كاتب أردني: “الرزاز” هو المسؤول عن سلامة يونس قنديل أمام “الدواعش”


عثرت الأجهزة الأمنية الأردنية صباح السبت في أحراش منطقة عين غزال بعمّان، على الباحث الدكتور يونس قنديل أمين عام مؤسسة مؤمنون بلا حدود٬ وقد تعرّض للضرب والإيذاء من قبل مجهولين، حيث يعاني من كدمات ورضوض وآثار تعذيب.

حكومتنا هي المُعَلِّم القوي وهي المُعَلِّم المسيطر، للخير أو للشر، الحكومة هي التي تُعَلِّم الشعب بأكمله عن طريق الاقتداء بها

حادثة الخطف والاعتداء هذه أعادت إلى الأذهان، قضية مشابهة لها، وهي اغتيال المفكر الأردني ناهض حتر، والذي اغتيل في 25 سبتمبر 2016، على خلفية اتهامه بإزدراء الذات الآلهية، حيث عقد المفكر والباحث الأردني، زيد عمر النابلسي، مقارنة بين ملابسات الحادثتين، وحذر من تكرار مصير حتر: قائلا: هل تعلمون أن المجرم الذي قتل الشهيد ناهض حتر، كان قد اعترف أمام المدعي العام وكررها أمام المحكمة، بأنه لم يكن يعلم من هو ناهض حتر، ولم يسمع به في حياته من قبل، وأن ما تشكل لديه من قناعات جعلته يظن أن الشهيد يستحق القتل قد جاءت كليًا من الإعلام؟.. وهل تعلمون بأن وكالة الأنباء الرسمية بترا هي أول من أذاع الخبر الكاذب، بأن الشهيد قد أساء للذات الإلهية، ومن بعدها انتقل السعار لصحيفة السبيل الإخونجية، فانساقت وراءهما كالقطيع باقي وسائل الإعلام؟

وأضاف النابلسي عبر حسابه الرسمي على فيس بوك: بمعنى آخر، لو أن رئيس الوزراء هاني الملقي، لم يترك إجازته يوم الجمعة قبل عامين ويتجاوز صلاحياته ليعلن أن ناهض حتر هو فار من وجه العدالة، ولو أنه لم يوعز لوكالة الأنباء الرسمية الحكومية بنشر هذا الخبر الكاذب، ولو أنه لم يأمر الأجهزة الأمنية باقتحام منزل الشهيد والقبض عليه كأنه مجرم خطير، لما سمع القاتل حتى يومنا هذا باسم ناهض حتر، ولكان الشهيد حيا يُرزق بيننا اليوم.

تابع النابلسي: قبل قليل أيها الأردنيون والأردنيات، تم إطلاق سراح السيد يونس قنديل، رئيس مؤسسة مؤمنون بلا حدود بعد اعتراض سيارته وخطفه يوم أمس، على طريق الزرقاء، من قبل ثلاثة أشخاص مجهولين تحت تهديد السلاح، وبعد ضربه وتعذيبه، حفر الخاطفون على ظهره بالسكين عبارة إسلام بلا حدود بطريقة وحشية.

واستطرد: ها هو التاريخ يعيد نفسه، فحكومة عمر الرزار البائسة كانت قد ألغت فجأة وبناءً على طلب خطي من النائبة الإسلامية ديما طهبوب، مؤتمرا فكريا ثقافيا تنظمه مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” كانت قد وافقت الحكومة على ترخيصه، وذلك بنفس الحجة الواهية التافهة بأن أحد عناوين الندوات في المؤتمر فيه إساءة للذات الإلهية، كما حصل مع الشهيد ناهض حتر، فلو لم تخرج الحكومة عن دورها وتتحول إلى مطوّع في هيئة أمر بمعروف ونهي عن منكر لتوزع الاتهامات بالإساءة للذات الإلهية، حسب نزوات ورغبات نواب يعانون اضطرابات نفسية في الهوس بالمنع والقمع، لما تطاول قطاع الطرق وتجرأوا على خطف السيد قنديل والاعتداء عليه بهذه الطريقة الهمجية.

واستكمل: في مقال طويل للكاتب الأمريكي الراحل جور فيدال حول دوافع المنفذ لتفجير البناية الفيدرالية في أوكلاهوما تيموثي ماكفي عام 1995 والذي ذهب ضحيته 168 شخصا، يقول فيدال إن المتهم أثناء محاكمته لم يتكلم، وقبل النطق بحكم الإعدام، طلب أن يخاطب المحكمة مقتبسا عبارة لقاضي المحكمة العليا لويس برانديس في قرار مخالفة له في قضية مشهورة عام 1928، عندما قال برانديس منتقدا تصرفات الحكومة في التنصت غير القانوني على المواطنين:إن حكومتنا هي المُعَلِّم القوي وهي المُعَلِّم المسيطر، للخير أو للشر، الحكومة هي التي تُعَلِّم الشعب بأكمله عن طريق الاقتداء بها.

وأضاف: وها هي قدوة حكومة عمر الرزاز، في مداهمة الحفلات الخاصة ومنع الندوات الثقافية تؤتي ثمارها، فنحن على هذا المنوال ماضون في التحول إلى وهابستان الجديدة للشرق الأوسط، بعد تراجع سطوة رجال الدين وعصاباتهم ومطوعيهم في الدول المحيطة بنا.

واختتم محذرا: لقد قرعنا ناقوس الخطر يوم اغتيال الشهيد ناهض حتر، والذي لم يكن ليحصل لولا التحريض الذي بدأته وقادته وسيّرته الحكومة ضده، واليوم الدكتور عمر الرزاز سيبقى هو المسؤول الأول والأخير عن سلامة يونس قنديل وغيره، أمام دواعش الداخل في الأردن، أو فليريحنا إذًا من بؤسه وعجزه وليستقيل ويسلم رئاسة الحكومة لديما طهبوب، ولمحمد نوح، القضاة ولباقي وكلاء الله على الأرض.

Exit mobile version