سياسة

المدارس السريّة وسيلة الأفغانيات للحصول على حقهنَّ في التعليم


بعد أن قرت طالبان إغلاق أبواب المدارس الثانوية في وجه الطالبات، حاول عدد كبير من الناشطات إنشاء فصول دراسية عبر الإنترنت، ولكن حميرا قادري، مستشارة سابقة لوزارة التعليم الأفغانية. ترى أن هذا النوع من التعليم السري يعني إبعاد النساء عن المجتمع.

وتقول إنه لا يوجد تعليم سري يمكن أن يحل محل المدارس الرسمية، وتقول إن الفتيات ما زلن محرومات من الطريق إلى التعليم العالي ولا يمكنهن اجتياز امتحانات القبول بالجامعة.

مضيفة “يمكن للتعليم السري أن يساعد الفتيات من وجهة نظر نفسية، ولكن من وجهة نظر منطقية، فإن هذه المدارس ليست هي الحل لظروف اليوم”. ومر أكثر من عام على إغلاق مدارس البنات الثانوية في أفغانستان في ظل حكم طالبان. وهو قرار يدعى أنه نابع عن الشريعة الإسلامية ولكن في الأصل هي ثقافة للحركة المتطرفة، لكن الفتيات لم يتوقفن عن محاولة التعلم، وأنشأت النساء مدارس سرية لتعليم جيل.

أكاذيب طالبان

قدمت طالبان أسبابا مختلفة لإغلاق مدارس البنات، في البداية، كان السبب المعلن دينيًا، لكن بعد ضغوط محلية ودولية.

قالوا إن ملابس الطالبات يجب أن تكون متوافقة مع الإسلام، وهو سبب لا ينطوي على منطق يذكر، وفي وقت لاحق، ذكروا أن السبب كان ثقافيًا ويشير ضمنيًا إلى أن البشتون – الأشخاص الذين يسيطرون على الجنوب والشرق والذين ينحدر من صفوفهم معظم طالبان – لا يريدون للفتيات الراشدات أن يذهبن إلى المدرسة، حسبما أكدت صحيفة “ذا ستار” الكندية.

وتابعت أن عمليات الإغلاق تؤثر على العلاقات الدولية، حيث قال مسؤولون غربيون صراحة إن التقدم في مجال حقوق المرأة وفتح المدارس عامل رئيسي في تقريب طالبان من مليارات الدولارات المحظورة في الولايات المتحدة. وقال دبلوماسي كبير من طالبان في دولة مجاورة لا يريد نشر اسمه: إن إغلاق مدارس البنات ليس أمرًا مفروضًا من قبل الإسلام، وهو يعترف بأن بنات معظم قادة طالبان، بمن فيهم ابنته، يذهبن إلى المدرسة والجامعة خارج أفغانستان، ويقول إن ابنته تذهب إلى المدرسة كل يوم، وتلتزم بجميع القيم الإسلامية، وتسافر في حافلة مدرسية للبنات.

جواسيس طالبان

ونشرت الصحيفة عدة مقابلات مع بعض الفتيات الأفغانيات، ففي الصباح، تغطي “شغوفا” نفسها من رأسها حتى أخمص قدميها ببرقع وتتجه إلى المدرسة. وبينما تشق طريقها، تحاول التأكد من عدم رؤية أحد لها ، فبعد كل شيء هي تذهب إلى مدرسة سرية.

وتذهب الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا إلى مدرسة عامة وهي تحلم بأن تصبح صحفية، لكن عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان شهدت عودة منع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة الثانوية أو دراسة الصحافة، وتسافر “شغوفا” – ليس اسمها الحقيقي – لتسير في شوارع كابول كل يوم وهي في حالة من الخوف الشديد من جواسيس لطالبان، وهي جماعة لها سجل في التعذيب وسجن الناشطات، وتقول: “هناك خوف كبير لدرجة أنني أعتقد أن الجميع يبحثون عني ويجب أن أكون حذرة”.

وتتحدث شغوفا وكأنها عانت من ألم شديد، عندما سُئلت “ماذا تريد من طالبان؟” أجاب شغوفا: “لا شيء”، وقالت: “ليس لدينا أي مطالب منهم، لأنهم يكذبون ولم يأتوا إلى السلطة من خلال تصويت الشعب بل احتلال بلادنا بالقوة، فحركة طالبان ليست إسلامية ولا ثقافية، لكنها بدائية”.

وتابعت: “نطالب المجتمع الدولي بالضغط على طالبان، وليس إضفاء الشرعية على نظام إرهابي من خلال تمليس السجادة الحمراء تحت أقدامهم وإرسال حقائب أسبوعية من المال إليهم”، تضيف “بهار” مدرسة رياضيات في مدرسة “شغوفا” بالعاصمة وكانت طالبة في الفصل الثالث في الإدارة والأعمال في جامعة كابول.

وتقول في البداية، بعد قرار طالبان إغلاق مدارس البنات، شعرت بالعجز واليأس، لكنها علقت بعض الأمل، حيث قرر بهار وبعض الأصدقاء الآخرين توفير مكان سري لتعليم الفتيات، بالكاد تبدو كمدرسة – غرفة بها سجادة وعدد قليل من الكراسي ولوح أبيض وبعض الأقلام، تتم الدراسة بها لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، تنتظر هي وزميلاتها 15 طالبة، يبدأْنَ دروسهنَّ في الساعة 10 كل صباح ويستمررْنَ حتى الظهر، يقُمْنَ بفحص كل طالبة من النافذة الخلفية، ثم يفتحْنَ الباب للسماح لهنَّ بالدخول.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى