سياسة

أردوغان يهاجم زعيم المعارضة بسبب تسريبات “توغفا”


اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زعيم المعارضة، كمال قليتشدار أوغلو، بمحاولة فرض الوصاية على نظامه الحاكم.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها، أردوغان، الأحد، في مطار “أسن بوغا” بالعاصمة أنقرة، قبيل توجهه إلى أنغولا في زيارة رسمية، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “مللييت”، وتابعته “العين الإخبارية”.

تصريحات أردوغان جاءت ردًا على تصريحات أدلى بها، السبت، قليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، واتهم فيها البيروقراطيين بخدمة أردوغان وعائلته وليس الدولة.

كما انتقد زعيم المعارضة، وقف “شباب تركيا” المعروف اختصارًا بـ”توغفا” (TÜGVA) التابع لنجم الدين بلال النجل الأكبر لأردوغان، معتبرًا أنه “دولة موازية داخل الدولة”.

وفي تصريحاته التي رد بها على زعيم المعارضة، قال أردوغان إن “هذه إشارة واضحة إلى أن عقلية حزب الشعب الجمهوري هي عقلية الوصاية”.

وأوضح أن “دعوة البيروقراطية لمعارضة الحكومة المنتخبة، ليست سوى دعوة للوصاية، وهذا مخالف للقانون وتهديد للنظام العام”.

وتابع: “الجميع بداية من الرئيس، إلى أدنى مسؤول ملزم بأداء واجباته وفقًا للقانون، ومن الواضح أن تهديد قليتشدار أوغلو للمسؤولين العموميين جريمة، كيف يمكن أن تهدد مسؤولي هذا البلد؟”.

واستطرد مخاطبًا زعيم المعارضة “من أنت؟ كيف تفعل مثل هذا الشيء؟ لقد ألغى النظام الجديد الطابع السياسي للبيروقراطية وحول البيروقراطية إلى بيروقراطية إدارية حقيقية”.

وأشار إلى أن “هذا ليس التهديد الأول من نوعه من قليتشدار أوغلو، للمسؤولين، أو للأمة بشكل عام، فلقد انهال بالتهديدات لكل من القضاة، والشرطة، والمعلمين، ولننظر ماذا سيفعل هذا الشخص”.

أردوغان حول تركيا لـ”دولة عائلية”

وفي تصريحاته التي أثارت حفيظة أردوغان، قال زعيم المعارضة مخاطبًا البيروقراطيين، “أود أن أخاطب الموظفين، أي البيروقراطيين، الذين يخدمون دولتنا في موضوع مهم، هناك شخص وعائلته حوّلوا الدولة التركية إلى دولة شخصية”.

وتابع: “هذا الشخص وعائلته لديهم بعض المسؤولين الحكوميين الذين يُجبرون على خدمتهم، ولقد شاهدنا عار شباب تركيا (توغفا)، معًا، عادت رائحة المجاري في كل مكان، فلقد حاول هذا الشخص وعائلته السيطرة على الدولة بهيكل مواز يتظاهرون به كأساس”.

وأشار إلى أن “مسامحة الظالمين قسوة على الفقراء، وملخص حديثي؛ هو أن الدولة التركية دخلت طريق عودتها إلى أن تكون دولة الشعب مرة أخرى، وأولئك الذين يحولون المؤسسات إلى إسطبلات لشخص وعائلته، بالطبع سيخضعون للمساءلة”.

وشدد على أنه “ستتم إعادة ممتلكات الدولة التي تغطيها مؤسسات مثل (توغفا) إلى الخزانة، لا يزال لديكم فرصة لإخراج أنفسكم من هذه الفوضى، اغتنموا هذه الفرصة، واشهد يا شعبي العزيز”.

وثائق مسربة

وخلال الأيام الأخيرة، كشفت وثائق سرية مسربة عن قيام أردوغان بتأسيس “دولة موازية” داخل الدولة من خلال وقف لنجله نجم الدين بلال.

الوثائق كشف عنها عدد من الصحفيين، من بينهم متين جهان، وذلك على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، الخميس الماضي.

وأشارت إلى أن “الرئيس أردوغان أسس من خلال وقف نجله، دولة موازية داخل تركيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى رغم أنه من يتهم جميع خصومه بتشكيل كيانات موازية للدولة”.

وأظهرت الوثائق التي سربها لوسائل الإعلام مسؤول سابق في الوقف أن “الوقف هو من يقوم بتحديد الأسماء والوظائف العامة التي ستسند إليهم، بدلا من اتباع طرق التوظيف العام المعروفة”.

وتضمنت مستندات تضم آلاف الأسماء ممن ينتمون إلى الحزب الحاكم والوظائف التي سيتقلدونها في أجهزة الدولة وهيئاتها، في مقدمتها الجيش والأمن والقضاء، دون الخضوع لامتحانات التوظيف العام.

ووفقا للوثائق، فإن “وقف توغفا وظف مئات الأشخاص في الجيش والشرطة والمؤسسات العامة الأخرى دون الخضوع لامتحانات التوظيف، كما أنه احتفظ بسجلات عن هؤلاء الناس”.

الوقف زعم في تصريحاته الأولية أن جميع الوثائق المسربة إلى الصحافة مزورة، وتستهدف الإساءة بسمعة وأنشطة الوقف الخيرية، غير أنه اعترف ضمنا بصحة الوثائق عندما قال بوقت لاحق إنه تم تسريبها إلى الإعلام من داخل الوقف بشكل سري.

من جانبه، قال الصحفي التركي المعروف إسماعيل صايماز، في تصريحات تلفزيونية، إن مصادر مطلعة في حزب العدالة والتنمية الحاكم نفسه أكدت له صحة الوثائق.

وأشار صايماز إلى أن هذه الوثائق لم تصل إلى الصحفي متين جيهان فقط، وإنما وصلت إلى صحفيين آخرين أيضا، مؤكدا أن تفاصيل جديدة ستنكشف في الأيام القادمة ستضع الحكومة في موقف حرج للغاية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى