لا يزال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يثير الجدل بتصريحاته التي تتجاوز الوصف إلى الإهانة والسباب في بعض الأحيان.
وآخر هذه التصريحات جاءت، خلال تجمّع انتخابي للمرشح الرئاسي للعام 2024، في يوم المحاربين القدامى، حينما قارن خصومه السياسيين بـ “الحشرات”، متوعدا بـ”القضاء على الشيوعيين والماركسيين والفاشيين وبلطجية اليسار الراديكالي الذين يعيشون مثل الحشرات في بلادنا”.
واعتبر معسكر منافسه الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن، تصريحات ترامب بأنها “مشابهة لمواقف طغاة الحرب العالمية الثانية”.
وقال المتحدث باسم فريق حملة جو بايدن، عمار موسى، الإثنين، إن “دونالد ترامب قلد اللغة الاستبدادية لأدولف هتلر وبنيتو موسوليني”.
لكن متحدث باسم ترامب وصف هذه الاتهامات في بيان لـ”فرانس برس”، بأنها “سخيفة”، وأن “مَن يطلقون هذا النوع من التلميحات (…) سيُسحقون عندما يعود الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض”.
ويعتمد الرئيس الأمريكي السابق خطاباً استفزازياً، لكن لهجته تصاعدت مؤخرا، حيث أشار منذ أسابيع إلى أنّ جنرالاً أمريكياً قوياً ارتكب “خيانة”، وأنه كان ليُعدم في عصور أخرى، ثم أكد أنّ “أزمة الهجرة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك تسمّم دماء أمريكا”.
رفض بث محاكمته
وفي سياق آخر، عارض ممثلو الادعاء الأمريكيون، طلب ترامب بأن تقوم التلفزيونات ببث جلسات محاكمته بتهم التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020، معتبرين أن “الرئيس السابق يريد تحويلها إلى حدث إعلامي”.
وكان محامو ترامب قد طلبوا الأسبوع الماضي من القاضية تانيا تشاتكان، التي ستترأس جلسات المحاكمة، أن يتم بثها مباشرة على التلفزيون.
وقالوا إن “ترامب يوافق تماما، ويطالب في الواقع، ببث هذه الإجراءات على التلفزيون بالكامل حتى يتمكن الجمهور الأمريكي من أن يرى بشكل مباشر أن هذه القضية، تماما مثل القضايا الأخرى، ليست أكثر من تمثيلية غير دستورية خيالية، ينبغي عدم السماح بتكرارها”.
وأضافوا: “يتعين أن تتاح لكل شخص في أمريكا وخارجها الفرصة لدراسة هذه القضية .بشكل مباشر ومشاهدة الرئيس ترامب، إذا كانت هناك محاكمة. يبرئ نفسه من هذه الاتهامات التي لا أساس لها وذات دوافع سياسية”.
وحض المدعي الخاص جاك سميث القاضية على رفض طلب ترامب بث الجلسات على التلفزيون. معتبرا ذلك “محاولة واضحة لطلب معاملة خاصة. والترافع في قضيته في محكمة رأي عام وتحويل محاكمته إلى حدث إعلامي”.
وبشكل عام لا تُبث المحاكمات الجنائية الفدرالية على شاشات التلفزيون في الولايات المتحدة. وليس من الواضح ما إذا كانت تشاتكان لديها السلطة للسماح بذلك وإن كانت تميل إلى الموافقة.
وفي جلسة تمهيدية في أغسطس/آب. قالت القاضية إنها ستسعى إلى منع “أجواء كرنفال الدعاية غير المضبوطة والمحاكمة من قبل وسائل الإعلام”.
ولم يُسمح حتى الآن بوجود الكاميرات في قاعة المحكمة بوسط مدينة واشنطن لحضور الجلسات التمهيدية لهذه القضية.
ويواجه ترامب اتهامات بمحاولة قلب نتائج انتخابات 2020 .التي فاز بها الديموقراطي جو بايدن في مسعى منسق أدى إلى أحداث الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
ويُحاكم ترامب ونجلاه إريك ودون جونيور حاليا أمام محكمة مدنية في نيويورك. بتهمة تضخيم قيمة أصولهم العقارية للحصول على قروض مصرفية وشروط تأمين أكثر ملاءمة.
كما يواجه ترامب أيضا اتهامات فدرالية بسوء التعامل مع وثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض. واتُهم بالابتزاز في جورجيا لمحاولته إلغاء نتائج انتخابات 2020 في الولاية الجنوبية.
وحددت تشاتكان تاريخ الرابع من مارس/آذار 2024. موعدا لبدء جلسات المحاكمة. ما قد يؤثر على حملة ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي عام 2024.
