سياسة

الحوثي.. بداية الاندحار

يوسف عبدالله الجنيبي


أشارت آخر تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إلى الوضع المزري هناك بسبب الأعمال الإرهابية لمليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها.

حيث ذكرت التقارير أن أكثر من 12 مليون يمني، فيهم 73% نساء وأطفال، في أشد الحاجة إلى توفير أبسط مطالب الحياة الآدمية، وأن أكثر من 4 ملايين نازح يمني يعيشون بلا مأوى تحت قسوة البرد القارس والعنف المتصاعد من الحوثيين تجاه المدنيين بلا رحمة.

ورغم الجهود الإغاثية التي تقودها المنظمات الدولية بالتنسيق مع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، فإن مليشيا “الحوثي” لا تزال تتلاعب بمقدرات الشعب اليمني عن طريق قطع الطريق على إيصال المساعدات والسطو عليها والاحتفاظ بها لعناصرها الإجرامية، وبيع المواد الإغاثية في السوق السوداء، غير مبالين باحتياجات الشعب اليمني في ظل تحديات جائحة كورونا.

“الحوثي” يعمل جاهدا على سياسة تجويع اليمنيين لإجبارهم على الخنوع والخضوع.. “الحوثي” يدمر نظام التعليم ويحارب الأطفال في مدارسهم ليزيد مأساة انتشار الأمية والجهل وتردي الأوضاع الصحية في اليمن.. “الحوثي” يدمر البشر والحجر في اليمن بدعم وتمويل متواصل لا يخفى على أحد من إيران و”حزب الله” اللبناني، وذلك تنفيذا لسياسة التمدد على حساب القيم الإنسانية والمجتمعية.

هذا التهديد الإيراني -عبر الحوثي- يطمح إلى السيطرة على مضيق “باب المندب”، الذي تمر منه أكثر من 7% من التجارة العالمية، ويهدد دول الإقليم ويستغل مواني اليمن المطلة على البحر الأحمر في عمليات قرصنة السفن المدنية والتجارية وتهديد الملاحة الدولية، كما هي حال إيران مع مضيق هرمز في الخليج العربي.

وبعد أن تسببت في تدمير اليمن، تريد مليشيا الحوثي أن تنشر الخراب في دول الجوار عبر اعتداءاتها الإرهابية على منشآت ومناطق مدنية في السعودية والإمارات بإطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع.. ولكن هيهات هيهات، ففي هذه الدول قادة ورجال حكماء وشجعان يجيدون التعامل مع المخربين والإرهابيين ومن يحركهم.

فمنذ انطلاق “عاصفة الحزم” في 2015، بل وقبل ذلك، كان قادتنا على دراية كاملة بالمخطط الإيراني التوسعي في المنطقة، حيث أعدوا له جميع الخطط والسيناريوهات لردعه ومواجهته.

ومؤخرا، بدأ اليمنيون في المناطق المحررة يستردون شعورهم بالأمن والأمان والعيش بحرية وكرامة تحت ظل قيادتهم، وبدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية. إذ آتت ضربات التحالف العربي لدحر الحوثي في شبوة ومأرب والبيضاء ثمارها، حيث تراجع الحوثيون وتكبدوا خسائر فادحة في العتاد والأرواح، ما دفعهم إلى محاولة تحويل مسار القتال إلى نهج الاعتداءات الإرهابية لاستهداف المدنيين كعادتهم، ظنا منهم أن هذا الاعتداء يُثني الإمارات أو السعودية عن مواصلة دعمهما اليمن واليمنيين لاسترداد وطنهم المسلوب من قبل مليشيا إرهابية تدين بالولاء لإيران.

ولعل اعتداءات الحوثي الإرهابي مؤشر واضح لبدء اندحار هذه المليشيا وعودة الشرعية لليمن والأمن لليمنيين.. حفظ الله الإمارات قيادة وشعبا، وأدام الله علينا الأمن تحت ظل قيادتنا الرشيدة!

العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى