سياسة

تركيا تكشف: تواصل فني مع إسرائيل على الساحة السورية


 أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأربعاء أن بلاده تجري محادثات على المستوى الفني مع إسرائيل لخفض التوترات بشأن سوريا، لكنها لا تتحرك نحو تطبيع العلاقات في خطوة تأتي بعد طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوساطة لإنهاء التوتر بين البلدين.

وتعد تركيا من الداعمين الرئيسيين لتحالف الفصائل بقيادة إسلاميين في سوريا الذي تمكن من الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر بعد نحو 14 عاما من الحرب الأهلية.
وأثار النفوذ التركي في سوريا قلق إسرائيل التي شنت غارات جوية وتوغلات برية لإبعاد القوات الحكومية السورية عن حدودها.
وقال فيدان لقناة “سي ان ان تورك” التلفزيونية “الآن، بينما نقوم بعمليات معينة في سوريا، يتعين أن يكون هناك آلية تفادي صدام في مرحلة معينة مع إسرائيل التي تحلق طائراتها في تلك المنطقة، تماما كما نفعل مع الأميركيين والروس”.
وأضاف “طبعا، أنه أمر طبيعي أن يكون هناك اتصالات على المستوى الفني لتأسيس ذلك”. لكن فيدان استبعد أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، خاصة بعد أن تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية الحرب التي شنتها إسرائيل على حماس في غزة.

وكان قد شدد في تصريحات سابقة أن بلاده لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا بعد غارات إسرائيلية استهدفت عدة مواقع عسكرية على الأراضي السورية من بينها قاعدة تياس الجوية المعروفة باسم مطار ”تي فور”، في وقت أشارت فيه تقارير إلى أن أنقرة تخطط للاستحواذ على القاعدة بهدف التمركز العسكري في البلاد في إطار مساعيها الرامية إلى تعزيز نفوذها.
وتُعد إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع حليفا وثيقا لتركيا وسط توقعات بزيارة مرتقبة للشرع الى انقرة ستتناول ملف التوغلات الاسرائيلية، فيما أكد فيدان في تصريحات سابقة أنه إذا كانت الحكومة الجديدة في دمشق ترغب في التوصل إلى “تفاهمات معينة” مع إسرائيل، فهذا شأنها الخاص.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر واضحا في موقفه عندما أكد خلال تصريح سابق أن الدولة العبرية لا ترغب في أن تتحول سوريا إلى محمية تركية.
وتتفاوض أنقرة مع إدارة الشرع على اتفاقية تعاون عسكري تمنحها حق استغلال قاعدة ”تي فور” الواقعة بالقرب من مدينة تدمر وسط سوريا، مشيرة إلى أن تركيا تعتزم تركيز منظومة دفاع جوي بالمطار العسكري بعد تطويره، بينما تعهد الجانب التركي في المقابل بتوفير الحماية للحكومة السورية الجديدة.

وتعتبر سوريا ساحة محورية في صراع النفوذ الإقليمي بين أنقرة وإسرائيل خاصة مع انهيار النفوذ الإيراني بسقوط نظام الاسد، باعتبار أن تركيا التي تحتل مناطق واسعة في شمال البلاد تسعى جاهدة لتوسيع تأثيرها في المنطقة. بينما تسيطر الدولة العبرية على مرتفعات الجولان ومناطق في الجنوب السوري.
وأوقفت تركيا تعاملاتها التجارية مع الدولة العبرية واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بممارسة “إرهاب الدولة” و”الإبادة الجماعية” في غزة. وذلك منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل عام 2023.
وكان ترامب قد عرض الاثنين التوسط بين إسرائيل وتركيا بينما كان مجتمعا إلى حليفه بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مشيرا إلى “علاقاته الرائعة” مع اردوغان.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى