سياسة

العراق يتجه نحو تعزيز التعاون والشراكة الوثيقة مع الإمارات


أعرب رئيس الحكومة العراقية  محمد شياع السوداني، عن حرص الحكومة على تطوير العلاقات مع الإمارات بجميع المجالات، ولاسيما المتعلق منها بالجانب الاقتصادي والاستثماري والتنموي، ضمن سياسة الانفتاح الاقتصادي على المنطقة.

وأكد السوداني خلال استقباله وزير الدولة الإماراتي  خليفة شاهين المرر أن بلاده منفتحة على الشركات ورجال الأعمال الإماراتيين للعمل داخل العراق.

وتؤكد الحكومة العراقية أنها رسمت منهاجا متكاملا لتطوير القطاعات الأساسية في البلد، وتسعى لتوفير بيئة استثمارية آمنة، باعتبار أن العراق بات يمثل اليوم وجهة استثمارية واعدة، لذلك تبدي اهتماما كبيرا بإقامة أفضل العلاقات مع الإمارات.

ويتجه العراق للإفلات من دائرة النفوذ الإيراني، التي حجّمت دوره الإقليمي وفرضت عليه نوعا من العزلة العربية لسنوات عديدة. وتسعى حكومة السوداني إلى إعادة صياغة السياسات العراقية بشكل متوازن، بعيدا عن التنافس الجيوسياسي الإقليمي أو الدولي في المنطقة والصراعات التي تشهدها.

من جهته، أكد الوزير الإماراتي أن توجهات بلاده تتمثل بتعزيز الشراكة مع العراق، ودعمه في كلِّ ما يسهم في تحقيق تنميته واستقراره.

وأعرب عن الرغبة “الجادة” في المشاركة بمشروع طريق التنمية الذي يعتزم العراق إنجازه، والذي يربطه بأوروبا عبر تركيا.
واستعرض الجانبان الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي يتيحها هذا المشروع وانعكاساته الإيجابية المستقبلية على اقتصاد العراق ودول المنطقة.

وتقدر قيمة مشروع طريق التنمية بـ17 مليار دولار لربط “ميناء مهم للسلع على الساحل العراقي الجنوبي بالحدود مع تركيا عبر مد شبكة سكك حديدية وطرق.

ويهدف طريق التنمية إلى ربط ميناء الفاو في جنوب العراق الغني بالنفط بتركيا، ليحوّل البلاد إلى مركز عبور باختصار وقت السفر بين آسيا وأوروبا في محاولة لمنافسة قناة السويس.

ولدى الحكومة العراقية تصور بأن تنقل قطارات عالية السرعة البضائع والمسافرين بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، بالإضافة إلى مد خطوط إلى مراكز الصناعة المحلية والطاقة والتي يمكن أن تشمل أنابيب النفط والغاز.

ووفقا للخطط، سيتم ربط طرق النقل الرئيسية بميناء الفاو الرئيسي على شواطئ الخليج عبر تحديث وبناء أكثر من 1.2 ألف كيلومتر من السكك الحديدية وطرق سريعة تربط العراق بالدول المجاورة.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد أعلن مؤخرا إجراء محادثات مكثفة مع العراق والإمارات وقطر بشأن مشروع طريق التنمية التركي ـ العراقي.

ووفقا للسوداني فإنه الحكومة تنتهج سياسة التكامل الاقتصادي مع الدول الصديقة، كونها تمثل المدخل الأساس للاستقرار في المنطقة.

كما التقى وزيرَ الدولة الإماراتي. الخميس رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي. الذي أكد بدوره التوجه نحو تنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية.

وقالت مكتب الحلبوسي في بيان. أن اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري. والتأكيد على العمل لتحقيق شراكة اقتصادية شاملة. فضلاً عن التعاون بين مجلس النواب والمجلس الوطني الإماراتي. واستمرار تنسيق المواقف في المحافل الدولية.

وأكد الحلبوسي أن مجلس النواب داعمٌ للحكومة بتوطيد علاقاتها مع الأشقاء وتطوير التعاون في المجالات كافة من خلال تقديم التشريعات اللازمة.
وتعمل الحكومة العراقية على تسريع وتيرة الاستثمارات الأجنبية بما في ذلك الدعم السعودي والخليجي في مجالات الطاقة والزراعة. باتجاه تعميق العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج.

وخصصت كل من السعودية والإمارات ستة مليارات دولار لدعم أنشطتهما التجارية والاستثمارية داخل العراق. الذي يسعى لاستغلال موقعه الجغرافي لمواكبة مسيرة التجارة العالمية.

وأعلن اتحاد الغرف التجارية العراقية في يوليو تموز الماضي. أنه تم التوصل لاتفاق مع الدولتين لتشكيل مجالس أعمال، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية “واع”.

وقال عبد الرزاق الزهيري رئيس الاتحاد: “العراق يسعى لامتلاك منظومة متكاملة للأنشطة التجارية تواكب مسيرة التجارة عالميا خاصة فيما يتعلق بالأنظمة الجمركية المتعلقة بدخول وخروج البضائع”.

ولفت أن الاتحاد حصل على دعم كبير من مجلس الوزراء العراقي. مشيرا إلى أن الخطوة الأولى تمثلت في بدء تسجيل بيانات التجار والشركات. وأوضح أن بغداد وأبوظبي والرياض لديهم رغبة في إقامة المشاريع الاستثمارية وليس مجرد التبادل التجاري فقط.

ووضعت دولة الإمارات في صندوقها ثلاثة مليارات دولار وكذلك السعودية وضعت أيضاً ثلاثة مليارات دولار لدعم عملياتها التشغيلية داخل العراق. سواء أكانت استثمارية أم تجارية.

ويسعى العراق إلى الاستفادة من موقعه الجغرافي الذي يمنحه أهمية كبيرة في التجارة العالمية خاصة فيما يتعلق بمسارات التجارة من أوروبا إلى آسيا والعكس.

وأجرى المسؤلون في البلدين لقاءات متتالية في الفترة الماضية لبحث جملة من القضايا الاقتصادية المشتركة، خاصة المتعلق منها بالطاقة باعتبارها قطاعا مهما وحيويا. وما يتضمنه من صناعات واستثمارات مستقبلية.

وكان السوداني قد التقى في مدينة جدة السعودية. نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على هامش القمة العربية الـ 32، في مايو الماضي. وأوضح أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية بين الدولتين. وسبل تعزيز التعاون المتبادل وترسيخه في مختلف المجالات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى