سياسة

احتجاجات إيران.. هتافات ضد النظام


بمشاركة فئات المجتمع حتى طلاب المدارس والجامعات مع دخول الاحتجاجات الإيرانية، السبت، أسبوعها الرابع تتواصل الاحتجاجات في مختلف المدن.

تتواصل الاحتجاجات التي أشعل شرارتها مقتل الفتاة “مهسا أميني” عقب احتجازها من جانب “شرطة الأخلاق” وسط مواجهات بين المحتجين في عدة مدن وقوات الأمن وسقوط ضحايا جدد، كان أحدثهم اليوم مقتل 3 أشخاص. 

ومع إصرار المتظاهرين على الخروج بشكل شبه يومي تراجعت حدة المواجهات مع قوات الأمن، منعا لسقوط مزيد من القتلى وهو ما يسبب حرجا دوليا للنظام الإيراني. بالإضافة إلى زيادة الشعور الثأري لدى المحتجين.

مزيد من القتلى

وأفادت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية (غير حكومية) بمقتل شخصين على الأقل، وإصابة أكثر من 15 خلال احتجاجات اليوم السبت في مدينة سنندج عاصمة المحافظة، ومن بين القتلى سائق سيارة أصيب برصاصة في رأسه مباشرة.  

وأضافت الشبكة “عقب مقتل شخصين في سنندج، امتدت الاشتباكات إلى أجزاء كثيرة من المدينة، وسمع دوي طلقات نارية من مناطق مختلفة”.

كما قال موقع “سحام نيوز” الإصلاحي، إن فتاة تبلغ من العمر 28 عاما من طلاب جامعة طهران، لقيت مصرعها بعدما حاولت عناصر أمنية كانت موجودة قرب الجامعة فض الاحتجاجات بالقوة.

وشهدت العديد من مناطق طهران اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، ونشر العديد من مقاطع الفيديو والصور على الشبكات الاجتماعية، يظهر أحدها إلقاء قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على الشارع الرئيسي في سوق طهران.

وأفادت تقرير لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية (غير حكومية) بأن عدد القتلى في الاحتجاجات الأخيرة ارتفع إلى 185 شخصا على الأقل، بينهم 19 طفلاً. وهي أرقام أكبر من المعلنة من جانب السلطات الرسمية في إيران.

وبحسب التقرير، فإن معظم عمليات القتل وقعت في ولايتي سيستان وبلوشستان، خاصة أن نصف القتلى من أبناء هذه المحافظة.

ودعت المنظمة إلى محاسبة قادة ومرتكبي هذه الجريمة ومحاكمتهم من خلال تشكيل وفد دولي مستقل بإشراف الأمم المتحدة.

هتافات ضد النظام

المظاهرات الاحتجاجية تضمنت شعارات مناهضة للنظام، ومطالبة برحيل الحكومة. ومن بينها هتافات رددها طلاب جامعة الزهراء تطالب الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” الذي كان يزور الجامعة بـ”الرحيل”.

وزار الرئيس الإيراني مؤخرا الجامعة بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد، حيث اتهم قوى أجنبية بتحريك ما أسماها بـ”الاضطرابات”، داعياً الطلاب لعدم الانجرار وراء ما يحدث.

وخلعت بعض الطالبات حجابهن وأقنعتهن ورددن هتافات مثل “أيها الرئيس ارحل!” و”لا نخاف من المدافع والملالي عليهم الرحيل” و “الموت للطاغية سواء كان ملكاً أو مرشداً”.

وشهدت جامعات إيرانية أخرى مظاهرات طلابية غاضبة منها جامعة قزوين، حيث ردد الطلاب شعار “متحمس الطالب.. الدعم.. الدعم”. كما شهدت جامعة الفردوسي احتجاجات مماثلة ونزل المتظاهرون إلى الشوارع في أجزاء أخرى من المدينة التي تضم الجامعة ورددوا هتافات مناهضة للحكومة.

وبدأ طلاب جامعة آزاد بطهران مسيرة احتجاجية أمام مبنى كلية الفنون ورددوا شعار “الطلاب يموتون، ولا يقبلون الإذلال”.

اتهامات النظام للخارج

في مقابل تصاعد الاحتجاجات دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى “الوحدة الشعبية، في محاولة لتهدئة الغضب مع استمرار انتشار الاحتجاجات”.

كما اعترف رئيسي في جلسة برلمانية بأن إيران لديها “نقاط ضعف ونواقص”. لكنه كرر القول الرسمي بأن الاضطرابات التي اشتعلت الشهر الماضي لم تكن أقل من “مؤامرة من قبل أعداء إيران”.

تصريحات رئيسي جاءت على نفس ضوء ما قاله المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي ألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في التحريض على الاضطرابات في أول تصريحاته بشأن الاحتجاجات.

كما أعلن التلفزيون الإيراني، مساء السبت، عن اجتماع جرى عقده بين الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس القضاء غلام رضا محسن إيجي.

واعتبر المجتمعون في مقر المؤسسة الرئاسية أن “الحفاظ على سلام البلاد ضرورة أساسية للأنشطة الاقتصادية والتجارية للشعب”. وأكدوا أن “المجتمع الإيراني يحتاج حاليا إلى التغلب على العداء وانقسام المعادين لإيران، ويحتاج إلى وحدة جميع الطبقات. بغض النظر عن اللغة والدين والعرق، ويجب على جميع عناصر البلاد السعي في هذا الاتجاه”.

وقال بيان الرئاسة الإيرانية إن “الذين يعتبرون إيران الموحدة والقوية تهديدا لمصالحهم يجب الحذر منهم”. مشيدين بما أسموه بـ”جهود قادة القوات الأمنية وعناصرها عن تقديرهم لليقظة التي يبديها أهل البلاد الذين يتمتعون ببُعد نظر وحسن التوقيت في فهم ما يحدث من التخطيط المكثف للأعداء وتحييد مؤامراتهم المعادية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى