سياسة

خطوة إماراتية جديدة: 100 مليون دولار لتحالف عالمي ضد الجوع والفقر


أعلنت الإمارات الثلاثاء، تقديم دعم بقيمة 100 مليون دولار لتحالف مكافحة الجوع والفقر بالعالم الذي كشفت عنه قمة مجموعة العشرين المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

وبحسب ما أوردته وكالة أنباء الإمارات، فإن الدعم يأتي في إطار الشراكة مع مجموعة العشرين، إذ تشارك الدولة برئاسة ولي عهد أبوظبي خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ضيفة شرف في أعمال القمة للعام الخامس على التوالي.

والاثنين، أعلن رئيس القمة رئيس البرازيل لولا دا سيلفا، إطلاق تحالف لمحاربة الجوع والفقر في العالم، مهمته توفير التمويلات الطارئة في المناطق الأشد احتياجا.

وانطلقت في ريو دي جانيرو، الاثنين، أعمال قمة مجموعة العشرين وتختتم الثلاثاء، بمشاركة كافة قادة الدول الأعضاء باستثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حضر نيابة عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف.

ويأتي اجتماع قادة مجموعة العشرين بعد أيام من تعثر جهود قادتها للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن تمويل تغيرات المناخ في قمة “كوب 29” التي تعقد في أذربيجان، بين 11 و22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وناشدت أذربيجان، دول مجموعة العشرين إرسال إشارة إيجابية بشأن ضرورة التصدي لتغير المناخ وكذلك تقديم تفويضات واضحة للمساعدة في إنقاذ المحادثات المتعثرة في باكو.

ووفق بيانات قمة مجموعة العشرين، يستحوذ الأعضاء على 85 بالمئة من الناتج العالمي الإجمالي أو أكثر من 87 تريليون دولار، و75 بالمئة من التجارة العالمية، و56 بالمئة من عدد سكان العالم.

أذربيجان ناشدت دول مجموعة العشرين إرسال إشارة إيجابية بشأن ضرورة التصدي لتغير المناخ والمساعدة في إنقاذ المحادثات المتعثرة في باكو

ويناقش قادة دول المجموعة الثلاثاء، التنمية المستدامة والانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة في إطار مساع لزيادة فرص التوصل إلى اتفاق ناجح لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري في محادثات الأمم المتحدة حول المناخ المنعقدة في أذربيجان.

ومع اتجاه العالم لتسجيل العام الأعلى حرارة على الإطلاق، يسعى القادة إلى تعزيز جهود مكافحة تغير المناخ قبل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.

ووردت تقارير عن عزمه الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ والتراجع عن السياسة الأميركية بشأن الاحتباس الحراري.

وفي بيان مشترك صدر في وقت متأخر من الاثنين، دعا قادة مجموعة العشرين إلى “زيادة التمويل المناخي بشكل سريع وملموس من مليارات إلى تريليونات من جميع المصادر” لسداد تكاليف مواجهة تغير المناخ.

واتفق القادة على ضرورة توصل المفاوضين في كوب29 إلى اتفاق يضع هدفا جديدا لحجم الأموال التي يتعين على الدول الغنية تقديمها للدول النامية الأكثر فقرا لمواجهة تغير المناخ.

ويقترح خبراء الاقتصاد أن يكون الهدف هو تريليون دولار سنويا على الأقل. وتقول البلدان المتقدمة ومنها الأوروبية إن قاعدة المساهمين بحاجة إلى التوسع لتشمل البلدان النامية الغنية مثل الصين ودول الشرق الأوسط الغنية من أجل الاتفاق على هدف طموح.

وتعد دول مجموعة العشرين أساسية في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري باعتبارها مسؤولة عن أكثر من ثلاثة أرباع الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وقال سيمن ستيل الأمين التنفيدي لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغيّر المناخ الثلاثاء إن “وفود مجموعة العشرين لها نظامها الخاص هنا في باكو حيث نحن بأشدّ الحاجة إلى أن تتوقّف البلدان عن التشبّث بمواقفها وتتّجه سريعا نحو أرضية مشتركة للتفاهم”.

وقد دعا القادة في تصريحاتهم إلى “زيادة الموارد التمويلية والاستثمارات العامة والخاصة لصالح المناخ في البلدان النامية”. وتطرّقت عدّة فقرات من البيان إلى الحاجة إلى تعزيز الاستثمارات الخاصة والمتعددة الأطراف باتّجاه البلدان قيد النموّ.

