدر نفسه أن تعيين خليفة رجب عبدالصادق خلفا لعون “يحمل بصمات” رجل الأعمال والسياسي علي الدبيبة أحد أقارب رئيس حكومة الوحدة الوطنية، معتبرا أنه “ذراعة اليمنى”.
وعمل عبدالصادق وكيلا لوزارة النفط والغاز للشؤون الفنية وترأس لجنة الملاك بشركة ‘الواحة’ كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة ‘مرزق’ للخدمات، وكان أيضا عضوا في مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط لشؤون الإنتاج.
وأوضح التقرير الفرنسي أن “استبدال عون من رأس وزارة النفط يخلق مساحة للمناورة للدبيبة الساعي لتقوية موقفه في الوقت الذي يواجه فيه منافسة على سلطاته، كما أن خروجه يفيد فرحات بن قدارة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الذي كان في خلاف دائم معه”.
وسلط الضوء على كواليس تعيين إبراهيم الدبيبة في وزارة النفط في العام 2022، لافتا إلى أن القرار كان جزءا من اتفاق تنصيب فرحات بن قدارة رئيسًا للمؤسسة الوطنية للنفط.
وأشار إلى الخلافات التي تعددت خلال الآونة الأخيرة بين الدبيبة وعون. ما أدى إلى تسمم العلاقة بينهما، لافتا إلى أن وزير النفط المقال عارض .التوقيع على مذكرة مع تركيا في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2022 للتنقيب عن المواد الهيدروكربونية في المياه الليبية. في خطوة أثارت حفيظة الدبيبة.
وأصدر عبدالله قادربوه رئيس هيئة الرقابة الإدارية الأسبوع الماضي قرار يقضي بإيقاف وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية محمد عون عن العمل. مبررا الإجراء بـ”دواعي ومقتضيات لمصلحة التحقيق”، لكن عون رفض الامتثال للقرار وواصل عمله بشكل عادي وترأس الاجتماعات الدورية بالوزارة.
ولطالما اُستخدمت ورقة النفط في الصراعات عبر إغلاق حقول النفط بالقوة القاهرة. فيما انتقد متابعون للشأن الليبي الفساد في القطاع .وتربح الميليشيات في المنطقة الغربية من العائدات، في وقت تزداد فيه أوضاع الليبيين تدهورا.
وتنتج ليبيا مليون برميل من النفط الخام في اليوم. إلا أن مؤسساتها النفطية شهدت خلال السنين الأخيرة عدة اختراقات أدت إلى إيقاف مؤقت للإنتاج وإعلان القوة القاهرة من قبل مؤسسة النفط.
وكشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مصادر ليبية أن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي يسعى لفتح تحقيق موسع في معطيات بشأن سوء إدارة شامل داخل المؤسسة الوطنية للنفط. موضحة أن الوقود المهرب من ليبيا يساعد في تأجيج الحرب الأهلية في السودان.
ويأمل الليبيون في إبعاد قطاع النفط الذي يمثل الدخل الرئيسي للبلاد عن دائرة الصراعات السياسية والاحتجاجات العمالية والخلافات الجهوية. في الوقت الذي يتواصل فيه النزاع بين الأطراف الرئيسية بالبلاد على السلطة والثروة، فيما لا تلوح في الأفق بوادر انفراج.