الإمارات في المرتبة العاشرة عالميا على المؤشر العالمي للقوة الناعمة
استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة من أن تحجز لنفسها مكاناً مميزاً في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2023.
حيث حلَّت في المركز العاشر في المؤشر الذي تعده مؤسسة “براند فاينانس العالمية”. والذي أعلن مؤخراً خلال المؤتمر السنوي الذي احتضنته العاصمة البريطانية لندن بحضور عددٍ من المسؤولين حول العالم. والإمارات بذلك هي الدولة الوحيدة في المنطقة الموجودة في قائمة الدول العشر الأول.
وقد تصدرت الولايات المتحدة قائمة أفضل 10 دول بالمؤشر تلتها كل من المملكة المتحدة، وألمانيا، واليابان، والصين، وفرنسا، وكندا، وسويسرا، وإيطاليا ثم الإمارات.
وبحسب التقرير، سجلت العلامات التجارية الإماراتية في المجالات المصرفية والنفط والغاز نمواً كبيراً خلال الفترة الماضية. مع تصنيفاتٍ إيجابية هي الأعلى في قطاعاتٍ عدة، من بينها: “أدنوك” التي تعتبر العلامة التجارية الأعلى قيمة في الإمارات بقيمة 14.2 مليار دولار أمريكي.
أدرجت المؤسسة العالمية في تقريرها، أفضل 50 علامة تجارية في الإمارات من حيث القيمة والقوة، راصدة تطور هذه الشركات وفرصها في الاستثمارات المستقبلية. ومن أبرز الشركات التي أظهر المؤشر نجاحاتها: شركة أدنوك. التي رصد التقرير نمو استثماراتها في الطاقة المتجددة، وشركة اتصالات وبنك أبوظبي الأول، وشركة طيران الإمارات، وموانئ دبي العالمية التي قفزت قيمة علامتها التجارية بنسبة تصل إلى 15%.
شمل استطلاع الرأي الذي اعتمد عليه المؤشر 110 آلاف شخص من 121 دولة. مع تضمين الاستطلاع ثمانية محاور رئيسية؛ هي: “الحوكمة”، و”العلاقات الدولية”، و”التجارة والأعمال”، و”الإعلام والتواصل”، و”الشعب والقيم”، و”التعليم والعلوم”، و”التأثير الإيجابي”.
ضمت هذه المحاور الثمانية مؤشراتٍ فرعية حققت فيها الإمارات قفزاتٍ نوعية. مما جعلها تتقدم في الإجمالي 5 مراكز لتحل بالمركز العاشر في التقرير الصادر عام 2023. بعدما كانت في المركز الـ15 في عام 2022.
من بين المؤشرات الفرعية التي تقدمت فيها الإمارات مؤشر “التقدير العالمي لقيادات الدولة” لتتقدم من المركز العاشر العام الماضي. إلى المركز الثامن هذا العام. فيما حلّت بالمركز التاسع على مستوى العالم في مؤشر “التأثير في الدوائر الدبلوماسية”. وهو ما يعد ثمرة الجهود الدبلوماسية الإماراتية.
مؤشرات متعددة
“مصدر قوة الإمارات هو سياساتها التنموية الداخلية، وسياساتها الخارجية المتوازنة”، بحسب مدير مركز دبي لبحوث السياسات العامة. الدكتور محمد بهارون الذي يقول لـ”كيوبوست”: “على الرغم من أن موقع الإمارات المتقدم في المؤشر هو نتيجة طبيعية لسياساتها. فإن الإقبال الكبير على الدولة باعتبارها مقراً للاستثمار والابتكار. وجودة الحياة، هو المؤشر الأهم والانعكاس الفعلي لتلك القوة الناعمة”. ويضيف بهارون: “من جانبٍ آخر، يمكننا قياس تأثير القوة الناعمة في السياسة الخارجية. وقد رأينا أن سياسات الإمارات في خفض التصعيد. وبناء أطر التعاون الإقليمي والدولي. والاعتماد على أدوات التحفيز والتعاون هي جزء من تلك القوة الناعمة”.
ومن الملاحظ التقدم الكبير الذي حققته الإمارات في مؤشر الكرم والعطاء، حيث حلت في المركز الثالث عالمياً في 2023. بعدما كانت في المركز العاشر في 2022. وتعليقاً على هذه الأرقام. تؤكد الباحثة المتخصصة. في علم الاجتماع السياسي هالة الحفناوي لـ”كيوبوست” أن “هذا النجاح متوقع في ظل جهود الإمارات في تعزيز قوتها الناعمة في عدة مجالاتٍ أهمها المجال الثقافي. حيث تستضيف الفعاليات والقمم واللقاءات العالمية، ومن ذلك الاستضافة المرتقبة لقمة المناخ “كوب 28″. وهو حدث متنوع الأبعاد، فجزء منه تقني والآخر ثقافي، كما احتضنت الإمارات معرض إكسبو العام الماضي. وهو حدث عالمي بالغ الأهمية”، تضيف الحفناوي: “الإمارات نجحت أيضاً في أن تكون مقراً لفروع أهم الجامعات العالمية، وأصبحت وجهة للطلاب من مختلف أنحاء العالم”.
مؤشر الكرم والعطاء
من بين الأمور التي ترصدها الحفناوي في حديثها: “الإمارات تعمل في مجالاتٍ عدة أخرى تركت فيها بصماتٍ حقيقية مهمة. منها تعزيز التسامح بين الأديان، وهو أمر تبذل فيه الدولة جهوداً كبيرة، وتطبقه على أراضيها. التي يعيش عليها 200 جنسية تقريباً من دون أي مشكلات. كما تتبنى الدولة مبادراتٍ دائمة في مجال العمل الإنساني على مستوى العالم. حيث سجلت المساعدات الإماراتية الخارجية 13 مليار درهم خلال الفترة من بداية 2021 وحتى أغسطس الماضي. وهو رقم كبير يعكس إيمان الدولة بأهمية هذا الدور”.
ويذكر أن الإمارات من أوائل الدول التي سارعت لتقديم مساعداتٍ لمتضرري الزلزال في سوريا وتركيا بأكثر من 100 مليون دولار أمريكي. من بينها جزء مخصص لتنفيذ مشاريع إنسانية في إطار خطط إعادة البناء بوقت استقبلت فيه المئات من المصابين للعلاج على أراضيها”.