سياسة

الإمارات وعمان.. مستقبل لمزيد من التكامل

محمد فيصل الدوسري


تحظى زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى سلطنة عُمان، منذ أمس، بأهمية استثنائية، باعتبارها نقلة نوعية في العلاقات الوطيدة بين البلدين الجارين.

 

أهمية الزيارة جاءت لطبيعة العلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين، ولأنها الزيارة الأولى لسموه إلى العاصمة العُمانية منذ تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الإمارات.

العلاقات الإماراتية العُمانية تاريخية واستثنائية، تربطها الأخوة والثقافة المشتركة.. علاقات راسخة مبنية على أساس إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وعلى نهج القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، ومن هذا المنطلق فإن استمرار التواصل الأخوي بين قيادتَي البلدين يعزز هذه العلاقات وينقلها إلى مرحلة نوعية من الازدهار والتنمية والرخاء.

وقد تزامنت الزيارة مع تطورات عربية وأحداث إقليمية ودولية -أزمة الحرب في أوكرانيا مثالا- وما نتج عنها من تبعات ارتفاع أسعار الطاقة وجميع السلع من بعدها، فضلا عن أزمة الغذاء العالمية وتداعياتها، بالإضافة إلى مستجدات مفاوضات الاتفاق النووي وتداعياتها على الأزمة اليمنية، ما يؤكد حرص القيادة الإماراتية والعُمانية على تعزيز التنسيق السياسي في مباحثات قيادتَي البلدين، المبنية على إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يتناسب مع ثقل الدولتين على الساحة الإقليمية والدولية، ومع عمق وطبيعة العلاقة التاريخية بين الإمارات وعُمان.

وشهدت الفترة الماضية زيارات متبادلة للمسؤولين الإماراتيين والعُمانيين لتنسيق المواقف المشتركة، ولعل أبرزها زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، إلى مسقط، ليلتقي السلطان هيثم بن طارق، بالإضافة إلى زيارة المبعوث الخاص لسلطان عُمان، السيد فاتك بن فهر آل سعيد، في الخامس عشر من سبتمبر الماضي إلى العاصمة الإماراتية، ليلتقي رئيس دولة الإمارات، ما يؤكد رؤية قيادتَي البلدين لتعزيز العلاقات المشتركة، لتنعكس إيجابا على النواحي الاقتصادية والمجتمعية والاستثمارية والتجارية والثقافية، وهناك حرص كبيرعلى استمرار تبادل الزيارات بين الوفود ورجال الأعمال لخصوصية وتفرد العلاقة بين البلدين.

سيكون التكامل الاقتصادي بين دولة الامارات وسلطنة عمان هو توجه البلدين خلال المرحلة المقبلة، بدءا من تطوير الفرص الاستثمارية، وتسهيل إجراءات المستثمرين بين البلدين، وتوسيع الشراكة في قطاع الأعمال، في ظل فرص عديدة للاستثمار، يمكن من خلالها زيادة التبادل التجاري بين البلدين.

وتعتبر الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان، بحيث بلغ التبادل التجاري غير النفطي بينهما خلال العام الماضي 46 مليار درهم، بنمو وصل إلى نحو 9% مقارنة بالعام 2020، وفي هذا الإطار تنطلق رؤية قيادتَي البلدين، لتنمية الشراكة في القطاعات الاقتصادية الحيوية المختلفة، وتعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية.

إن لقطات تبادل أرفع الأوسمة في الإمارات وعُمان بين القائدين خلال الزيارة التاريخية تعكس تقديرا كبيرا بين قيادتَي البلدين، وتعبيرا واسعا عما يجمع الشعبين من علاقات ود وانصهار، ستدفع بهذه الزيارة قدما إلى مستقبل مضيء، وشراكة مستدامة تدعم التنمية والاستقرار بالإقليم ومنطقة الخليج العربي.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى