واشنطن ترسم خريطة المواجهة: غزة ولبنان وسوريا وإيران في الاستراتيجية الجديدة
تساؤلات عدة في إسرائيل أثارها السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، عما إذا كان يلمح بأن واشنطن قد تدعم عملية عسكرية إسرائيلية جديدة ضد إيران.
ففي مقابلة في مؤتمر ينظمه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي سئل السفير الأمريكي: «وفقًا لتقارير مختلفة، بدأت إيران جهودًا لإعادة بناء برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية الباليستية في أعقاب حرب الأيام الاثني عشر. إذا قررت إسرائيل أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل العسكري لمنع إيران من تجاوز عتبتي امتلاك الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، فهل ستدعم الولايات المتحدة مثل هذا العمل؟ وفي أي ظروف ستنظر في التدخل المباشر؟»
ورد هاكابي: «يصعب عليّ تحديد موقف الولايات المتحدة، لأن هذا قرارا سياسيا يُتخذ في البيت الأبيض، وليس على مستوى السفير في إسرائيل. كل ما أستطيع فعله هو أن أشير إلى ما قاله الرئيس مرارًا وتكرارًا، وبثبات، أن إيران لن تخصب اليورانيوم أبدًا، ولن تمتلك سلاحًا نوويًا وقد استمر في قول ذلك قبل الحرب بوقت طويل. ولم يغير رسالته بعد الحرب. واستمر في ترديدها».
غير أنه أضاف: «إيران، لا أعتقد أنهم أخذوه على محمل الجد حتى الليلة التي هاجمت فيها قاذفات بي-2 فوردو. آمل أن يكونوا قد فهموا الرسالة، لكن يبدو أنهم لم يفهموها بالكامل، لأنهم، كما ذكرتم، يحاولون على ما يبدو إعادة تنظيم صفوفهم وإيجاد طريقة جديدة لتعميق الخناق وتأمينه بشكل أكبر».
تهديد حقيقي
وتابع: «إنها تشكل تهديدًا، ليس فقط لإسرائيل، وليس فقط للولايات المتحدة. هذا يُمثل تهديدًا حقيقيًا لأوروبا بأكملها. وإذا لم يُدرك الأوروبيون ذلك، فهم أقل ذكاءً مما أظن أحيانًا. قد يبدو هذا الكلام غير دبلوماسي، لكن انظروا إلى بعض أقوالهم وأفعالهم، مع أنني سعيدٌ بإعادة تفعيل بعض بنود آلية إعادة فرض العقوبات على إيران، وهو أمرٌ بالغ الأهمية».
جاءت تصريحات السفير الأمريكي في وقت قالت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يخطط لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماعهما يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في فلوريدا بالموافقة على توجيه ضربة جديدة للنظام الصاروخي الإيراني.
وتساءلت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إن كانت تصريحات هاكابي هي بمثابة تلميح بالموافقة على الطلب الإسرائيلي.
وحول سوريا، قال السفير الأمريكي: «أعتقد فعلاً أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا، ويعلم الرئيس أحمد الشرع أن سبيله لتحقيق أي استقرار في سوريا، وسبيله للبقاء، هو إقامة سلام مع إسرائيل».
وفيما يتعلق بلبنان، شدد على ضرورة التحلي بالصبر وتعزيز المؤسسات، قائلا «يتعين على القوات المسلحة اللبنانية أن تصبح أقوى. إنها عملية أبطأ مما نتمناه جميعاً، لكن علينا أن نمنحها فرصة. علينا أن نتحلى بالصبر. علينا أن ندرك أن على الحكومة اللبنانية أن تخطو خطواتها الأولى قبل أن تنطلق».
تفكيك سيطرة حماس
وفيما يتعلق بغزة، شدد السفير الأمريكي على ضرورة تفكيك سيطرة حماس العسكرية: «كل يوم تبقى فيه حماس هناك، تزداد قوةً لا ضعفًا. ولهذا السبب نشعر بضرورة التحرك العاجل. عليهم إلقاء أسلحتهم، وعليهم الرحيل».
وبالحديث عن مذكرة التفاهم الأمريكية الإسرائيلية، سلط السفير هاكابي الضوء على الفوائد المتبادلة للشراكة الدفاعية، مضيفًا: «مذكرة التفاهم تصب في مصلحة الولايات المتحدة، والجزء الأصعب في إيصاله للأمريكيين هو أن هذه الشراكة ليست من طرف واحد. فنحن نسترد أموالنا فورًا، وفي المقابل نحصل على مكافأة للبحث والتطوير قد لا نتمكن حتى من تغطيتها».







