سياسة

أيدي أبناء الإمارات الوفية

محمد تقي


مشهد ملحمي ليس بغريب على أبناء الإمارات الأوفياء، إذ تتجلى صلابة معدنهم وعظمة صفاتهم في الشدائد.

وقد ظهر هذا جليًّا بعد أن شهدت أغلب مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالأخص الشرقية، سيولا غزيرة أدت إلى جريان الأودية وتجمع المياه في المناطق المنخفضة، ما تسبب في شلل تام بالحركة في تلك المناطق.. وهنا أعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع الإماراتية عن تنفيذها عملية “الأيدي الوفية” في المناطق المتضررة، والقيام بعمليات إجلاء المدنيين لمناطق الإيواء، وتوفير المستلزمات والاحتياجات الضرورية لهم، والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ مع رجال الإسعاف الطبي، وكذلك تقديم الدعم للسلطات المدنية في إزالة ما تسببت فيه السيول من تعطيل الطرق وغيره.

لم تمر إلا ساعات قليلة من إطلاق عملية “الأيدي الوفية” حتى توالت صور أبطال الدفاع المدني ورجال الإنقاذ والقوات المسلحة والشرطة على المنصات والصفحات كافة، وهم يتصدرون المشهد ببطولتهم المعتادة وبسالتهم المعروفة، وحقيقة الأمر كان الشيء الأجمل في تلك المحنة هو شعور جميع أبناء الإمارات بالمسؤولية أمام ذلك الحدث.

فشاهدنا في إمارة الفجيرة ملحمة وطنية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، خاصة عندما تصدّر الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي، نجل حاكم الفجيرة، رجال فرق الإنقاذ لنقل العالقين، وهو مشهد قلّما نرى مثيله في أي دولة بالعالم، ولكنه معتاد في الإمارات وبين أهلها الكرام أصحاب الشهامة.. هنا يقف الجميع صفًّا واحدًا ويدًا بيدٍ وقت الشدائد، وأي شدة كانت تلك.. فأعلى كمية أمطار سجلت في ميناء الفجيرة بواقع 221.8 ملم، وهي أعلى كمية أمطار سقطت على الدولة خلال شهر يوليو منذ 27 عامًا، والتي هطلت في خورفكان عام 1995 بواقع 175.6 ملم.

كذلك لوحظ هذا الكم الهائل من فرق الطوارئ والإنقاذ، التابعة لوزارة الداخلية بالإمارات، والتي وصلت من المناطق المجاورة إلى المنكوبة وتفانيها في العمل من أجل دعم عمليات الإنقاذ، فور توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

أخيرًا.. نحن على ثقة بأن الأمور ستعود كما كانت وأفضل بفضل الله، ثم بفضل نهج قيادة الإمارات، بعد أن باشرت الأجهزة المختصة عملها، ورصدت حجم الخسائر لتعويض المتضررين، فاستقرار ورخاء حياة المواطن والمقيم هدف أساسي لدى قيادة دولة الإمارات تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.

من أجل ذلك الوفاء بين القيادة والشعب فالإمارات هي الإمارات.. ومن هنا نقدم كل الشكر لكل يد وفيّة، وكل مخلص مُتفانٍ في عمله ضمن “الأيدي الوفية”، وكما يقول أبناء شعبنا: “وقت الشدائد ما لها إلا عيال زايد”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى