سياسة

إيران.. حضور عربي ودولي في جنازة رئيسي


 

 أمّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي صلاة الجنازة على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأربعاء في طهران، فيما توافدت حشود ضخمة للمشاركة في مراسم تشييعه التي حضرها العديد من القادة العرب ووزاء خارجية عشرات الدول.

وحضر المراسم الرئيس التونسي قيس سعيّد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية المصري سامح شكري، أول وزير خارجية مصري يزور طهران منذ الثورة الإسلامية في 1979، كما شارك فيها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران.

وعلاقة قطر طيبة مع إيران وتوسطت من قبل بين طهران والولايات المتحدة، لكن علاقات دول خليج عربية أخرى مع طهران اتسمت بالاضطراب. واتهمت هذه الدول الجمهورية الإسلامية بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم أعداء لها في المنطقة حتى وقعت الرياض وطهران اتفاقا تاريخيا لتطبيع العلاقات في 2023.

وفي العام نفسه، رفعت الإمارات أيضا مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وتشترك الدولتان في علاقات تجارية واقتصادية تعود إلى أكثر من قرن. 

وأعادت الكويت تعيين سفير في طهران في 2022 بعد استدعائه تضامنا مع السعودية عندما قطعت العلاقات مع الجمهورية الإسلامية في 2016. ولا يزال هناك توتر قائم حول حقل الدرة البحري للغاز الذي تطالب السعودية والكويت بحقوق مشتركة وحصرية بينما تطالب إيران أيضا بحصة فيه.

وقال الديوان الأميري إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ترأس وفدا رفيع المستوى ضم رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني توجه إلى إيران اليوم الأربعاء لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيسي وأمير عبد اللهيان.

وغابت دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي عن المراسم فيما أوفدت دول من خارج الاتحاد مثل بيلاروس وصربيا ممثلين. وغصّت المنطقة المحيطة بجامعة طهران بالمعزّين حيث أقيمت الصلاة قبل أن ينتقل موكب التشييع إلى ساحتي انقلاب وأزادي.

وتحدث التلفزيون الرسمي عن “وداع مليوني” لرئيسي الذي رأى فيه كثر الخليفة المحتمل لخامنئي في منصب المرشد الأعلى.

وحمل مشيعون باكون نعش رئيسي، وكذلك نعوش وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين قُتلوا إلى جانب الرئيس في تحطم الطائرة قرب الحدود مع أذربيجان وقال أحد سكان طهران إن كثيرا من الناس تلقوا رسالة نصية على هواتفهم تدعوهم إلى “حضور جنازة الشهيد”.

وانضم إلى موكب التشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم.

وقال هنية للحشود “نحن مطمئنون أن الجمهورية ماضية في سياستها وثوابتها، برعاية قائدها في دعم فلسطين والمقاومة”، وذلك وسط صيحات “الموت لإسرائيل”.

واستقبل الرئيس المكلّف محمد مخبر في وقت لاحق رؤساء وممثلي دول من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا وأوروبا.

وذكرت وسائل إعلام أن أكثر من 40 وفدا أجنبيا تضم مسؤولين من العراق وباكستان وقطر وتركيا ومصر وتونس والكويت وروسيا والصين وأرمينيا وأذربيجان شاركوا في مراسم العزاء في طهران عصر اليوم الأربعاء.

وأفادت قناة “العربية” في وقت سابق بأن وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان سيحضر المراسم أيضا في ثاني زيارة له إلى طهران منذ اتفاق الخصمين في عام 2023 على إعادة العلاقات بعد عداء لسنوات.

وفي العاصمة، رفعت لافتات ضخمة تشيد بالرئيس الراحل “شهيد الخدمة”، في حين ودّع آخرون من كان “عون المحرومين”.

وقالت إحدى المعزين التي عرّفت عن نفسها باسم مريم وأشارت إلى أنها قدمت من ورامين جنوب طهران للمشاركة في وداع الرئيس “شعرت بالحزن. أتيت لأشعر بالطمأنينة ولأمنح الطمأنينة لقلب المرشد الأعلى”.

وبدأت الثلاثاء مراسم جنازة الرئيس الراحل وأعضاء الوفد المرافق له الذين قضوا معه، بمشاركة عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدوا اللباس الأسود في مدينة تبريز وفي قم.

ومن طهران، ستنقل الجثامين إلى مدينة مشهد مسقط رأس رئيسي في شمال شرق البلاد، حيث سيوارى الثرى الخميس بعد مراسم جنازة في ضريح الإمام الرضا.

وأعلن خامنئي الحداد الوطني لمدة خمسة أيام وكلّف نائب الرئيس محمد مخبر (68 عاما) تولي مهام الرئاسة وصولا إلى انتخابات ستجرى في 28 يونيو /حزيران لاختيار خلف لرئيسي.

وتم تعيين كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي باقري الذي كان نائبا لأمير عبداللهيان، قائما بأعمال وزير الخارجية وأمر رئيس أركان القوات المسلحة في البلاد باقري بإجراء تحقيق لكشف ملابسات تحطّم المروحية.

وانتُخب رئيسي رئيسا في العام 2021، خلفا للمعتدل حسن روحاني على خلفية تدهور اقتصادي من جراء العقوبات الأميركية المفروضة بسبب أنشطة إيران النووية.

وشهدت فترة حكم رئيسي المحافظ المتشدد احتجاجات حاشدة وأزمة اقتصادية متفاقمة وبعد وفاته، قدّمت روسيا والصين، حليفتا إيران وقوى إقليمية تعازيها، وكذلك فعل حلف شمال الأطلسي، في حين وقف مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت.

كما تدفقت رسائل التعزية من حلفاء إقليميين لإيران لا سيما الحكومة السورية وحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى