سياسة

اشتباكات دامية في طرابلس تنذر باندلاع حرب شاملة


تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من التناحر، في أسوأ مشاهد تحدث منذ عامين.

حيث أكد شهود عيان أن القوات المتحالفة مع الحكومة المدعومة من البرلمان الليبي تحركت في المدينة لمحاولة الاستيلاء على السلطة.

وقالت وزارة الصحة إن 23 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 140 آخرون. وأضافت أنه تم إجلاء 64 عائلة من المناطق المحيطة بالقتال.

كما تسبب العنف في حالة من الذعر بين سكان طرابلس. وأظهرت لقطات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي منازل ومنشآت حكومية ومركبات تضررت إثر الاشتباكات الحادة. كما أظهرت لقطات أخرى انتشار الميليشيات وتبادل إطلاق النار بكثافة في سماء الليل. 
قصف عشوائي

كما أكدت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن القتال تسبب في قصف عشوائي متوسط وثقيل في أحياء آهلة بالمدنيين في طرابلس. ودعت البعثة إلى وقف فوري لإطلاق النار.

ودعت جميع الأطراف في ليبيا إلى الامتناع عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف. ووقعت الاشتباكات بين ميليشيا لواء ثوار طرابلس بقيادة هيثم تاجوري، ضد ميليشيا أخرى متحالفة مع عبدالغني الككلي، أحد أمراء الحرب سيئ السمعة المعروف باسم “غنيوة”، بحسب وسائل إعلام محلية.

وفي وقت لاحق يوم السبت، انضم المزيد من الميليشيات إلى القتال الذي انتشر في مناطق متفرقة بالعاصمة، وادعت حكومة رئيس الوزراء عبدالحميد دبيبة، ومقرها طرابلس، أن الاشتباكات اندلعت عندما أطلقت إحدى الميليشيات النار على أخرى، ومع ذلك، فإن القتال هو على الأرجح جزء من الصراع المستمر على السلطة بين الدبيبة ومنافسه رئيس الوزراء فتحي باشاغا الذي يعمل من مدينة سرت الساحلية.

حرب شاملة

حيث أكد مراقبون أن القتال المستمر في المدينة قد يتحول إلى حرب شاملة خلال عامين من حالة السلام الذي أدى إلى عملية سياسية فاشلة تهدف لإجراء انتخابات وطنية. وقد دارت المواجهة المستمرة منذ أشهر على السلطة في ليبيا بين حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها بقيادة عبدالحميد دبيبة ضد منافسة تحت قيادة فتحي باشاغا يدعمها البرلمان الشرقي.

وقال شهود عيان: إن الاشتباكات اندلعت خلال الليل عندما هاجمت إحدى الجماعات المسلحة في طرابلس قاعدة أخرى تحت سيطرة أخرى، ما أدى إلى ساعات من إطلاق النار والانفجارات.

واشتد القتال في وقت لاحق صباح السبت بنيران أسلحة خفيفة ومدافع رشاشة ثقيلة وقذائف مورتر منتشرة في مناطق وسط متفرقة. وارتفعت أعمدة من الدخان الأسود عبر أفق طرابلس وترددت أصداء إطلاق نار وانفجارات في الهواء.

شهادات مروعة

في نفس السياق، أكد عدد من شهود العيان الذين يعملون في منطقة الاشتباكات، أن الصراع بدأ في جنزور على الطريق الساحلي غرب طرابلس وهو نقطة وصول محتملة لبعض القوات المتحالفة مع باشاغا، وأكد شاهد عيان أن قافلة مؤلفة من أكثر من 300 سيارة تابعة لباشاغا انطلقت من زليتن، على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي طرابلس على طول الطريق الساحلي، حيث يقيم باشاغا منذ أسابيع في مصراتة بالقرب من زليتن، وإلى الجنوب من طرابلس.

وقد انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنه يظهر قوات قائد آخر متحالف مع باشاغا تدخل منطقة أبو سليم، وقال شهود بالقرب من أبو سليم إن المنطقة شهدت إطلاق نار كثيف وتعرضت عدة مستشفيات ومراكز صحية للقصف أيضًا، وهو ما أكده عبدالمنعم سالم، أحد سكان وسط طرابلس. مضيفًا، أن الأمر كان مروعاً، ولم نستطع النوم أنا وعائلتي بسبب الاشتباكات، حيث كان الصوت مرتفعًا جدًا ومخيفًا للغاية، وبقينا مستيقظين في حال اضطررنا إلى المغادرة بسرعة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى