سياسة

تايم: الإمارات تتشارك مع العالم هدفًا واحدًا وهو حماية الأرض التي نرغب في العيش فيها


قالت مجلة “تايم” الأميركية، في مقال عن التغيير المناخي والدور الإماراتي: إن كوكب الأرض يزداد سخونة، وتشهد الأرض درجات حرارة لم نشهدها منذ 125000 عام وتأثيرها واضح من حرائق الغابات من البحر الأبيض المتوسط إلى كندا والتي تسببت في إطلاق مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وأصبح طقسنا أكثر عنفًا، ولا تزال باكستان تتعافى من فيضانات مدمرة العام الماضي أودت بحياة الآلاف وألحقت أضرارًا أو دمرت 2.2 مليون منزل، وعانت أوروبا وحدها مما يقدر بنحو 60 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في عام 2022.

100 يوم قبل COP28 

وأضافت المجلة في مقال سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف Cop28 أنه بدون القيادة الجماعية لمجموعة العشرين، سيظل العالم رهينة التراخي المناخي، فمع ما يزيد قليلاً عن 100 يوم حتى اجتماع COP28 هذا العام في الإمارات العربية المتحدة، يحتاج العالم جميعًا إلى تكثيف الجهود والالتزام بالالتزامات اللازمة وتوحيد الجهود المتضافرة.

وأشار التقرير أنه لا يزال بإمكان العالم اغتنام الفرصة والحفاظ على هدف الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية في متناول اليد، إذا تصرفت الدول بوحدة وتضامن غير مسبوقين؛ لأن احتواء تغير المناخ يعد تحديًا سياسيًا وتكنولوجيًا وهندسيًا يتطلب استجابة سياسية وتكنولوجية وهندسية.

الأمل في الطاقة المتجددة 

وعن كيفية ذلك، يشير كاتب المقال إلى أنه: “أولاً، نحن بحاجة إلى تسريع تحول نظام الطاقة في العالم من خلال انتقال عادل ومنظم، مع زيادة سريعة في الطاقة المتجددة بينما نبني نحو نظام طاقة خالٍ من جميع أنواع الوقود الأحفوري بلا هوادة، ومن الآن وحتى عام 2030، وهذا يعني مضاعفة القدرة المتجددة العالمية إلى ثلاثة أضعاف لتصل إلى 11000 جيجاوات، أي أكثر من ثمانية أضعاف القدرة التوليدية الإجمالية للولايات المتحدة.

انبعاثات ميثان صفرية

واستطرد: “يجب على شركات النفط والغاز التوافق حول صافي الصفر، والقضاء على انبعاثات الميثان بحلول عام 2030 ومواءمة نفسها مع صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 أو قبل ذلك، وفي موازاة ذلك، نحتاج إلى مضاعفة إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، وهو وقود مهم لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيفها مثل الأسمنت والصلب والألمنيوم.

تحديث بنية تمويل المناخ

وأضاف أن العالم بحاجة إلى تحديث بنية تمويل المناخ لدينا لإطلاق رأس المال العام والخاص المطلوب لعملية الانتقال، فالعالم النامي وحده يتطلب تريليونات الدولارات من الاستثمار السنوي، لذا يجب أن تكون نقطة البداية هي استعادة الثقة في النظام متعدد الأطراف. 

وطالب الجابر بإعادة التفكير في الطريقة التي ننتج بها الطعام ونستهلكه حاليًا، فنظام العالم الغذائي بالكامل مسؤول عن ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ونحتاج إلى التحول إلى الزراعة التي تعمل مع الطبيعة، وليس ضدها، والتي تخزن الكربون، لا تنبعث منه، والتي تجدد التربة، لا تحللها، وكل ذلك مع توفير ما يكفي من الطعام لنا جميعًا.

وأردف أن النجاح في كل مجال يعتمد على الاستفادة من كل أداة تحت تصرفنا، ونشر طاقة  منخفضة الكربون مثل الطاقة النووية، بناء أسواق طوعية عالية الجودة للكربون وتشجيع استخدام الأسمدة العضوية.

مثل هذه الخطوات الهائلة ستدفع حدود ما هو ممكن ماديًا وماليًا وسياسيًا، ولكن بالإرادة الجماعية للحكومات والقطاع الخاص وكل واحد منا، يمكننا تحقيق ذلك.

وأوضح أن الأولويات واضحة، فعلى للجميع أن يسرع في انتقال عادل ومنظم للطاقة، وإصلاح تمويل المناخ والتركيز على الحياة وسبل العيش، وحشد مؤتمر الأطراف الأكثر شمولاً.

المساهمة الإماراتية في إنقاذ العالم

واختتم كاتب المقال كلامه بأنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر القادمة، فبعد كل شيء، فالإمارات تتشارك نفس الهدف وهو حماية عالم نرغب جميعًا في العيش فيه، عالم يموت فيه عدد أقل من الناس بسبب الإجهاد الحراري، حيث تتسبب الكوارث الطبيعية في عدد أقل من الضحايا، حيث تعاني المحاصيل من الجفاف، حيث تكون البنية التحتية مقاومة للمناخ، وحيث يكون التمويل المتعلق بالمناخ متاحًا ومتاحًا بأسعار معقولة للجميع.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى