سياسة

أمين «التعاون الإسلامي»: جماعة الإخوان تحاول تشويه صورة المرأة في الإسلام


تحاول جماعة الإخوان تشويه صورة المرأة في الإسلام عن طريق التفسير المنحاز والمضلل للنصوص الدينية المختلفة، بحسب ما أكد الدكتور محمد العيسى، عضو هيئة كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.

وشدد العيسى على ضرورة فهم النصوص الدينية بشكل شامل وصحيح من جميع الزوايا وعدم إخراجها من سياقها، وفقا لما نقلته صحيفة سعودي جازيت.

وحذر من أن المتطرفين يروجون لمفاهيم خاطئة عن مكانة المرأة ومكانتها في الإسلام عن طريق التفسير الخاطئ لبعض آيات القرآن الكريم والسنة وإخراجها من سياقها، حيث يفسر المتطرفون في جماعة الإخوان على سبيل المثال الآية الكريمة وقرن في بيوتكن خارج سياقها لمنع النساء من الخروج والمشاركة في الحياة العامة.

وتابع «نزلت هذه الآية في حالة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم»، موضحًا أن القران الكريم به الكثير من الآيات القرآنية التي تدور حول نساء وأمهات وزوجات النبي، منها الآية الكريمة في سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا، وكذلك الآية (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) وكذلك الآية (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا).

وأضاف: هذه مجموعة من الأحكام الخاصة بأمهات المؤمنين لا تسري على المسلمات الأخريات، فلا يُتصور أن المسلمة إذا ارتكبت فاحشة فاحشة تضاعف العقوبة عليها، وأوضحت الآيات أن هذا خاص بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ولا ينطبق على المسلمات الأخريات، موضحا: لقد أعطى الإسلام للمرأة المسلمة مسؤولية مالية مستقلة، لذلك لها الحق في التجارة والبيع والشراء والعمل في الوظائف العامة، فكيف إذن يأمرها بالبقاء في المنزل وعدم تركه، ومن ناحية أخرى، يأمرها القرآن بأن تجاهد مثل الرجل، والخطاب القرآني موجه للرجال والنساء على حد سواء دون أي تمييز.

وبحسب العيسى، فإن رجال الاخوان يستشهدون بجزء آخر من آية مأخوذة من خارج سياقها لتعزيز الفرق بين المرأة والرجل، وهي الآية في سورة آل عمران وليس الذكر كالأنثى حيث قال العيسى أن تفسير الاية مجتزأ وخارج السياق، وهو أمر خاص بزوجة عمران، حيث يتعلق هذا الجزء من الآية بدعاء زوجة عمران إلى الله، قائلة إنها تكرس ما في بطنها بالكامل في خدمة الله، وهنا الحقيقة أن زوجة عمران نذرت أن تعطي ما في بطنها إذا كان رضيعًا لخدمة المسجد الأقصى، كانت العادة خلال هذه الفترة أن نذر بأن الطفل المولود حديثًا يخدم الله، ولكن عندما أنجبت زوجة عمران طفلة، قالت بحزن لان طفلها لن يستطيع الان الخدمة لله قائلة: (الذكر ليس مثل الأنثى).

كما يستشهد بعض هؤلاء بحديث (حديث الرسول): (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، من أجل أن يروجوا لقمع المرأة ومنعها من تولي المناصب العامة، وقد طعن الإمام مالك في صحة هذا الحديث.

وهذه بعض الأمثلة على سوء تفسير نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لحرمان المرأة من حقوقها المشروعة ومنعها من المشاركة في تنمية الوطن وعجلة رخاءه، وتابع العيسى: نحن الآن نعيش في عصر مجيد حيث يمكن للمرأة تطوير إمكاناتها واستعادة كرامتها، مع تمكينها من الانطلاق والطيران إلى مساحة أوسع وأكثر ترحيبًا، ويمكنها القضاء وبقوة على هذه الأيديولوجية المتطرفة الناشئة من عباءة الإخوان المسلمين، وتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة وإلغاء الديكتاتوريين الفكريين.

وانتهى: (إسلامنا ا المعتدل منفتح على العالم والأديان والتقاليد والشعوب، وفي يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس).

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى