سياسة

حكام سوريا الجدد يعلنون خططًا لتحقيق الاستقرار وإنهاء الحروب


تؤكد الفصائل السورية التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع بشار الاسد سعيها لإنهاء الحروب في البلاد والعمل على تحقيق الاستقرار الداخلي تمهيدا لإعادة بناء البلاد وترسيخ اللحمة الوطنية في خطاب أشادت به العديد من الأوساط الداخلية، فيما نفت الخارجية الأميركية وجود قنوات اتصال مع هيئة تحرير الشام او وجود خطة لشطبها من قوائم الارهاب.

ورأى أبومحمد الجولاني، قائد الهيئة التي شنت وفصائل حليفة هجوما أطاح الرئيس بشار الأسد، أن الشعب السوري “منهك” جراء أعوام النزاع، وأن البلاد لن تشهد “حربا أخرى”.
وقال القائد العسكري الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع إن “الناس منهكة من الحرب. لذا البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى، وهي لن تخرط في (حرب) أخرى”، وذلك في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز البريطانية بثت الثلاثاء.

من جانبه أكّد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير إثر تكليفه بهذا المنصب الثلاثاء أنّ الوقت حان لينعم مواطنوه بـ”الاستقرار والهدوء”.

وكلّفت هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أطاح بحكم الأسد، البشير الذي كان يرأس “حكومة الإنقاذ” في إدلب معقل فصائل المعارضة بشمال غرب البلاد، برئاسة حكومة تصريف الأعمال.
وقال البشير لقناة الجزيرة القطرية “حان الوقت لأن يشعر هذا الشعب بالاستقرار والهدوء”، وذلك بعيد ساعات من تكليفه بتولّي رئاسة الحكومة حتى الأول من آذار/مارس 2025.
وأتت هذه الخطوة في مسار المرحلة الانتقالية بعد أكثر من خمسة عقود على حكم آل الأسد في سوريا، في وقت واصلت فيه إسرائيل تدمير منشآت عسكرية سورية.
وتتطلع العديد من الدول في المنطقة وكذلك الدول الغربية لما ستؤول اليه سوريا في المرحلة المقبلة.
وقال مسؤولان أميركيان ومساعد بالكونغرس اطلعا على الاتصالات الأميركية الأولى مع الهيئة إن إدارة الرئيس جو بايدن حثت الجماعة على عدم تولي قيادة البلاد بالتبعية بل على إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية.

وتجري الاتصالات مع هيئة تحرير الشام بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا رغم نفي الخارجية الاميركية لهذه المعطيات. والجماعة فرع سابق لتنظيم القاعدة وتصنفها واشنطن منظمة إرهابية.
وقال أحد المسؤولين إن إدارة بايدن تتواصل أيضا بفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن هذه المسألة.
وتعد المناقشات، التي جرت على مدى الأيام القليلة الماضية بحسب المسؤول، جزءا من جهد أكبر تبذله واشنطن للتنسيق مع جماعات مختلفة داخل سوريا في مساعيها لتجاوز الفوضى التي أعقبت الانهيار المفاجئ لنظام الأسد يوم الأحد.

اعادة الاستقرار في ظل الانقسام الطائفي والعرقي وانتشار التطرف سيمثل تحديا لسوريا الجديدة
اعادة الاستقرار في ظل الانقسام الطائفي والعرقي وانتشار التطرف سيمثل تحديا لسوريا الجديدة

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة بعثت رسائل إلى الجماعة للمساعدة في توجيه الجهود المبكرة لإنشاء هيكل حكم رسمي للبلاد. ورفضت المصادر ذكر ما إذا كانت الرسائل تُوجه بشكل مباشر أو عبر وسيط.

وفي المقابل نفى متحدث باسم الخارجية الأميركية وجود اتصالات مشددا على أن العقوبات على سوريا ستستمر في ظل الظروف الحالية وعلى عدم وجود قرار لشطب الهيئة من قوائم الارهاب.
وأضاف “لدينا القدرة على توصيل رسائل لأى طرف في سوريا لشرح أولوياتنا”مؤكدًا أنه لا توجد قنوات اتصال تربط الولايات المتحدة بهيئة تحرير الشام في سوريا حاليا.
وكان البيت الابيض قد قال الثلاثاء انه سيحكم على الافعال لا على الاقوال في سوريا تعليقا على تصريحات قادة المعارضة السورية مشددا على أنه أن لا تغيير حالياً في سياسة واشنطن تجاه “هيئة تحرير الشام”.
وقال المسؤولون إن واشنطن تعتقد أن الحكومة الانتقالية يجب أن تمثل رغبات الشعب السوري ولن تدعم سيطرة الهيئة دون عملية رسمية لاختيار قادة جدد.

وكان وزير الخارجية أنتوني بلينكن أكد أن “الشعب السوري سيقرر مستقبل” البلاد، مشددا على أنّ واشنطن “ستعترف وتدعم بشكل كامل الحكومة السورية المستقبلية التي ستنبثق عن هذه العملية”.
وفي عام 2013، أدرجت الولايات المتحدة الجولاني، على قوائم الإرهابيين، قائلة إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بحكم الأسد وإقامة حكم قائم على الشريعة الإسلامية في سوريا. وذكرت أن جبهة النصرة، التي ولدت من رحمها هيئة تحرير الشام، نفذت هجمات انتحارية قتلت مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.
وقال المسؤول إن الإدارة ليست واضحة بشأن دور الجولاني في الحكومة السورية المستقبلية، أو ما إذا كان لا يزال يحمل أيديولوجيات متطرفة.

وقال مساعد الكونغرس إن بعض المشرعين يضغطون على الإدارة للنظر في رفع العقوبات الأميركية على سوريا، بما في ذلك العقوبات المتعلقة بهيئة تحرير الشام على وجه التحديد، في مقابل تلبية الجماعة لمطالب أميركية معينة.
وأضاف أن هناك شعورا متزايدا بين بعض أعضاء الكونغرس بأن الولايات المتحدة ستحتاج إلى مساعدة الحكومة الانتقالية في سوريا على الاتصال بالاقتصاد العالمي وإعادة بناء البلاد. وأوضح المساعد أن العقوبات تحول دون ذلك.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى