غرب ليبيا.. معاناة اللاجئين السوريين تقودها الميليشيات في جحيم مراكز الاحتجاز
لا تتوقف معاناة اللاجئين فمن جحيم الحرب في بلادهم هربوا، ليجدوا أنفسهم انتقلوا إلى جحيم جديد في مراكز الإيواء والاحتجاز والمعتقلات. بعضهم السواد الأعظم منهم يعاني في تركيا وآخرون في اليمن ولبنان وليبيا وتحديدًا في مراكز الاحتجاز بالغرب الليبي.
خطف وفدية
كشفت تقارير محلية ليبية أن ميليشيا مسلحة تدير مراكز اعتقال للاجئين في ليبيا. ورغم الظروف القاسية للاجئين تجبرهم الميليشيا على دفع فدية مالية حتى تطلق سراحهم.
ويروي أحد السجناء السوريين -نجح في دفع فدية- أن مئات السوريين استقلوا قوارب الموت للهروب إلى أوروبا. وأجبرتهم الظروف على التوقف في ليبيا ليجدوا أنفسهم تحت سيطرة ميليشيات مسلحة تصطحبهم إلى مراكز احتجاز وتمارس ضدهم التعذيب. والإذلال ومنع الطعام وسط ظروف صحية سيئة فمن يمرض يموت ومن يريد أن يكمل رحلته إلى أوروبا عليه دفع مبلغ آخر، السجين السوري. أكد أن الميليشيا احتجزتهم في أحد المراكز غير القانونية.
مؤكدًا أنه تفاجأ بوجود أكثر من 300 سوري مسجونين دون أمل في النجاة. حيث تشترط الميليشيا دفع مبلغ 2500 دولار فدية للسجين الواحد.
وتابع: أن الظروف شديدة القسوة داخل مراكز الاحتجاز، حيث لا يحصل المعتقل سوى على حفنة من الأرز أو المعكرونة المسلوقة بماء مالح فقط طوال اليوم. مشيرًا إلى تفشي الأمراض نتيجة انتشار الجراثيم والبكتيريا بأنواعها والجرب والأمراض المعدية. كذلك لم تغب ممارسات العنف والضرب المبرح بالكوابل البلاستيكية لتكسير العظام. ومعها ضرب الأجساد بأسياخ من حديد حتى وصلت لقطع الأصابع. وتضم تلك المعتقلات أيضاً عدداً من النساء والأطفال من جنسيات متعددة محتجزين منذ 8 أشهر.
العودة طواعية
في نفس السياق، يعاني اللاجئون السوريون في لبنان ولكن بشكل أقل قسوة. حيث تسعى السلطات اللبنانية إلى إعادة نحو 15 ألف لاجئ شهرياً. وقد أعلن وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين أن ثلاث قوافل للاجئين تتجه من بلاده إلى سوريا، الأربعاء المقبل.
ويستأنف لبنان ابتداءً من الأسبوع المقبل تنفيذ خطة “العودة الطوعية” للنازحين السوريين إلى بلادهم بعدما توقفت منذ عام 2019 مع أزمة كورونا والأزمات المتتالية التي شهدها لبنان.
وتسعى السلطات اللبنانية إلى إعادة نحو 15 ألف لاجئ شهرياً، غير أن شهادات عدد كبير من النازحين تُجمع على أن ظروف العودة ليست متوفرة حتى الآن.
حيث لا توجد مناطق آمنة في سوريا على عكس ما يُقال، وأيضاً هناك شريحة كبيرة من اللاجئين السوريين في لبنان هم سياسيون معارضون للنظام مطلوبون للأجهزة الأمنية.
ويستضيف لبنان أكبر عدد من اللاجئين في العالم قياساً إلى عدد السكان؛ إذ يشار إلى أن مليونين و80 ألف سوري يتواجدون حاليا في لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة. وسط تدني قيمة العملة المحلية، وارتفاع نسب الفقر والبطالة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش في يوليو: إن “سوريا أبعد ما تكون عن توفير الأمن و السلامة للعائدين”.
الكوليرا
كما أكد وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن معظم حالات الكوليرا التي انتشرت مؤخراً تم رصدها في المخيمات. التي يسكنها نحو مليون لاجئ سوري هربوا من الصراع الدائر في بلادهم منذ 2011.
ورصد لبنان أول إصابة بالكوليرا في مطلع أكتوبر الجاري، في أول عودة لظهور المرض البكتيري في 30 عاماً، لكنه سجل حتى الآن ما لا يقل عن 220 حالة إصابة وخمس وفيات. وأضاف أن “جزءاً من المشكلة سببه الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ ثلاث سنوات”.
لافتاً إلى أن المياه في خطوط الأنابيب العامة في لبنان، ليس فقط الموجودة في المخيمات. غير صالحة للشرب بدون معالجة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية. فإن لبنان هو الحلقة الأحدث ضمن سلسلة من التفشي بدأت في أفغانستان في يونيو الماضي ثم امتدت إلى سوريا. إذ سجلت الأخيرة أكثر من 13 ألف حالة مشتبه بها، و60 وفاة، حسبما ذكر مكتب منظمة “أطباء بلا حدود” في سوريا.