متابعات إخبارية

جواسيس طهران في واشنطن: قصة رجل إيران الذي اخترق الأجهزة الأمريكية


مواطن أمريكي أقر بالذنب في واحدة من قضايا التجسس المرتبطة بإيران داخل الولايات المتحدة، إذ ترتبط القضية بملفات شديدة الحساسية.

وتكشف وثائق قضائية نشرتها وزارة العدل، كيف استغل “أبو ذر رحمتي” (42 عاماً) منصبه كمتعاقد مع “إدارة الطيران الفيدرالية” (FAA) بين 2017 و2024 للوصول إلى معلومات سرية تتعلق بالبنية التحتية للطيران الأمريكي وقطاع الطاقة، وتقديمها إلى عناصر في الاستخبارات الإيرانية، مما يسلط الضوء على التهديدات المستمرة للأمن القومي من قبل جهات أجنبية.

خلفية عسكرية

وكان رحمتي عضواً سابقاً في “الحرس الثوري الإيراني” (IRGC)، حيث خدم برتبة “ملازم أول” بين عامي 2009 و2010.

وبحسب الوثائق القضائية، بدأ تعاونه مع الاستخبارات الإيرانية عام 2017 عبر تواصله مع مسؤول سابق في وزارة الاستخبارات الإيرانية.

وخلال زياراته المتكررة لإيران بين 2017 و2024، التقى مسؤولين استخباراتيين ووافق على تزويدهم بمعلومات حول صناعة الطاقة الشمسية الأمريكية، مستغلاً إمكانية الوصول إلى بيانات غير علنية عبر وظيفته، ليبدأ فصلًا جديدًا من التعاون السرّي.

الطاقة المتجددة والطيران

بدأ رحمتي نشاطه بالتجسس على صناعة الطاقة الشمسية الأمريكية، التي تُعد من الأكثر تطوراً عالمياً. فجمع معلومات من مصادر مفتوحة وأخرى سرية عن تكنولوجيا الألواح الشمسية وإدارتها، ثم نقلها إلى مكتب نائب الرئيس الإيراني لشؤون العلوم والتكنولوجيا، وهو كيان يُشرف على مشاريع تهدف إلى تجاوز العقوبات الغربية عبر تعزيز الاكتفاء التكنولوجي الإيراني، وفق تحليل لـ “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”.

وخلال عمله مع إدارة الطيران الفيدرالية، وصل رحمتي إلى بيانات حساسة حول النظام الوطني للطيران (NAS)، الذي يُدير حركة الملاحة الجوية، وتفاصيل أنظمة الرادار في المطارات الأمريكية، وترددات اتصالات الطائرات والمراقبة الجوية.

هوية أبو ذر رحمتي في الحرس الثوري

كما تمكن من تحميل أكثر من 175 غيغابايت من الملفات السرية، مخزناً إياها على أقراص صلبة خارجية، ونقلها إلى إيران خلال زيارة في أبريل/نيسان 2022، وهي طريقة كلاسيكية في التجسس يصعب تتبعها إلكترونياً، كما أوضح تقرير لـ “شركة كاسبرسكي للأمن السيبراني“.

تمويه واستغلال روابط عائلية

استخدم رحمتي حججاً وهمية لتبرير زياراته لإيران، مثل “السياحة” أو “زيارة الأقارب”، بينما كان يلتقي مسؤولي الاستخبارات في فنادق طهران.

واعتمد على شقيقه المقيم في إيران كوسيط لتسليم معلومات إضافية حول الطاقة الشمسية والمطارات، مما يعكس نمطاً شائعاً في التجسس يُطلق عليه “التوظيف العائلي”، حيث تُستغل العلاقات الشخصية لتجنيد العملاء، وفق دراسة لـ “مركز راند للأبحاث”.

ليست هذه أول محاولة إيرانية لسرقة أسرار تكنولوجية أمريكية. ففي 2020، اتهمت وزارة العدل الأمريكية مهندساً إيرانياً بالتجسس على شركتي “أمازون” و”مايكروسوفت”.

بينما كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” في 2022 عن محاولات إيرانية لاختراق شركات طاقة أمريكية عبر هجمات إلكترونية.

ويُشير الخبراء إلى أن إيران تعتمد على هذه العمليات لتعزيز برامجها العسكرية والاقتصادية تحت ضغط العقوبات، بحسب “مجلة فورين بوليسي”.

ويواجه رحمتي عقوبة تصل إلى 15 عاماً (10 سنوات بتهمة العمل كعميل أجنبي، و5 سنوات للتآمر)، مع غرامة قد تبلغ 250 ألف دولار.

ومن المقرر النطق بالحكم في 26 أغسطس /آب من العام الجاري، لكن الخبراء يحذرون من أن التسريبات قد تكون قد أضرت بالفعل بسلامة البنية التحتية للطيران، حيث أن معرفة تفاصيل أنظمة الرادار والترددات تتيح لإيران أو حلفائها تعطيل حركة الملاحة الجوية أو التخطيط لهجمات مُستهدفة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى