العراق والسعودية.. اتفاقية على تعزيز التعاون وتهدئة التوترات


كشف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره العراقي فؤاد حسين اليوم الخميس في مؤتمر صحفي عُقد بمقر وزارة الخارجية العراقية في بغداد، أن بلديهما يعملان على تخفيف التوتر في المنطقة بما يعزز استقرارها. فيما يتوسط العراق بين الرياض وطهران من أجل إنهاء القطيعة الدبلوماسية وإعادة تطبيع العلاقات.

وقال الأمير فيصل “العلاقة مع العراق تشهد زخما إيجابيا كبيرا في الفترة الأخيرة بفضل توجيهات القيادات بالبلدين ونعمل باستمرار بهذا الزخم خاصة في الجانب الاقتصادي”. مضيفا “ندعم كل جهود العراق في تعزيز الرخاء والاستقرار والنمو وسنعمل على دعم ذلك من خلال تفعيل مجلس التنسيق المشترك الذي يعمل على تفعيل مشاريع وفرص عديدة”.

وتابع “لن نستطيع تحقيق هذه المستهدفات إلا باستقرار المنطقة. وهنا يلعب العراق دورا أساسيا ومهما في تعزيز استقرار المنطقة ونحن منخرطون سويا لتحقيق ذلك”.

في إشارة على ما يبدو إلى المحادثات الإيرانية السعودية التي ترعاها بغداد حيث عقد البلدان خمس جولات حوار. بينما لم يتفقا بعد على جولة سادسة وسط اضطرابات جيوسياسية وتعثر جهود الاتفاق النووي.

وقال وزير الخارجية العراقي من جهته “زيارة وزير الخارجية السعودي مهمة وتأتي في وقت تتميز بكثرة التحديات وظروف حساسة جدا لذا من المهم إجراء الحوارات والنقاشات حول التحديات التي تهم المنطقة عامة”. مضيفا “العلاقات الثنائية بين البلدين تطورت وهناك تنسيق كامل حول السياسية النفطية وتعاون تجاري وأمني ونتطلع إلى تزويد العراق بالطاقة الكهربائية سواء من الشبكة السعودية أو الخليجية”.

وأشار إلى أن المباحثات بين الجانبين تطرقت للقمة العربية المقرر عقدها في السعودية العام الجاري. مؤكدا أن الرياض “تسعى لدفع العمل العربي المشترك”.

ولاحقا اجتمع وزير الخارجية السعودي مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي. في لقاءين منفصلين، وفق وكالة الأنباء السعودية. وتم خلال اللقاءين بحث “سبل دعم العلاقات والتعاون وقضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك وتطوراتها”.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن السوداني تأكيده على “أهمية أن تنعكس علاقات السعودية والعراق وبشكل ملموس على واقع البلدين بأطر تعاون على مختلف المستويات والصعد”. فيما أكد الحلبوسي أن “البرلمان يدعم الحكومة العراقية والتعاون الثنائي مع السعودية”.

وشدد وزير الخارجية السعودي في اللقاءين على أن “المملكة تسعى إلى تحقيق التكامل مع العراق. الذي يعتبر مصدرا لاستقرار المنطقة وتتطلع لفتح آفاق أوسع من التعاون معه في مجالات عدة”.

وفي وقت سابق الخميس أعلن المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف في بيان وصول وزير الخارجية السعودي إلى بغداد في زيارة رسمية. تشمل عقد لقاءات مع الرئاسات الثلاث للحكومة والجمهورية والبرلمان.

وتطورت العلاقات بين العراق والسعودية بشكل متسارع خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن تم استئنافها عام 2015. والتي كانت مقطوعة منذ عام 1990 إثر الغزو العراقي للكويت.

وتستضيف بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل 2022 لإنهاء القطيعة الممتدة منذ 2016. أملا في التوصل إلى تفاهمات بشأن خلافات في عدة ملفات أبرزها حرب اليمن.

وتسبب الغياب العربي والخليجي عن الساحة العراقية في السنوات التي تلت سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين. في فراغ استغلته إيران للتغلغل في مفاصل الدولة بمساعدة من أحزاب وميليشيات شيعية موالية لها تتولى السلطة منذ الغزو الأميركي لبغداد في 2003.

وتسعى الرياض إلى العودة إلى الساحة لعراقية وعودة العراق إلى عمقه العربي والخليجي في مواجهة نفوذ إيراني معقدة. وعلاقات متداخلة بين بغداد وطهران وارتباطات اقتصادية بين البلدين يصعب تفكيكها.

Exit mobile version