وجاء في بيان المجموعة “نقرّ بالحاجة إلى تعزيز الاستثمارات وزيادتها من كلّ المصادر والقنوات المالية لسدّ الثغرة التمويلية في ما يخصّ الانتقال في مجال الطاقة في العالم، لا سيّما في البلدان النامية”.

وأثار البيان أيضا فكرة فرض ضريبة على كبار الأغنياء على نحو مبدئي. وهي فكرة أشادت بها عدّة منظمات غير حكومية، متلمّسة فيها بصمة الرئيس البرازيلي لولا.

وفي تصريحات لوكالة فرانس برس من باكو، أشاد رئيس فريق المفاوضات الذي يمثّل أغلبية البلدان النامية والمعروف باسم “مجموعة السبع والسبعين الصين”، الدبلوماسي الأوغندي أدونيا أييباري بإقرار مجموعة العشرين “بالحاجة إلى زيادة التمويل في مجال المناخ” لرفعه من “مليارات إلى آلاف المليارات المتأتية من المصادر كافة”، وفق الصياغة المستخدمة في بيان ريو.

وقدّر عالما اقتصاد معروفان مفوّضان من الأمم المتحدة المساعدة المناخية الخارجية للبلدان النامية بألف مليار في السنة.

غير أن الدبلوماسي الأوغندي أعرب عن الأسف على أن البيان لم يحدّد الجهات الواجب عليها تقديم التمويل، مع الاكتفاء باستخدام عبارة “من المصادر كافة” بدلا من استعراض جهات التمويل العام بوضوح، وهي إحدى المسائل الخلافية في باكو.

وقال أدونيا أييباري “طلبنا بوضوح أن يأتي ذلك من مصادر عامة على شكل قروض بأسعار فائدة تفضيلية أو مساعدات”، مشيرا إلى أن البيان يبقى بالرغم من ذلك “خطوة جيّدة” للتوصّل إلى اتفاق بحلول نهاية المؤتمر الجمعة.

ولفت محمّد أدوو من مجموعة “باوورشيفت أفريكا” البحثية “كنّا بحاجة إلى مؤشّر قويّ من مجموعة العشرين وحصلنا عليه على الصعيد المالي”.

غير أن آخرين هم أكثر حذرا في ما يتعلّق بالأثر الفعلي على مؤتمر كوب29 إذ إن بيان مجموعة العشرين لم يتطرّق إلى صلب المناقشات الجارية في باكو والقائمة على القيمة الإجمالية للمبلغ ومساهمة بلدان مثل الصين.

وكشف مفاوض أوروبي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس بدأ عمله يوم الثلاثاء، ككلّ المشاركين في كوب29، بتفحّص بيان مجموعة العشرين الممتدّ على 22 صفحة “كنّا ننتظر زخما كبيرا ولعلّ توقّعاتنا كانت جدّ مرتفعة”.

وقالت فريديريكي رودر من منظمة غلوبال سيتيزن غير الحكومية إن مجموعة العشرين “أعادت رمي الكرة في مرمى الكوب”، مقرّة بأن “البرازيل أدّت دورها على أكمل وجه لكن مجموعة العشرين لم تحذ حذوها”.

وصرّحت ريبيكا تيسن من الشبكة الواسعة للمنظمات غير الحكومية “كلايمت أكشن نتوورك” إن “قادة مجموعة العشرين لم يرسلوا الإشارات السياسية اللازمة من ريو إلى باكو”.

واكتفت المجموعة بالقول بشأن المفاوضات الجارية في باكو “نتوقّع النجاح للهدف الكمّي الجماعي الجديد في باكو”.

ولفتت تيسن إلى أن “الصمت بشأن الهدف الجديد لتمويل مكافحة التغير المناخي وبشأن التخلّي التدريجي عن الوقود الأحفوري غير مقبول من أكبر الاقتصادات وأكبر الملوّثين”.
واعتبر هارجيت سينغ من المبادرة من أجل اتفاق لعدم انتشار الوقود الأحفوري أن “القادة العالميين الملتئمين في قمّة مجموعة العشرين أظهروا نقصا فادحا في الحسّ القيادي وغفلوا عن إعادة التأكيد على التزامهم التخلّي عن الوقود الأحفوري، وهو محور رئيسي من العمل المناخي العالمي”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى