سياسة

ضربة سياسية وتنظيمية.. ماذا يعني إدراج فروع الإخوان على قوائم الإرهاب؟


“ضربة قاصمة” تلقتها جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءات تصنيف بعض فروعها منظمات إرهابية.

تأثير القرار سيطول النشاط السياسي والاقتصادي للجماعة في الدول التي حددها القرار التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي، وفقا لخبيرين في شؤون الحركات الإسلاموية شرحا تأثيرات القرارات.

ووقع الرئيس ترامب أمرا تنفيذيا أطلق بموجبه إجراءات تصنيف فروع لجماعة الإخوان «منظمات إرهابية أجنبية»، وأشار القرار بشكل خاص إلى فروع الإخوان في مصر ولبنان والأردن، باعتبارها ترتكب أو تسهّل أو تدعم العنف وزعزعة الاستقرار وتضر بمناطقها ومواطني الولايات المتحدة ومصالحها.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس ترامب يواجه الشبكة العابرة للحدود لجماعة الإخوان، التي تغذي الإرهاب وتقود حملات زعزعة الاستقرار وتناهض المصالح الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة.

ووفقا للقرار، سيقدم وزيرا الخارجية والخزانة الأمريكيان خلال 30 يوما تقريرا حول تصنيف فروع الإخوان منظمات إرهابية، على أن يطبق التصنيف في غضون 45 يوما من تقديم التقرير.

وجماعة الإخوان مصنفة إرهابية في مصر، ومحظورة في الأردن، أما في لبنان فتسعى السلطات ضمن استراتيجيتها لـ”حصر السلاح” في يد الدولة، إلى نزع سلاح “الجماعة الإسلامية”، الذراع السياسية للإخوان، والتي أحيت ما يُسمى “قوات الفجر” في السنوات الأخيرة.

وقال الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب (مصري) إن قرار الرئيس ترامب مهم جدا، لافتا إلى أنه يمثل “سابقة قانونية وسياسية هي الأولى من نوعها”، حيث لم يصدر ساكن البيت الأبيض من قبل قرارا تنفيذيا باعتبار الإخوان جماعة إرهابية.

وأشار إلى أن القرار حدد فروع التنظيم في مصر والأردن ولبنان باعتبارها تنظيمات تمارس الإرهاب وزعزعة الاستقرار وتؤثر على أمن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.

لماذا مصر والأردن ولبنان؟

وأكد أديب أن هذا القرار سوف يؤدي إلى حصار وخنق التنظيم، وسيقطع شرايينه الممتدة ربما في بلد المنشأ في القاهرة وبقية فروع التنظيم التي توجد في دول كثيرة.

وقال: “مفهوم أن الأردن يوجد فيه التنظيم بشكل كبير ولعل الأردن كان قد أقام للتنظيم حزبا سياسيا وأيضا في لبنان يوجدون تحت لافتة الجماعة الإسلامية، ومصر هي بلد المنشأ التي تم حل التنظيم فيها عام 2013”. 

تأثير القرار

وأضاف: “فكرة اعتبار الإخوان جماعة إرهابية في هذه الأفرع سوف يؤثر على وجودهم خاصة أن القرار سبق أن اتخذته السلطات المصرية والأردنية، وفي لبنان أيضا هناك مواجهة للتنظيم ترتبط ببعض الأعمال العسكرية التي تقوم بها الجماعة الإسلامية الذين هم إخوان لبنان والتي تؤثر على استقرار الدولة ولها علاقة بطبيعة الحال بشكل الصراع وطبيعته مع إسرائيل”.

وشدد على أن “القرار سوف يزيد الخناق ويؤثر على وجوده وحضوره وربما أنشطته ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وإنما في العديد من الدول الأوروبية التي ربما تتخذ قرارا مماثلا وأيضا في الدول العربية الثلاث”.

وتوقع تراجع حضور تنظيم الإخوان وأنشطته وربما يدفع إلى قرارات مثيلة تتخذها دول عربية وغير عربية بوضع الإخوان على قوائم الإرهاب.

وتوقع أن تدفع الولايات المتحدة الأمريكية دولا أخرى لاتخاذ هذا القرار وربما تعاقب دولا كانت وما زالت توفر ملاذا آمنا لهذا التنظيم. وقال: “العقاب سوف يكون للإخوان ولمن يوفرون دعما للتنظيم وهذا سيؤدي إلى تراجع التنظيم وحصاره على المستوى السياسي ومعاقبة أتباعه وأيضا على المستوى الاقتصادي لأن التنظيم يمتلك ثروة مالية ومحفظة ربما كبيرة تساعده في الإنفاق على أنشطته وبعض الأعمال التي تخصه”.

من جانبه، قال ماهر فرغلي، الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلاموية إن القرار اختار فروع ثلاث دول هي مصر والأردن ولبنان، لافتا إلى أن إخوان مصر حرضوا حماس على تنفيذ هجوم 7 أكتوبر 2023، وإخوان لبنان ممثلين في الجماعة الإسلامية يتعاونون مع حزب الله وأحيوا “قوات الفجر” بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023، وفي الأردن الإخوان بالأساس “تنظيم حمساوي”، و60% منهم هم فلسطينيون حصلوا على الجنسية الأردنية وهم في الأصل يتبعون “حماس”.

ودعا فرغلي إلى استكمال العملية وتصنيف التنظيم الدولي كمنظمة إرهابية وبقية فروع الجماعة في أمريكا وأوروبا، لكنه أشار إلى أن القرار يظل أمرا جيدا، إذ سيترتب عليه تتبع أموال فروع الجماعة في تلك الدول وحظر تنقلات أفرادها ومؤسسات الجماعة واجتماعاتها وسيضيق على شركائهم ومن يتعاملون معهم، وهذا أمر جيد بالنسبة لنا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى