كيف يؤثر الاكتئاب على جهاز المناعة؟
توصلت دراسة حديثة إلى أن اختلال التوزان في الجهاز المناعي أو وجود التهابات قد يؤدي لظهور أعراض الاكتئاب واستمراريتها، خاصة في الفئات السكانية المعرضة للخطر، بحسب ما ذكر موقع “ساي تيك ديلي”.
وتفتح هذه النتائج الباب أمام علاجات شخصية تهدف إلى تقليل الالتهاب، ما يوفر أملًا متجددًا للأفراد الذين لا يستجيبون للعلاجات القياسية، ويؤثر الاكتئاب في ما يقرب من واحد من كل ستة أفراد طوال حياتهم، ورغم كل الأبحاث في هذا المجال، فإنه لم يتم التوصل إلى فهم جيد للآليات البيولوجية التي تحرك هذا الاضطراب.
وركزت النظريات التقليدية للاكتئاب على النواقل العصبية مثل السيروتونين والنورادرينالين، ما يشير إلى أن نقص هذه المواد الكيميائية في الدماغ قد يؤدي إلى أعراض الاكتئاب.
وعلى الرغم من قبولها على نطاق واسع، فشلت هذه النظريات في تفسير سبب عدم استجابة جزء كبير من المرضى لمضادات الاكتئاب التقليدية.
وأوضح الباحث راز يرميا، الذي كان أحد أوائل الباحثين الذين رسموا صلات بين خلل الجهاز المناعي والاكتئاب في التسعينيات، “في العديد من الأفراد، ينتج الاكتئاب عن عمليات التهابية”.
وفي أحدث مراجعة له، قام بتحليل أكثر 100 بحث في هذا المجال، ما أدى إلى إنشاء ما أسماه “نظرة بانورامية” للتفاعلات المعقدة بين الالتهاب والأعراض الاكتئابية، وقد أبرزت الأبحاث التي يعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن العشرين أن الأفراد المصابين بالاكتئاب غالبًا ما يعانون ضعفًا في وظائف المناعة.
وتوصلت الأبحاث إلى أن بعض علاجات تعزيز المناعة المستخدمة في السرطان والتهاب الكبد قد تسبب أعراضًا اكتئابية حادة، ما يعزز الفهم بشأن ارتباط الالتهابات بالصحة العقلية.
وأكدت تجارب الباحث راز يرميا وجود علاقة ميكانيكية بين الالتهاب والمزاج، إذ أظهرت أن الأفراد الذين تم حقنهم بجرعات منخفضة من العوامل المناعية أصيبوا بحالة اكتئاب مؤقتة، يمكن معالجتها بمضادات الالتهاب أو مضادات الاكتئاب التقليدية.
كما أثبتت الدراسات أن الإجهاد، بعدِّه محفزًا رئيسًا للاكتئاب، يساهم في العمليات الالتهابية التي تؤثر في خلايا الجهاز المناعي في الدماغ، المعروفة بالخلايا الدبقية الصغيرة، وأشارت النتائج إلى أن الإجهاد المطول يضعف هذه الخلايا، ما يؤدي إلى استمرار الاكتئاب أو تفاقمه.