أمريكا تتجهز لاتساع الصراع في الشرق الأوسط بخطط لردع الحوثيين
تتحضر الإدارة الأميركية لسيناريو التصعيد في المنطقة واتساع نطاق الحرب، بوضع خطط للرد على هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر، ويشمل ذلك ضرب أهدافهم في اليمن وهو خيار سبق أن قدمه الجيش.
وذكر موقع صحيفة بوليتيكو الأميركية، وفقًا لمسؤولين أميركيين لديهم معرفة مباشرة بالمناقشات. فإنه تجري محادثات داخلية حول السيناريوهات التي يمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط. في نفس الوقت الذي يبحث مسؤولو المخابرات طرق درء الهجمات المحتملة على الولايات المتحدة من قبل الفصائل المدعومة من إيران في العراق وسوريا. كما أنهم يعملون على تحديد المكان الذي قد يوجه فيه الحوثيون ضرباتهم التالية.
وقد حثت الولايات المتحدة منذ أشهر خلف الكواليس، طهران على إقناع الوكلاء بتقليص هجماتهم. لكن المسؤولين يقولون إنهم لم يروا أي علامة على أن الجماعات بدأت في تقليل استهدافها ويشعرون بالقلق من تصاعد العنف في الأيام المقبلة.
وقالت البحرية الأميركية إن زورقا حوثيا مسيرا كان محملا بالمواد الناسفة انفجر في البحر الأحمر الخميس، لكنه لم يتسبب في وقوع أي أضرار أو إصابات في وقت تواصل فيه الجماعة اليمنية هجماتها في تحد للدعوات الدولية بوقفها.
كما أفاد مسؤولون عسكريون الجمعة إنه تم اختطاف سفينة في وقت متأخر من مساء الخميس بالقرب من سواحل الصومال وتراقبها عن كثب البحرية الهندية التي دفعت بسفينة حربية نحوها. وعلى متن السفينة المختطفة “إم في ليلا نورفولك” التي ترفع علم ليبيريا، 15 هنديا وتم الاتصال بالطاقم،
وأضافوا إن طائرات البحرية الهندية تراقب السفينة بالإضافة إلى ذلك، تتحرك السفينة الحربية التابعة للبحرية الهندية “آي إن إس تشيناي” نحو السفينة المختطفة للتعامل مع الموقف.
ويرى مسؤولون أميركيون إن احتمال نشوب صراع أوسع نطاقا يتزايد في أعقاب سلسلة من المواجهات في العراق ولبنان وإيران خلال الأيام القليلة الماضية. وقد أقنعت هذه الأمور البعض في الإدارة بأن الحرب في غزة قد تصاعدت رسمياً إلى ما هو أبعد من حدود القطاع – وهو السيناريو الذي حاولت الولايات المتحدة تجنبه لعدة أشهر.
والتطورات محفوفة بالمخاطر ليس فقط على الأمن الإقليمي ولكن على فرص إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن. الذي تسلم منصبه حاملاً تعهدات بإنهاء الحروب، وهو بدأه بالانسحاب الفوضوي من أفغانستان الذي أخرج الولايات المتحدة من 20 عاماً من القتال. والآن ينهي ولايته الأولى كبطل الغرب للدفاع عن أوكرانيا والمساند الرئيسي في الانتقام الإسرائيلي ضد حماس.
وحتى بدون وجود قوات أميركية في أي من الصراعين، قد يرى الناخبون أن عام 2024 هو فرصتهم للتعليق على سؤال السياسة الخارجية الرئيسي في هذه الانتخابات: إلى أي مدى يجب أن تشارك أميركا في الحروب الخارجية؟
وتعهد بايدن بدعم أوكرانيا “مهما طال الأمر” مع وقوفه بقوة خلف إسرائيل. بينما تفاخر الرئيس السابق دونالد ترامب المنافس الجمهوري الأكثر احتمالا لبايدن، بأنه يستطيع إنهاء الغزو الروسي في غضون ساعات فقط، وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ نهج عدم التدخل في القتال بين إسرائيل وحماس.
وبحسب الصحيفة الأميركية فإن التصعيد قد يؤدي إلى تورط الرئيس بايدن بشكل أعمق في الشرق الأوسط مع اشتداد موسم الحملات الانتخابية لعام 2024 ودفع حملته للتركيز على القضايا المحلية. وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أن 84 بالمئة من الأميركيين كانوا إما قلقين للغاية أو قلقين إلى حد ما من احتمال انجرار الولايات المتحدة إلى صراع الشرق الأوسط. ومع مرور كل شهر، يخشى المزيد والمزيد من الأميركيين أن إدارة بايدن تقدم الكثير من الدعم المادي لأوكرانيا.
