رسالة “متأخرة”: رئيس الغابون المخلوع يقر بذنب ويطلب الصفح


أقر بالهنات التي شابت حكمه وطلب الرحمة لزوجته وابنه، وما بين اعترافات واستجداء، مضت كلمات رسالة “غير مضمونة” الوصول إلى الغابونيين.

رسالة مفتوحة من الرئيس الغابوني المخلوع علي بونغو تلتمس الصفح بشكل غير مباشر عن أخطاء حكم استمر 14 عاما، قبل أن يطيح به انقلاب عسكري أواخر أغسطس/ آب الماضي.

ونشر محامو الرئيس المخلوع، الرسالة التي طلب فيها علي بونغو من مواطنيه عدم الاستسلام لروح الانتقام من زوجته وابنه المحتجزين منذ الانقلاب.

وفي محاولة متأخرة لامتصاص الغضب الشعبي، أقر بأوجه القصور في ولاياته المختلفة، وقدم نفسه باعتباره المسؤول الوحيد عنها.

«نفس الألم»

 في قراءته للرسالة، اعتبر الناشط السياسي الغابوني مارك أونا إيسانغي أن علي بونغو «يختبر نفس الألم الذي عرفته عائلات غابونية طوال 14 عاما».

وإيسانغي، يعتبر أحد أكثر الأصوات انتقادًا للنظام القديم، وهو شخصية بارزة في المجتمع المدني الغابوني، وهو اليوم نائب رئيس مجلس الشيوخ الانتقالي.

وفي حديثه لإعلام فرنسي، قال إيسانغي إن «هذه رسالة موجهة من أب إلى السلطات لضمان إطلاق سراح زوجته وطفله».

وأضاف: «أتفهم الألم الذي يشعر به علي بونغو، فهو نفس الألم الذي عانت منه الأسر الغابونية منذ 14 عاما، حيث كان هو السبب وراء المحنة التي أصابت العديد من العائلات».

وتابع أن «آخر آلامها كانت تلك التي ألمت بالعائلات بعد الهجوم على مقر جان بينغ في عام 2016. أعتقد أنه اليوم يفهم بسهولة أن الحياة لا تستحق كل ما نقوم به في مواجهة الشعب الأفريقي وخاصة الشعب الغابوني. عليك أن تكون إنسانا. أيها الإنسان، أن تعرف أن ما يختبره الآخرون، يمكن أن تختبره يومًا ما”.

وفي سبتمبر/ أيلول 2016، قتل شخصان وأصيب آخرون بجروح في هجوم شنته قوات الأمن في الغابون على مقر المعارض جان بينغ في ليبرفيل، بعد ساعات على أعمال عنف هزت العاصمة إثر إعلان فوز الرئيس المنتهية ولايته حينها علي بونغو في الانتخابات.

متأخرة

بسؤاله عما إن كان شعر بنوع من التأثر حيال اعترافات علي بونغو في رسالته بأوجه القصور خلال مدة رئاسته، وتحمله لمسؤولية ذلك، رد إيسانغي بالقول: لا.

موضحا: «لا أستطيع أن أكون حساسا لهذه الكلمات لأنها كلمات من شخص لم يعد لديه السلطة، ولكن عندما وصل إلى الحكم أردنا، على مستوى المجتمع المدني، تنظيم حوارات في عدة مناسبات حيث كان على الغابونيين أن يجتمعوا حول الطاولة لوضع حد لكل هذه المحن».

مستدركا: «لكل المظالم طالت الجميع وهذا الحكم السيئ الذي وضعه علي بونغو وعائلته أرهق الشعب الغابوني. واليوم، نحن في بلد يقوم فيه الجيش بإعادة بناء كل شيء».

ودعا الناشط الغابونيين إلى «إعادة بناء كل شيء لأن ما تركه علي بونغو وعائلته للشعب هو حالة من الإهمال التام. علينا أن نعيد كل شيء».

Exit mobile version