سياسة

عودة حمدوك.. مزحة تتحول إلى إشاعة استغلها الأعداء للإساءة إلى الإمارات


حملات مغرضة تتعرض لها دولة الإمارات العربية المتحدة بين الفينة والأخرى. كلما جد جديد في إحدى البلدان الصديقة حتى وإن كان مجرد إشاعات. تجد بعض الجهات الإعلامية والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي تقحم الدولة فيه. وتنتهز الفرصة لتوجيه الإساءات ونشر الأكاذيب والافتراءات.

تشويه صورة الإمارات والتغطية على استراتيجيتها في حل النزاعات ودورها الفعال في تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المحتاجة في كل بقاع العالم. وريادتها في جميع المجالات العلمية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية، ورقيها وازدهارها، كان منهجا اتبعه كل حاقد، كاره، خائف، من مكانة الإمارات الإقليمية والعالمية. من خلال نشر الشائعات المغرضة والاتهامات الباطلة والأكاذيب المكشوفة.

إقحام الإمارات في السودان

هذه المرة جاء النباح والعويل من السودان، في حملة ممنهجة لإقحام الإمارات في الوضع الداخلي للسودان الذي يعاني من الانقسام والتفكك منذ الإطاحة بنظام عمر البشير. حيث تداولت عدة جهات إعلامية ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي خبرا مفاده أن رئيس مجلس الوزراء السابق عبد الله حمدوك سيعود مجددا لرئاسة الحكومة السودانية. 

وأقحمت تلك الشائعات دولة الإمارات في الموضوع، زاعمة أن عودة حمدوك إلى المشهد السياسي السوداني هو برعاية إماراتية. وأن الدولة تعمل على إعادته للتوغل في الحكومة ونهب الذهب والنفط.

هذه الشائعات طغت على الساحة السودانية وانشغل بها السودانيون على مدى أيام. حتى أنّ الإعلام المحلي والدولي تحدّث عن تشكيل حكومة كفاءات مستقلة الأسبوع المقبل، لقيادة ما تبقى من الفترة الانتقالية. كما تداولت وسائل إعلام محلية تقارير تفيد بأنّ حمدوك وصل فعلاً إلى الخرطوم. وأنّ الحكومة المقبلة ستكون بعيدة عن المحاصصة الحزبية، وأنّ القيادات المرشحة للتعيين ليس لديها انتماء سياسي صارخ.

عجعجة من طحين

كل تلك الأخبار والمزايدات والإساءات للإمارات، تبين لاحقا أنها عجعجة من طحين. بدأت بمجرّد تعليق نشره أحد الصحفيين يُدعى محمد عبد الباقي فضل السيد على حسابه في فيسبوك. تحدّث فيه عن وصول حمدوك إلى مطار الخرطوم. إلا أنه قال في منشور لاحق: إنّ ذلك التعليق كان مجرّد مزحة. 

لكن تلك المزحة تحولت بقدرة قادر إلى معلومة تم تداولها دون سند، لتنشرها لاحقاً صحف واسعة الانتشار دون التحقق، مع نسبها إلىمصادر موثوقة“!. وهو ما أعرب الصحفي عن أسفه لأجله.

هذه المزحة تؤكد أن مدى صحة المصادر الموثوقة التي تعتمد عليها بعض الصحف والمؤثرين في نقل الأخبار والوقائع. كما تؤكد لهفة المعادين للإمارات للتمسك بأي شيء مهما كان تافها أو أي خبر حتى لو كان مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، وتضخيمه، لا لشيء سوى الإساءة إلى الإمارات العربية المتحدة.

ويُذكر أنّ رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك كان قد غادر منصبه على خلفية قرارات قيادة الجيش السوداني في 25 أكتوبر عام 2021. ثم عاد رئيساً للوزراء بعد أقل من شهر، وفق اتفاق مع البرهان من (14) بنداً. أبرزها استمرار الشراكة بين المدنيين والعسكريين، وتعديل الوثيقة الدستورية بالتوافق بما يضمن توسيع المشاركة السياسية. غير أنّ هذا الاتفاق انهار أيضاً عقب استقالة حمدوك من رئاسة الوزراء في 2 يناير الماضي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى