سياسة

التغيير في العراق.. 12 سببًا

علي الصراف


الاستعراضات “الجماهيرية”، التي قدمتها جماعات الولاء لإيران ضد التغيير في العراق، تجعله مطلوبا أكثر.

 

الحقائق الأساسية هي التي تجعل الخلاص منها ومن إرثها في السلطة استحقاقا لا مفر منه للغالبية العظمى ممن أصبحوا ضحايا لركام الفشل.

1ـ هذه الجماعات، بالهوية والتعريف، لا ترعى مصالح العراق. وهي عندما تدّعي هذه المصالح فمن باب النفاق و”التقيّة”. إنها جماعات توالي دولة أخرى وتدعم مصالحها على حساب مصالح الشعب العراقي. التعبير المألوف لكيانات من هذا النوع هو أنها “حصان طروادة”، أو “طابور خامس”.

2ـ هذه الجماعات حكمت العراق لنحو عقدين من الزمن، وفشلت. لم تقدم للعراق إلا الفقر والبطالة ونقص الخدمات وتراجع المكانة وانهيار الأمن. الإحصاءات متاحة لكل من يرغب.

3ـ إنها جماعات مارست من الانتهاكات وأعمال القتل والترويع والتهجير وتخريب المنازل وحرق المساجد والتعذيب والاغتصاب والاعتقالات التعسفية لمئات الآلاف من الضحايا، لنحو 15 عاما متواصلة، قبل أن يظهر تنظيم “داعش” الإرهابي. حتى لكأنها، بأعمالها تلك، مهّدت الأرضية له، وجعلت من دوافع الانتقام الوحشية ردا على أعمالها الوحشية هي أولا. زرعت بذرة الهمجية على أسس طائفية. وحصدت مما زرعت. وعمّ الحصاد الكريه على كل العراق.

4ـ المعلن رسميا أنها نهبت أو أسهمت في نهب أو تبديد أكثر من 400 مليار دولار في أعمال الفساد. والرقم الحقيقي ربما كان أكبر من ذلك بكثير. فالعراق حقق دخلا من عائدات النفط يبلغ تريليوني دولار خلال العقدين الماضيين، ولم يتم به بناء مستشفى، ولا تم شق شارع، ولا أقيمت مدرسة.

5ـ أزمة الكهرباء، حيث تم إنفاق 81 مليار دولار، تكفي بحد ذاتها دليلا على أن آليات الفساد والنهب أعقد بكثير مما يعرف معظم الناس. هذا المبلغ كان يكفي لإنتاج ضعف حاجة العراق من الكهرباء، بينما البلاد لا تنتج سوى ربع هذه الحاجة، من غاز إيراني! المفارقة الأهم، هي أنها ورثت أنظمة إنتاج تكفي تلك الحاجة، فلا حافظت عليها، وبلا بَنَت غيرها.

6ـ وجودها، كمليشيات مسلحة، هو إهانة لمعنى أن تكون الدولة دولة. تستطيع هذه الجماعات أن تقول ما تشاء عن طبيعتها ووظائفها إلا أنها إهانة. ومنها خرجت المجموعات التي ظلت تُطلق الصواريخ على المنشآت الأجنبية، لتثبت أنها منظمات إرهاب لا تكتفي بأن تُهين الدولة، ولكن تهددها أيضا.

7ـ هذه الجماعات، بينما هي تعمل لمصالح دولة أجنبية، فإنها تتلقى تمويلاتها من الدولة التي تعمل على تخريبها. الصحيح، والأخلاقي، هو أن تأخذ رواتبها ممن تخدمهم، لا ممن تضُر بهم. إلا أنها لا تعرف الصحيح ولا الأخلاقي.

8ـ عندما تزعم هذه الجماعات أنها تريد إقامة “حكومة خدمية”، فنظريتها هي: بما أن عائدات العراق من النفط قد زادت، فقد أصبح بالإمكان أن يحصل العراقيون على حصة، بينما تحافظ دولة الولاء على حصتها. عصفوران بحجر واحد. هي جماعات تعتقد الآن أنها بلغت حقبة تاريخية من “الذكاء”. وتستطيع أن تستغبي كل الناس، وليس بعضهم.

9ـ إنها جماعات ترعى نظاما قائما على مبدأ “المحاصصة”. وهو مبدأ يعني أن يستولي كل طرف على “حصة” تخصه من “الكعكة”. العراق في نظرها كنز من كنوز النهب على أساس “تقاسم الحصص”. كل طرف يملك الحق في أن يوقع عقودا وهمية، أو يقيم مشاريع مبالغ في قيمتها، أو يستورد تجهيزات، والأموال تتطاير بين الحسابات في الخارج، كلٌّ على مقدار “حصته” من الدولة.

10ـ إنها جماعات خديعة مذهبية. تتخذ من المذهب ستارًا لما لا يتحمله أي مذهب. وما يشكل إهانة لكل مذهب. وتبيع وتشتري بثقافة نفاق وتزوير وأباطيل لا علاقة لها بأي مذهب. وبينما المذاهب في أصلها “مدارس”، فإن المذهب عندها “مليشيات”.

11ـ إنها جماعات واجهت الاحتجاجات الشعبية ضدها، على مدار عام ونيف، بالحديد والنار، ما أدى إلى مقتل المئات من المتظاهرين وجرح عشرات الآلاف، ونجحت في أن تقيّد هذه الجريمة “ضد مجهول”. ولكنه “المجهول” الوحيد الذي يعرفه الجميع، ولا يشك في مسؤوليته أحد.

12ـ إنها جماعات خسرت انتخابات أكتوبر 2021، برغم كل ما سخّرته من شراء الضمائر ووسائل الترهيب والترغيب واستغلال النفوذ. الانتخابات جرت بنحو 40 بالمئة من تعداد الناخبين، وحصلت هي بمجموعها على أقل من 10 بالمئة من هذا المجموع.

استعرضت هذه الجماعات “جماهيريتها” بهذه الـ10 بالمئة، لكي تهدد مصائر الـ90 بالمئة الباقين.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى