أردوغان يفاجئ العالم بدعوة الأسد إلى لقاء في نيويورك رغم حظره في أميركا


طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقاء نظيره السوري بشار الأسد في نيويورك خلال أعمال الأمم المتحدة، من أجل تطبيع العلاقات بينهما، فيما تبدو هذه الدعوة مثيرة للسخرية باعتبار أن الأسد ممنوع من دخول الولايات المتحدة في وقت يواجه فيه نظامه العديد من العقوبات الأميركية والغربية بالإضافة إلى اتهامات بارتكاب جرائم حرب. 
وقال أردوغان للصحافيين قبل توجهه للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث من المقرر أن يتحدث الاثنين، “طلبنا لقاء بشار الأسد من أجل تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا. ونحن الآن ننتظر الرد من الطرف الآخر”.

وتحتضن نيويورك يومي 22 و23 سبتمبر أيلول “قمة المستقبل” بمشاركة رؤساء دول وحكومات قبيل انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يشارك نحو 130 رئيس دولة وحكومة في القمة التي تناقش أهمية التعاون الجماعي وتعزيز دور المنظمات الدولية لمواجهة التحديات الحالية.

ودعم الرئيس التركي جهود المعارضة السورية للإطاحة بنظام بشار الأسد، لكنه يسعى منذ عدة أشهر إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع سوريا ودعا رئيسها إلى زيارة أنقرة دون أن يتلقى أي ردّ.

وتستقبل أنقرة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في شمال غرب سوريا بدعم من فصائل سورية معارضة، أكثر من 3.2 مليون لاجئ سوري، بحسب بيانات رسمية للأمم المتحدة، من أصل عدد سكان يبلغ 85 مليون نسمة.

وكان موقف الأسد واضحا إذ أكد في يوليو/تموز الماضي أنه لن يلتقي أردوغان إلا في حال تركزت المباحثات المنتظرة على القضايا الهامة ومن بينها انسحاب القوات التركية من البلاد ودعم أنقرة لـ”لإرهاب”. 

وقطعت أنقرة علاقاتها مع دمشق في عام 2011 بعد اندلاع الحرب في سوريا ودعمت المعارضة وموّلت آلاف المقاتلين في شمال سوريا، بينما يعتبر الأسد تلك القوات “إرهابية”.

وأنشأت تركيا ”منطقة آمنة” في الشمال السوري تتمركز فيها حاليا قوات تركية، ونفذت عدة عمليات عسكرية عبر الحدود ضد المسلحين الذين تقول إنهم يهددون أمنها القومي.

وتشترط دمشق أن تسحب تركيا قواتها كمقدمة للقاء الأسد وأردوغان وعودة مياه العلاقات إلى مجاريها.

وأبدت واشنطن معارضتها لإعادة دول الخليج تطبيع العلاقات مع الأسد رافضة كسر طوق عزلته إقليميا ودوليا ومددت الإدارة الأميركية العام الماضي “قانون قيصر” الذي يفرض عقوبات على الجهات والأشخاص الذين يدعمون النظام السوري، إلى العام 2032.

وتثير جهود التقارب بين دمشق وأنقرة هواجس سكان المناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل الجهادية والمعارضة في إدلب ومحطيها في شمال غرب البلاد وكذلك الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد.

وفي سياق منفصل أشار أردوغان إلى أن “غزة ستكون في صميم” مناقشاته في نيويورك، مؤكدا أن “تركيا تريد أن تؤدي دورا في وضع حد للفظائع المرتكبة في القطاع الفلسطيني”.

وأضاف “سأناقش الإجراءات المشتركة التي يمكن اتخاذها ضد الإبادة الجماعية في غزة وسياسات إسرائيل العدوانية”، معتبرا أن “الهجمات الأخيرة التي نفذتها الدولة العبرية ضد لبنان تبرر مخاوف تركيا بشأن مخاطر توسع النزاع”.

وتابع “يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية، التوقف عن تأمّل عمليات القتل التي ترتكبها إسرائيل واتخاذ إجراءات رادعة”.

وأكد “من ناحيتنا، كتركيا، سنسعى جاهدين لنرى ما يمكننا القيام به ضد عاصفة الموت التي تطلقها الصهيونية العالمية في الشرق الأوسط”، مضيفا “سأبحث مع كل القادة الذين سألتقيهم وقف إراقة الدماء في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في غزة”.

Exit mobile version