سياسة

رغم حملة تشويه فرنسية… مراكش تستعيد سريعا تألقها السياحي


 أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربي، مصطفى بايتاس، أن “المؤشرات ذات الصلة بالنشاط السياحي بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز عادت إلى وضعيتها السابقة”.

ويأتي ذلك بينما واجهت مدينة مراكش حملة فرنسية أُريد من خلالها تشويه صورة المدينة بعد زلزال الحوز وترهيب السياح، وهو ما تفطنت إليه السلطات المغربية مبكرة وبادرت باتخاذ إجراءات بحق إعلاميين حاولوا نقل صور مخالفة للحقيقة وتضخيم آثار زلزال الحوز على قطاع السياحة في المغرب، في الوقت الذي أدى التدخل السريع والناجع لعودة النشاط السياحي بوتيرة مستقرة رغم التشويش المفتعل. 

وقال بايتاس، في معرض رده على سؤال حول النشاط السياحي بعد زلزال الحوز خلال لقاء صحفي عقب اجتماع مجلس الحكومة، إن “هناك طلبا على هذه الوجهات من جديد”، مسجلا أن المملكة ستحتضن حدثا كبيرا مطلع أكتوبر المقبل وله رمزية كبيرة جدا.

وعادت الحركة تدريجيا إلى مدينة مراكش وسط المغرب كبرى المدن التي تضررت من الزلزال، بعد أسبوع واحد من الكارثة التي خلفت آلاف القتلى والمصابين.

وتوافد السياح بأعداد كبيرة في أغلب المناطق السياحية بمراكش التي تعتبر عاصمة السياحة المغربية ويطلق عليها مدينة البهجة، وفق ما أكدت وكالات الأنباء العالمية.
 وتحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن السياح يزورون أغلب الآثار التاريخية للمدينة بأعداد كبيرة.

وقامت السلطات المحلية بوضع حواجز لتأمين مرور السياح وعموم المواطنين في أزقة المدينة العتيقة، وفي مناطق تضم مباني تضررت من الزلزال، أو قرب أسوار عتيقة ظهرت عليها بعض الشقوق، والسياحة استعادت نشاطها بعد فترة ركود عقب الزلزال.

وشدد الوزير على أن رهان الحكومة على قطاع السياحة كان “صائبا”، مبرزا أن القطاع يعد مجالا حيويا نظرا لمساهمته الكبيرة في انتعاش الاقتصاد الوطني.

واستحضر جهود الحكومة لدعم الاقتصاد خلال جائحة “كوفيد -19″، ولاسيما الدعم الممنوح للقطاع السياحي، والذي يعد مؤشرا على أن قطاع السياحة مجال واعد، خاصة بعد التعافي من هذه الجائحة.   وشدد أن الحكومة تعمل بشكل كبير من أجل مواكبة قطاع السياحة، لما له من مساهمة كبيرة في الناتج الداخلي الخام، فضلا عن كونه خزانا لمجموعة من فرص الشغل.

وسجل الوزير أن الدعم الممنوح من طرف الحكومة للنقل الجوي. وكذلك للقطاع السياحي، سيكون له انعكاس إيجابي على الاقتصاد الوطني.

وتستقطب مراكش ما يقارب نصف النشاط السياحي المحلي بفضل بنيتها السياحية. إذ تضم نحو 70 ألف سرير في 250 فندقا مصنفا. وأكثر من 1300 دار ضيافة. حسب البيانات الرسمية عام 2022.

وتشير بيانات مرصد السياحة إلى أن عدد السياح الوافدين إلى مراكش في النصف الأول من العام الحالي عبر مطار مراكش المنارة بلغ مليونا و652 ألفا. مقابل 876 ألفا سنة 2022. في حين بلغت ليالي المبيت خلال الفترة نفسها 4 ملايين و384 مقابل مليونين و35 ألفا في الفترة ذاتها عام 2022.

وارتفعت عائدات السفر من العملة الأجنبية الناتجة عن النشاط السياحي لغير المقيمين بالمغرب إلى 48 مليار درهم (حوالي 4.7 مليارات دولار) مقابل 28 مليار درهم (2.7 مليار دولار) في الفترة ذاتها من السنة الماضية بارتفاع 69 بالمئة.

ووفق المؤشرات الحالية لنشاط السياحة في المغرب. فإنه استطاع  الفوز برهان تجاوز تداعيات الزلزال في وقت قياسي. نظرا لتجاوب السلطات السريع للأزمة وتجنيد كل المؤسسات الرسمية والملكية لعمليات الإنقاذ وخطة الإعمار.
كما استطاع المغرب. إثبات أن حملة بعض وسائل الإعلام الفرنسية المغرضة باءت بالفشل. حيث ركزت هذه المنابر عبر تغطيتها المواربة للحقيقة بشكل كبير على ضرب القطاع السياحي واستهدافه بطريقة سافرة تم التصدي لها، ومن ثم إجهاض خطته وإفشالها.

وقد لوحظ منذ الساعات الأولى التي تلت الزلزال. أن زاوية معالجة الكارثة التي حلت بمناطق من المغرب. من طرف بعض الصحف والقنوات الفرنسية المعروفة بقربها من الدولة. ركزت على محاولة المس بالسياحة في المغرب من خلال التأثير على الراغبين في زيارة مدينة مراكش التي تُعتبر من القلب النابض للسياحة بالمملكة ودفعهم لتغيير وجهتهم. عبر تخويفهم وزرع الشك في نفوسهم تجاه الوضع بالمغرب.

وفي هذا السياق، قال زبير بحوث إن “الإعلام الفرنسي. حاول أن يوصل صورة مشوهة عن المغرب، والغرض منها هو ضرب السياحة في مدينة مراكش. وهي التي تمثل نسبة 33 في المائة من النشاط السياحي الوطني. خصوصا أن المدينة الحمراء كانت على موعد مع اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي”.

وأضاف الخبير في المجال السياحي ضمن تصريح لوسائل الإعلام المغربية.  “لقد ركز الإعلام الفرنسي في البداية على حجم الخسائر التي تم تسجيلها في العالم القروي، وبؤرة الزلزال. حيث عمل الإعلام المذكور على تهيئة الرأي العام منذ من أجل فبركة المعطيات في المراحل الأخرى من التغطية”.

وتابع أن “الإعلام الفرنسي في نفس الوقت حاول التلاعب بالمواطن الفرنسي كذلك من خلال الصور التي يتم عرضها ونقلها، ويتم خداعه. وفي الوقت الذي كان يجب إيصال الصورة الحقيقية. تم التركيز على أمور أخرى”.

وأشار إلى أن الإعلام الفرنسي حصل على معلومات تُفيد أن الفنادق والمنشآت السياحية لم تتأثر جراء الزلزال. لكنهم فضلوا عدم التجاوب معها وتجاهلوها.

وأكد أنه كان هناك تجنيد كبير من قبل الغيورين على الوطن. ومجموعة من المؤسسات، وأولهم المكتب الوطني للسياحة الذي أجرى اتصالات مع المهنيين وشركات الطيران. حيث تم إخبارهم أن الأمور طبيعية وتمشي بشكلها الاعتيادي.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى