سياسة

الجفاف في الصومال.. معاناة يفاقمها الإرهاب


تتوالى الأزمات التي يعيشها الصومال من حرب شرسة ضد الإرهاب إلى حرب قاتلة ضد الجوع.

حيث شهدت الفترة الأخيرة تحقيق انتصارات ضد عناصر حركة الشباب الإرهابية بعد إجراءات حكومية لوقف وتجفيف منابع تمويل الإرهاب إلا أن نقص الغذاء لا يزال المهمة الأصعب أمام الشعب الصومالي.

حشد الإمكانيات

من جانبها ترى الحكومة الصومالية أن المعركة ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها حركة الشباب تحتاج لحشد كافة الإمكانيات. وذلك للتفرغ إلى المعركة الأكثر خطورة وأهمية وترتبط بمعالجة الأوضاع الإنسانية شديدة الصعوبة في الصومال. في ظل تفاقم العجز الغذائي وانتشار المجاعة، وسط مؤشرات مفزعة تؤكد أن الصومال سيكون من أكبر ضحايا التغيرات المناخية في الفترة المقبلة. فهناك ما يقرب من ثمانية ملايين شخص، حوالي نصف عدد السكان، يعانون مجاعة. مؤكدة بسبب ضعف إنتاج المحاصيل وفقدان الثروة الحيوانية، وفي غياب إحصائيات دقيقة، هناك ضحايا يموتون يوميا، أكثر من ضحايا الحوادث الإرهابية، جراء تداعيات انعدام الأمن الغذائي وانتشار الأمراض.

تضافر الجهود

يجد المراقبون أن الأزمة الغذائية ونشاطات التنظيمات الإرهابية سببان رئيسيان في استنزاف الشعب الصومالي، وإرباك حكومته. وإذا كان هناك تقدم في العمليات الأمنية ضد الفلول الإرهابية خصوصًا في جنوبي البلاد بفعل جاهزية القوات الحكومية ودعم الحلفاء الدوليين. فإن مواجهة آثار التغير المناخي تبدو أكثر تعقيدا وتحتاج إلى تضافر الجهود العربية والدولية، ضمن استراتيجية متعددة المحاور للحد من مخاطر المجاعة وتداعيات الجفاف، ورغم الوعود الكثيرة والتعهدات بتقديم العون والخبرات. يبدو التحدي أكبر مما هو معلن، وسيتطلب مزيداً من العمل والدعم، حتى يتمكن الصومال من النصر في المعركتين. ويفوز باستحقاق توفير الأمن والرخاء وطي السنوات الصعبة التي واجهها. وظل طويلاً حالة إنسانية وأمنية وسياسية منسية على هامش المسرح الدولي. وكان للتغيرات العالمية تأثير في مجريات الوضع في الصومال، فتحديات المناخ والإرهاب والتنمية بدأت تؤثر في الوضع الإقليمي، وتدفع باتجاه حل هذه المشكلات حتى لا تتفاقم أكثر.

إنقاذ الصومال

كما يرى د. نادر نور الدين، أستاذ المياه والأراضي بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجي بالجمعية العامة لمنظمة الأغذية والزراعة. أن تغير المناخ يهدد الصومال بكارثة غير مسبوقة. خاصة إن توقيت الفيضان تأخر كثيرًا بالإضافة إلى انعدام الأمطار مما تسبب في تدمير المحاصيل الصومالية. الأمر الذي يهدد ملايين الصوماليين بأزمة جوع.

وأضاف نور الدين أن الأزمة تهدد أكثر من دولة. مضيفًا، أن منظمة الأغذية والزراعة أصدرت بيانا حذرت خلاله من تعرض 44 مليون مواطن للمجاعة في منطقة القرن الإفريقي التي تضم إثيوبيا وكينيا وجيبوتي والصومال.

وناشدت دول العالم لإرسال طائرات تحد من تفاقم الأزمة في الصومال. ودفعت الأمين العام للجامعة العربية لدعوة الدول القادرة للتدخل بإرسال طائرات الإغاثة.

لافتًا إلى أن الصومال له حق في التعويض كأحد أكثر الدول تضررًا من تغير المناخ ومن المفترض أن تسارع الدول الصناعية الكبرى التي تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية تغير المناخ في تقديم التعويض أو الإغاثة العاجلة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى