سياسة

ما هي منشآت إيران النووية التي قد تستهدفها إسرائيل؟


تهديد بقصف المنشآت النووية الإيرانية، لمحت له تل أبيب أكثر من مرة، لكنها لم تنفذه، أعاده للواجهة هجوم طهران الصاروخي، الثلاثاء، الذي سرت تكهنات بأنه قد يدفع إسرائيل لتنفيذ ما تهدد به.

ورغم الرفض الأمريكي لتلك الخطوة، الذي جاء على لسان الرئيس جو بايدن عندما سئل عن احتمال شن إسرائيل ضربة انتقامية على مواقع ذات صلة بالبرنامج النووي الإيراني. وقال: “الجواب هو لا”، إلا أن الخلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تدفعه لتلك الخطوة مخالفة للقرار الأمريكي.

وأعلن بايدن أنه من المرجح أن يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “قريبا”. بعد الهجوم الصاروخي الإيراني، موضحا أن الولايات المتحدة تقدم المشورة مباشرة للمسؤولين الإسرائيليين حول استجابة تل أبيب المحتملة للهجوم.

وكانت آخر مرة تحدث فيها بايدن ونتنياهو في 21 أغسطس/آب الماضي، وفقا للبيت الأبيض.

ما هو البرنامج النووي الإيراني؟

يشير هذا البرنامج إلى مجموعة الأنشطة التي تقوم بها إيران في مجال الطاقة النووية. والتي تتضمن تخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم، وهما عنصران أساسيان في إنتاج الطاقة النووية أو الأسلحة النووية، ويتوزع البرنامج النووي الإيراني على العديد من المواقع.

ورغم نفي إيران أن يكون لديها برنامج نووي أو تخطط لامتلاك مثل هذا البرنامج. إلا أن الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تعتقدان أن إيران كان لديها برنامج سري منسق للأسلحة النووية أوقفته في عام 2003.

وكانت إيران وافقت على تقييد أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية بموجب اتفاق أبرمته عام 2015 مع القوى العالمية.

لكن هذا الاتفاق انهار بعد أن سحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بلاده منه في عام 2018، وهو ما دفع إيران في العام التالي للتخلي عن القيود التي فرضتها على تلك الأنشطة النووية.

وبدأت إيران منذ ذلك الحين في التوسع ببرنامج تخصيب اليورانيوم. ما أدى إلى تقليص ما يسمى “وقت الاختراق” الذي تحتاجه لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم الذي يستخدم لصنع قنبلة نووية إلى أسابيع وليس عام على الأقل بموجب اتفاق عام 2015.

وتقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60% وهو ما يقارب المستويات التي تسمح بصنع أسلحة نووية والتي تبلغ 90% في موقعين.

ونظريا لدى إيران ما يكفي من المواد المخصبة إلى هذا المستوى لصنع ما يقرب من 4 قنابل إذا تم تخصيبها على نحو أكبر. وفقا لمقياس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة الرقابة التابعة للأمم المتحدة.

أبرز المنشآت النووية

نطنز

هو مجمع يقع في صلب برنامج التخصيب الإيراني على سهل يجاور الجبال خارج مدينة قم، جنوبي طهران.

يضم المجمع منشآت تشمل مصنعين للتخصيب: مصنع تخصيب الوقود الضخم تحت الأرض، ومصنع تخصيب الوقود التجريبي فوق الأرض.

تم بناء منشأة تخصيب الوقود على نطاق تجاري تحت الأرض قادرة على استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي.

ويضم المصنع حاليا 14 ألف جهاز للطرد المركزي، منها حوالي 11 ألفا قيد التشغيل. لتنقية اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 5%، وفق رويترز.

ويصف دبلوماسيون مطلعون على نطنز، مصنع تخصيب الوقود بأنه يقع على عمق 3 طوابق تحت الأرض.

ودار نقاش طويل حول حجم الضرر الذي قد يلحق به جراء غارات جوية إسرائيلية.

جاء ذلك بعدما لحقت أضرار بأجهزة الطرد المركزي في محطة تخصيب الوقود في انفجار .وانقطاع للتيار الكهربائي في أبريل/نيسان 2021، قالت إيران إنه هجوم شنته إسرائيل.

أما محطة تخصيب الوقود فوق الأرض فتضم بضع مئات فقط من أجهزة الطرد المركزي. لكن إيران تقوم بالتخصيب فيها حتى نسبة نقاء 60%.

فوردو

وعلى الجانب الآخر من قم، أُقيم موقع فوردو للتخصيب داخل جبل. وبالتالي ربما يكون محميا بشكل أفضل من القصف المحتمل مقارنة بمحطة تخصيب الوقود تحت الأرض.

والاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 مع القوى الكبرى. لم يسمح لإيران بالتخصيب في فوردو على الإطلاق.

ولدى إيران الآن أكثر من ألف جهاز طرد مركزي تعمل هناك. وجزء بسيط منها من أجهزة آي.آر-6 المتقدمة التي تعمل على التخصيب حتى نسبة نقاء 60%.

بالإضافة إلى ذلك، ضاعفت إيران في الآونة الأخيرة عدد أجهزة الطرد المركزي المثبتة في فوردو. حيث كانت جميع الأجهزة الجديدة من نوع آي.آر-6.

وعام 2009 أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أن إيران كانت تبني منشأة فوردو سرا لسنوات. وأنها تقاعست عن إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووصف الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما حجم وتكوين هذه المنشأة بأنهما “لا يتفقان مع برنامج سلمي”.

أصفهان

على مشارف أصفهان، ثاني أكبر مدنها، تمتلك إيران مركزا كبيرا للتكنولوجيا النووية.

ويضم هذا المركز مصنعا لإنتاج ألواح الوقود ومنشأة تحويل اليورانيوم. التي يمكنها معالجة اليورانيوم وتحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي.

كما توجد في أصفهان معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية حساسة بشكل خاص فيما يتصل بالانتشار النووي لأنها يمكن أن تستخدم في تصميم قلب القنبلة النووية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هناك آلات لصنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي في أصفهان، ووصفتها في عام 2022 بأنها “موقع جديد”.

خونداب

كما تمتلك إيران مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل تم بناء أجزاء منه. وكان يسمى في الأصل أراك والآن خونداب.

وتثير مفاعلات الماء الثقيل مخاوف من الانتشار النووي لأنها. يمكن أن تنتج البلوتونيوم بسهولة. والذي يمكن استخدامه، مثل اليورانيوم المخصب، لصنع قلب القنبلة الذرية.

وبموجب اتفاق عام 2015، تم إيقاف البناء. وتم إزالة قلب المفاعل وملؤه بالخرسانة لجعله غير صالح للاستخدام.

وكان من المقرر إعادة تصميم المفاعل “لتقليل إنتاج البلوتونيوم وعدم إنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة أثناء التشغيل العادي”.

وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تنوي تشغيل المفاعل في عام 2026.

مركز طهران للأبحاث

وتتضمن منشآت الأبحاث النووية في طهران مفاعلا للأبحاث.

بوشهر

وتستخدم محطة بوشهر للطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران على ساحل الخليج الوقود الروسي الذي تستعيده روسيا بعد استنفاده. مما يقلل من خطر الانتشار النووي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى