اتفاق نووي جديد.. إشارات إيرانية تنتظر الضوء الأخضر


إشارات إيرانية خضراء مفادها الانفتاح على اتفاق نووي جديد مقابل تخفيف العقوبات، تنتظر قبولا أمريكيًا أو أوروبيًا.

تلك الإشارات بدت واضحة في المؤتمر الصحفي الأول للرئيس الإيراني الذي أكد انفتاح بلاده على اتفاق نووي جديد، لكنه قال إن أمريكا ستضطر إلى الالتزام به هذه المرة.

تصريحات بزشكيان التي بثت قبل أيام جاءت كأحدث إشارة على نيته الوفاء بتعهده تحسين العلاقات مع الغرب، إلا أنه ما يبقى الآن هو وجود شخص في الولايات المتحدة أو أوروبا على استعداد لقبول عرضه، وفقا لما ذكره موقع «ريسبونسيل ستايت كرافت».

وخلال المؤتمر، دافع بزشكيان عن ردود إيران على العقوبات الأمريكية، قائلاً إن البرنامج النووي الإيراني توسع طوال السنوات الخمس الماضية بسبب الضغوط التي بدأت منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي.

وأضاف: “التزمنا بالإطار المكتوب في الاتفاق النووي، وما زلنا نتطلع إلى الحفاظ على تلك الأطر. لقد مزقوها وأجبرونا على القيام بشيء ما”.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وأعادت فرض عقوبات واسعة النطاق على إيران، كما رفضت إحياء الاتفاق مرة أخرى عندما أتيحت لها الفرصة للقيام بذلك قبل 3 سنوات.

اتفاق جديد؟

والآن، أصبح الاتفاق المعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة» عديم الجدوى، كما أن العديد من بنوده انتهت صلاحيتها أو ستنتهي قريبا، لذا فإنه ينبغي التفاوض على اتفاق جديد، بحسب الموقع الأمريكي.

وأعربت الحكومة الإيرانية من جانبها عن اهتمامها بأن تكون خطة العمل الشاملة المشتركة إطارا للمفاوضات، فبزشكيان، قال: “نحن نسعى إلى العودة إلى إطار الاتفاق النووي. إذا توقفوا، سنتوقف، وإذا التزموا بالاتفاق، فسنلتزم به أيضًا”.

وعلى مدار الأشهر الأخيرة، كان هناك العديد من العلامات المشجعة بشأن جدية الحكومة الإيرانية في إحياء المفاوضات، حيث اختار بزشكيان لمنصب وزير الخارجية عباس عراقجي الذي كان جزءا من الفريق الدبلوماسي المفاوض على الاتفاق النووي، ومن المرجح أن تكون تجربته مفيدة في صياغة اتفاق جديد.

وإلى جانب الرئيس، فتح المرشد الإيراني علي خامنئي، الباب علنًا الشهر الماضي أمام محادثات جديدة، حين أظهر استعداده للسماح لبزشكيان بالمضي قدمًا في أجندته.

وأكد بزشكيان على حاجة بلاده للمعاملة بالمثل والاحترام المتبادل إذا كانت هناك أية فرصة لإحراز تقدم. وأوضح لواشنطن أن الاستمرار في الضغط لن ينجح قائلا: “نحن لا نسعى إلى الأسلحة النووية، لكننا لن ننحني للضغوط”.

وأقر بزشكيان بأنه لن يكون هناك أي تقدم دبلوماسي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مشيرا إلى أن الحكومة الإيرانية تنتظر لترى ما إذا كان هناك أي شخص في واشنطن مهتم بالتوصل إلى حل دبلوماسي.

هل هناك إشارات أمريكية؟

إلا أنه حتى الآن لم يتحدث أي من المرشحين الرئيسيين دونالد ترامب أو نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، عن الدبلوماسية مع إيران باعتبارها أولوية.

وتواجه المفاوضات النووية عقبات كبيرة، حيث تهدد حرب غزة والهجوم الإسرائيلي الأخير ضد حزب الله السلام في المنطقة، وإذا شنت إسرائيل حربا داخل لبنان مرة أخرى قد تضيع الفرضة الدبلوماسية النووية.

ومن بين العقبات -أيضا- استمرار المعارضة الكبيرة في واشنطن لأي تعامل مع إيران، حيث عملت الحكومة الإسرائيلية تحت قيادة بنيامين نتنياهو لسنوات على إفشال أي حل دبلوماسي للقضية النووية.

ومع ذلك، فيمكن التغلب على هذه العقبات إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة مستعدة للتوصل إلى اتفاق جديد.

Exit mobile version