سياسة

بسبب إسرائيل.. مجاعة غزة الأسوأ في تاريخ الإنسانية الحديث


أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن المجاعة الوشيكة في قطاع غزة هي الأسوأ في القرن الحالي، لأنها من صنع الإنسان، حيث تمنع إسرائيل عمدًا وصول الإمدادات الغذائية والطبية اللازمة لقطاع غزة، وشددت الحصار عليها وعرقلت كافة المحاولات العربية والغربية لإيصال المساعدات للقطاع.  

  
أكاذيب إسرائيلية  

وبحسب الصحيفة، فإنه من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، تضاءل تدفق الشاحنات إلى حدٍ كبير، حيث وصلت إلى غزة عبر عدد قليل من نقاط التفتيش فقط، وتخضع لعمليات تفتيش إسرائيلية صارمة وتواجه اختناقات لوجستية ومخاوف أمنية.  

وتصر إسرائيل على أنها لا تقيد المساعدات، لكن منظمات الإغاثة والحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، مارست ضغوطًا متزايدة عليها لتسهيل تدفق الشاحنات، ووضعت خططًا مفصلة لتوصيل المساعدات جوًا وبحرًا، وهي الأساليب التي أقل كفاءة بكثير على الأرض.

 

وأضافت الصحيفة، أن عمليات تسليم المساعدات هذه، مهما كانت بارزة، بعيدة كل البعد عن تلبية المتطلبات الأساسية لغزة، فحتى في ظل السيناريوهات المتفائلة، من غير المرجح أن تتطابق مع أرقام ما قبل الحرب، ناهيك عن تلبية المستوى المتزايد من الاحتياجات بعد أكثر من خمسة أشهر من الصراع.  

وقال ربيع تورباي، رئيس منظمة “مشروع الأمل” الإنسانية: “يجب زيادة شحنات المساعدات بمقدار عشرة أضعاف على الأقل”.  

يواجه ما يصل إلى نصف سكان غزة خطر المجاعة من الآن وحتى يوليو، وفقًا للتقديرات الأخيرة لخبراء الطوارئ العالميين، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش هذا الشهر: “إنها كارثة من صنع الإنسان بالكامل”.  

  
قيود إسرائيلية  

وبحسب الصحيفة، فإن غزة لا يوجد بها مطار ولا ميناء عمل بسبب القيود الإسرائيلية، قبل بدء الحرب، كانت البضائع تدخل القطاع بالشاحنات: معظمها عبر كرم أبو سالم، وهو معبر يسمح بالوصول إلى كل من إسرائيل ومصر، وبعضها عبر رفح، مباشرة من مصر إلى جنوب غزة، ولكن مع الحرب دمرت إسرائيل الطريق بين مصر وغزة، ما عرقل تدفق المساعدات وبعد إصلاح مصر للطريق، هددت إسرائيل بقصف أي شاحنات تعبر.  

وتختلف أحجام الشاحنات، حيث يستطيع بعضها حمل أكثر من 25 طنًا، وحملت الشاحنات التي دخلت غزة منذ 7 أكتوبر ما متوسطه 15 طنًا من المساعدات، وفقًا للبيانات المقدمة بشكل منفصل من الحكومة الإسرائيلية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ويمكن أن يتكون الطن الواحد من المساعدات الغذائية من أكثر من 1000 وجبة.  

وكان يدخل ما متوسطه 500 شاحنة كل يوم عمل قبل الحرب، أو ما يقرب من 10 آلاف شاحنة شهريًا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بينما كان متوسط الوزن اليومي للبضائع قبل الحرب في أيام العمل حوالي 7500 طن.  

منذ أواخر أكتوبر، عندما أعادت إسرائيل فتح نقطة تفتيش إلى غزة، بلغ عدد الشاحنات التي تدخل القطاع ما يقرب من ثلث متوسطه قبل الحرب، وعلى الرغم من أن نقاط التفتيش مفتوحة الآن طوال أيام الأسبوع، إلا أن حجم الإمدادات يبدو أنه انخفض إلى ما يقرب من 1500 طن يوميًا.  

وأكدت الصحيفة، أنه مع إغلاق الطرق، توجهت مجموعات الإغاثة إلى البحر. وفي هذا الشهر، قامت مجموعتا الإغاثة World Central Kitchen وOpen Arms  بتوصيل 200 طن من الطعام والمياه عن طريق البحر عبر بارجة تم دفعها نحو رصيف مؤقت.  

  

خطة أمريكية

  

وأعلنت الولايات المتحدة عن خطة بحرية أكثر طموحًا، تتضمن رصيفًا عائمًا وجسرًا بطول 1800 قدم، لم يتم وضعهما بعد. وستقوم مجموعة من سفن الدعم اللوجستي والصنادل بالمساعدة في نقل المساعدات من الرصيف إلى الجسر.  

ويقول البنتاغون: إنه يمكنه تقديم ما يصل إلى مليوني وجبة يوميًا. قد يعني ذلك حوالي 1700 طن يوميًا – أو ما يعادل حمولة 115 شاحنة – من الوجبات المعبأة مسبقًا، المعروفة باسم MREs، على المنصات.  

وفي الأشهر الأخيرة، قامت دول من بينها الولايات المتحدة، إلى جانب منظمات الإغاثة، بأكثر من 40 عملية إسقاط جوي للمساعدات. وعلى الرغم من أنها مكلفة، إلا أنها لا تقدم في كثير من الأحيان سوى بضعة أطنان من المساعدات في المرة الواحدة.  

وأكدت الصحيفة، أنه لو استمر متوسط مستويات ما قبل الحرب، لكان من الممكن تسليم ما يقرب من 750 ألف طن من الإمدادات – بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدادات الطبية وسلع البناء – منذ 7 أكتوبر.  

وتحت ضغط متزايد لإيصال المزيد من المساعدات، أعلن الرئيس بايدن في وقت سابق من هذا الشهر عن طريق بحري أمريكي. وقد تم استخدام “اللوجستيات المشتركة على الشاطئ”، وهو اسم النظام العسكري الأمريكي، في كوارث إنسانية أخرى، بما في ذلك بعد الزلزال الذي ضرب هايتي عام 2010، ومن المقرر أن يتفقد المسؤولون الإسرائيليون المساعدات المقدمة لهذا الطريق البحري في ميناء لارنكا القبرصي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى