متابعات إخبارية

لبنان يواجه الشعب أسوأ أزماته


لبنان بلد متوسط الدخل سابقًا، ليس غنيًا ولا فقيرًا، لكن نظامه المالي انهار في عام 2019، وأدى الانهيار إلى انخفاض كبير في قيمة الليرة اللبنانية.

وتقول الأمم المتحدة: إن هذا الحدث أدى إلى أن يصبح أربعة من كل خمسة لبنانيين فقراء.

كساد متعمد

أكدت شبكة “فويس أوف أمريكا”، أن خدمات الدولة تكاد تكون توقفت كما تمت إزالة الدعم المالي لخفض تكاليف السلع، وغادر عشرات الآلاف من اللبنانيين البلاد بحثًا عن وظائف في بلدان أخرى. لتصبح أكبر موجة هجرة منذ الحرب الأهلية 1975-1990، واعترف القادة السياسيون اللبنانيون بأن الأزمة كانت نتيجة سنوات عديدة من الإسراف في الإنفاق والفساد ووصف البنك الدولي الأزمة بأنها “كساد متعمد” أوجده أصحاب النفوذ السياسي والمالي.

ويقول الاقتصاديون: إن الأمر سيتعمق إذا أرجأ السياسيون تمرير الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي في شهر إبريل الماضي. فإقرار هذه الإصلاحات مطلوب لإطلاق مساعدات بمليارات الدولارات، ومع ذلك، فقد مرت الضغوط الشعبية من أجل الإصلاح إلى حد كبير. وكان الضغط في ذروته خلال احتجاجات 2019 وبعد انفجار بيروت في شهر أغسطس من عام 2020. كانت الأحزاب السياسية التي حكمت لجزء كبير من التاريخ الحديث لا تزال تفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية في مايو.

محاولات منع السقوط الكامل للدولة

محمد شمس الدين هو خبير سياسي في Information International ومقرها بيروت. قال: “إن اللبنانيين يقبلون ويتكيفون على كل الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية”، مشيرًا إلى أن الكثيرين يعيشون الآن على المساعدات وأن المئات من الدولارات التي يرسلها أقاربهم الذين يعملون في بلدان أخرى إلى بلادهم كل شهر، تسمى التحويلات. وأوضح أن التدفق زاد مع هجرة نحو 200 ألف شخص منذ عام 2019.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنه في الوقت نفسه، يتم دعم الوظائف الأساسية للدولة بشكل متزايد من خلال المساعدات الدولية المرسلة لمنع فشل الدولة التام. ويدعم برنامج الغذاء العالمي وحده ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 6 ملايين نسمة بالمساعدات الغذائية والمال، أما المستشفيات والمدارس وحتى الأجهزة الأمنية فتتلقى دعماً مالياً متزايداً من المساعدات الدولية.

وأكدت الشبكة الأميركية أن الاقتصاد أصبح نظامًا من مستويين، يُعرف أصحاب المال باسم “فئة الدولار الجديدة”. يأكلون في المطاعم أو يرسلون أطفالهم إلى أفضل المدارس. وأولئك الذين يكسبون بالليرة اللبنانية المحلية لديهم ما يكفي فقط لتلبية الاحتياجات البسيطة، وأحد هؤلاء اللبنانيين هو حسين حمادة، الشاب البالغ من العمر 51 عامًا عاطل عن العمل. وغير قادر على إعالة أسرته المكونة من أربعة أفراد، درست ابنتاه في الضوء الذي جاء من خلال نافذة في منزلهما غير المضاء المكون من غرفة نوم واحدة.

وقال حمادة: “لدي نظرة متشائمة للغاية للمستقبل آخذ كل يوم كما يأتي، ليس هناك مستقبل بالنسبة لي “.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى