سياسة

استراتيجية أمريكا النووية تثير قلق بيونغ يانغ وتعهد بمواجهة الوضع الخطير


قلق وتنديد وتعهد، رسائل وجهتها كوريا الشمالية، السبت، إلى الولايات المتحدة، ردًا على إقرار الأخيرة الخطة الاستراتيجية النووية المعدلة.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية: «ستعزز جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كما كانت دائما قوتها الاستراتيجية بكل الطرق لمواجهة جميع أنواع التحديات الأمنية التي قد تنجم عن إعادة ضبط الوضع النووي الخطير للولايات المتحدة والتغلب عليها والتصدي لأي نوع من التهديدات النووية بكل حزم».

وأضافت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن «جهود الدول الأخرى ذات السيادة لتعزيز قدراتها الدفاعية للتعامل مع التهديد النووي المتزايد من الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون ذريعة لحشد أسلحتها النووية لتعديل الوضع النووي على نحو عدواني ومستفز».

وتابعت: «بغض النظر عن مدى تضخيم الولايات المتحدة للخطر النووي من الدول الأخرى، فإن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستمضي قدما في بناء قوة نووية كافية وموثوقة بما يكفي للدفاع بقوة عن سيادة البلاد ومصالحها الأمنية في إطار جدولها الزمني المحدد».

قلق صيني

وقال البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن الخطة الاستراتيجية النووية السرية ليست ردا على دولة محددة أو تهديدا بعينه، بعد أن ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنها أعادت توجيه استراتيجية الردع للتركيز على توسع الصين في ترسانتها النووية لأول مرة.

وردت وزارة الخارجية الصينية قائلة إنها تشعر بقلق بالغ إزاء التقرير، الذي قال إن الخطة تسعى أيضا إلى إعداد الولايات المتحدة للتحديات النووية المنسقة المحتملة من الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

ماذا نعرف عن تلك الاستراتيجية؟

وتعمل استراتيجية بايدن على شحذ هذا التركيز ليعكس تقديرات البنتاغون بأن القوة النووية الصينية ستتوسع إلى 1000 بحلول عام 2030 و1500 بحلول عام 2035، وهو نفس العدد تقريبًا الذي تنشره الولايات المتحدة وروسيا الآن.

إلا أن بكين تبدو الآن متقدمة على هذا الجدول الزمني، كما يقول المسؤولون الأمريكيون، مشيرين إلى أنها (الصين) بدأت في تحميل الصواريخ النووية في حقول صوامع جديدة رصدتها الأقمار الصناعية التجارية قبل ثلاث سنوات.

والوثيقة التي يطلق عليها «إرشادات التوظيف النووي»، تسعى أيضًا إلى إعداد الولايات المتحدة للتحديات النووية المنسقة المحتملة من الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

وتحدث تلك الوثيقة، كل أربع سنوات أو نحو ذلك، وتعد شديدة السرية، لدرجة أنه لا توجد نسخ إلكترونية منها، بل عدد صغير فقط من النسخ الورقية التي يتم توزيعها على عدد قليل من مسؤولي الأمن القومي وقادة البنتاغون.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال فيبين نارانج، الخبير الاستراتيجي النووي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والذي خدم في البنتاغون، قبل عودته إلى الأوساط الأكاديمية: «لقد أصدر الرئيس جو بايدن مؤخرًا إرشادات محدثة بشأن استخدام الأسلحة النووية لمراعاة الخصوم المتعددين المسلحين نوويًا». وأضاف: «وعلى وجه الخصوص، كانت إرشادات الأسلحة مسؤولة عن الزيادة الكبيرة في حجم وتنوع الترسانة النووية الصينية».

وفي يونيو/حزيران، أشار براناي فادي، المدير الأول لمجلس الأمن القومي لشؤون ضبط الأسلحة ومنع الانتشار، إلى الوثيقة، وهي الأولى التي تبحث بالتفصيل ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للرد على الأزمات النووية التي تندلع في وقت واحد أو بالتتابع، بمزيج من الأسلحة النووية وغير النووية.

وقال فادي إن الاستراتيجية الجديدة تؤكد على «ضرورة ردع روسيا وجمهورية الصين الشعبية وكوريا الشمالية في وقت واحد».

وفي الماضي، بدا احتمال أن يتمكن خصوم أمريكا من تنسيق التهديدات النووية للتغلب على الترسانة النووية الأمريكية بعيداً. لكن الشراكة الناشئة بين روسيا والصين، والأسلحة التقليدية التي تزود بها كوريا الشمالية وإيران روسيا للحرب في أوكرانيا، غيرت تفكير واشنطن بشكل جذري.

وبالفعل، تجري روسيا والصين تدريبات عسكرية مشتركة. وتحاول وكالات الاستخبارات تحديد ما إذا كانت روسيا تساعد في المقابل برامج الصواريخ في كوريا الشمالية وإيران.

والوثيقة الجديدة هي تذكير صارخ بأن أي شخص يتم تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل سيواجه مشهدًا نوويًا متغيرًا وأكثر تقلبًا بكثير من المشهد الذي كان موجودًا قبل ثلاث سنوات فقط.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى