إيران “الممر الآمن” لتنظيم القاعدة الإرهابي
بدا واضحا أن نظام ولاية الفقيه المسيطر على السلطة في إيران منذ 40 عاما يصعد من مستوى التهديدات الإرهابية في النطاقين الإقليمي والدولي، بواسطة مليشيات عسكرية تقاتل لصالحه بالوكالة داخل بلدان مجاورة.
مليشيات الحوثيين المدعومة تسليحا وتدريبا من جانب طهران في اليمن، لم توارِ تورطها في استهداف مضختى نفط في السعودية قبل أسبوعين، بينما حمل الجيش الأمريكي إيران ومليشيات تابعة لها مسؤولية شن هجمات تخريبية ضد سفن تجارية.
أدلة التورط الإيراني من خلال مليشياتها في شن هجمات إرهابية ضد من تعتبرهم معادين لمصالحها لم تعد خافية، حيث زادت طهران من لهجة التحريض إعلاميا وسياسيا بل ودعائيا في مسعى لتكثيف أنشطة الجماعات المقاتلة بالنيابة عنها.
وانخرط النظام الإيراني الثيوقراطي الذي صعد إلى سدة الحكم عام 1979 على مدى 4 عقود في تعزيز مناخ عام من الترهيب والخوف لدى السكان المحليين بغية تنفيذ أجندة إرهابية خارج الحدود، فضلا عن تقديم الدعم اللوجيستي والمادي وتوفير الملاذ الآمن لعدد من التنظيمات المتطرفة.
وتدرج واشنطن منذ ثمانينيات القرن الماضي إيران على رأس الدول الداعمة للإرهاب عالميا، فضلا عن حظر دخول مسؤولين إيرانيين بارزين إلى أراضيها وكذلك مصادرة أصول محتملة لهم.
وحولت إيران أراضي اليمن من خلال دعم مليشيات الحوثي الانقلابية إلى ساحة خلفية بهدف تهديد مصالح المملكة العربية السعودية، التي أحبطت دفاعاتها الجوية على مدار السنوات الأخيرة هجمات ضد منشآت حكومية، ورصدت قرابة 225 صاروخا باليستيا، ومئات الطيارات المسيرة.
هجمات مليشيا الحوثي الإيرانية وصلت إلى نطاق العاصمة الرياض، في حين بعضها كان موجها صوب مكة المكرمة، بينما كشفت تقارير صادرة عن التحالف العربي أن بقايا الطائرات المسيرة تثبت تزويد مليشيا الحرس الثوري للحوثيين بهذه القدرات.
وشرعت إيران في تأسيس نهج تصدير الفوضى ودعم الجماعات الإرهابية علنا وسرا ا في أعقاب استحواذ المرشد السابق الخميني على مقاليد الحكم نهاية سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يبدأ حملة دموية لتصفية جميع معارضيه.
دول الجوار القريب لطهران كانت أكثر المتضررين من أجندة الأخيرة الإرهابية، وأيضا تدخلاتها الفجة في الشؤون الداخلية لها بداية من ضلوعها بشن هجوم على السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 من خلال مليشيا حزب الله اللبنانية.
وردا على سياسة السعودية الرامية إلى كبح عداء إيران إقليميا، شنت إيران عبر مليشيات الباسيج (إحدى جماعات الضغط داخليا التي تتلقى أوامرها من الحرس الثوري) هجمات تخريبية ضد سفارة الرياض لديها بين عامي 1987 و2016.
مواسم الحج لم تخل من دور إيراني خبيث لبث الفوضى والدعاية التحريضية استغلالا للشعيرة المقدسة، حيث تورطت إيران في تنفيذ مخططات إرهابية لاستهداف موسمي الحج على مدى عامي 1986 و1987 عبر إرسال متفجرات داخل حقائب بعض الحجاج، وتحريض حجاجها على تأجيج الفتن وبث شعارات طائفية حينها.
وتشير السجلات الرسمية بالمملكة إلى أن السلطات الأمنية أحبطت في موسم الحج عام 1986 مخططا إجراميا إيرانيا، عندما عثر موظفو الأمن والجمارك السعوديون على 51 كيلوجراما من مادة “سي فور” شديدة الانفجار، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
“الغاية تبرر الوسيلة”.. شعار رفعته طهران حينما تجاوزت أيديولوجيتها المقتصرة على دعم التنظيمات الشيعية لكي توفر غطاء آمنا بأراضيها لقيادات تنظيم القاعدة الإرهابي عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 التي راح ضحيتها قرابة 3000 شخص.
ورد التنظيم الإرهابي الأشهر عالميا قبل ظهور داعش الجميل لنظام ولاية الفقيه، حسبما كشفت وثائق نشرتها الاستخبارات الأمريكية عام 2011، عن تجنب إرهابيي القاعدة شن هجمات داخل الأراضي الإيرانية أو استهداف مراقد شيعية، بناء على أوامر من أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق.
ووصفت إيران بـ”الممر الآمن” لنقل أموال وأسرى لصالح تنظيم القاعدة الإرهابي، وكذلك الشريان الرئيسي لنقل العناصر والتوصل إلى اتصالات بهدف استمرار الدعم اللوجيستي للإرهابيين.
ويعتبر سيف العدل (قيادي في تنظيم القاعدة) أحد أبرز أعضاء التنظيم الإرهابي الذين حصلوا على مخبأ في قلب إيران في أعقاب الهجمات الإرهابية التي استهدفت بشكل متزامن عدة مواقع داخل الولايات المتحدة قبل 18 عاما.
وأقام سيف العدل المتورط في التخطيط والتنفيذ لتفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا عام 1998. لنحو 9 أعوام في ضواحي طهران تحت حراسة من عناصر مليشيات الحرس الثوري الإيراني.
إرهاب إيران لم يقف عند هذا الحد حيث آوت أحمد المغسل أحد أهم المطلوبين أمنيا في السعودية لمدة 20 عاما. قبل أن يتم القبض عليه لضلوعه في تنفيذ هجمات عام 1996. التي أسفرت عن مقتل 19 جنديا أمريكيا و372 شخصا آخرين.