ولكن مع تصاعد موسم الحملات الانتخابية، تضطر الإدارة بشكل متزايد إلى معالجة بؤر التوتر في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، استهدف المتمردون الحوثيون سفينة شحن تجارية مما أجبر مروحيات البحرية الأميركية على استهداف وإغراق ثلاثة من قواربهم. وتصاعدت التوترات في المنطقة الخميس بعد أن شنت إدارة بايدن غارة بطائرة بدون طيار في بغداد أسفرت عن مقتل زعيم أحد الفصائل المدعومة من إيران المدعو “أبو التقوى”، ومسلح واحد آخر على الأقل.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس اجتمع بفريق الأمن القومي الخاص به صباح السنة الجديدة للحديث عن الوضع في البحر الأحمر، ومناقشة الخيارات وسبل المضي قدمًا. وقال إن إحدى نتائج هذا الاجتماع كانت إصدار بيان مشترك في وقت واحد من قبل الولايات المتحدة وعشرات من حلفائها يحذر من أن الحوثيين سيواجهون “عواقب” إذا استمروا في “تهديد الأرواح” وتعطيل التدفقات التجارية في البحر الأحمر. مسؤول كبير.
وشدد مسؤول أميركي آخر على أن مخاوف الإدارة بشأن حرب أوسع نطاقاً في المنطقة ليست جديدة. وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق منذ أسابيع بشأن تصاعد الحرب في غزة، وأنه لا يوجد ما يشير إلى أن التهديدات التي تتعرض لها القوات الأميركية في الخارج قد اتسعت في الأيام الأخيرة.
ومع ذلك، هناك دلائل أخرى على أن الإدارة تشعر بالقلق إزاء تزايد تلك التهديدات في أعقاب الهجوم الذي وقع في إيران الأربعاء، بدأ المسؤولون عبر الإدارة من البنتاغون إلى وزارة الخارجية إلى وكالات الاستخبارات في تقييم كيف يمكن لإيران أو قواتها الوكيلة في الشرق الأوسط استهداف الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة بشكل مباشر.
وقال المسؤولون إن مثل هذا التخطيط للطوارئ أمر طبيعي في حالات التوتر المتزايد في الشرق الأوسط. لكن التدافع داخل الإدارة لإعداد تقارير حول نقاط الهجمات المحتملة وردود الفعل الأميركية المحتملة هذا الأسبوع جاء نتيجة لأوامر من أعلى المستويات في الإدارة بسبب مخاوف من أن العنف في المنطقة سيستمر في النمو وأن واشنطن سوف تضطر في نهاية المطاف إلى التدخل.
ومما يثير القلق بشكل خاص احتمال التصعيد في البحر الأحمر. حيث دفعت هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية هناك الولايات المتحدة الشهر الماضي إلى الإعلان عن بدء تحالف بحري دولي جديد لردع هذه الهجمات. وقال نائب الأدميرال براد كوبر قائد الأسطول الخامس الأميركي للصحفيين الخميس. إن التحالف الذي يضم الآن أكثر من 20 دولة، سمح لحوالي 1500 سفينة تجارية بالعبور الآمن لهذه المياه منذ بدء العمليات في 18 ديسمبر/كانون الأول.
لكن المخاوف لازالت تتملك شركات الشحن بسبب استمرار الهجمات الحوثية، وقالت شركة ميرسك الدنمركية في بيان الجمعة إن جميع سفن الشركة التي كان من المقرر أن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن ستتحول جنوبا لتدور حول طريق رأس الرجاء الصالح في المستقبل القريب. مشيرة أن الوضع يتطور باستمرار ومازال هشا جدا. وجميع المعلومات المتوافرة تؤكد أن المخاطر الأمنية مازالت مرتفعة المستوى جدا.
وأفادت ميرسك في الثاني من يناير/ كانون الثاني. إنها ستوقف مؤقتا جميع السفن المتجهة إلى البحر الأحمر ومن ثم الطريق المختصر عبر قناة السويس بين أوروبا .وآسيا في أعقاب هجوم على إحدى سفنها شنه الحوثيون في اليمن. وبدأت منذئذ تحويل طريق السفن إلى الدوران حول أفريقيا.