فن و ثقافة

تونس… اتحاد الشغل يتهم القوى الرجعية من الإخوان باستهداف العمل النقابي


قام الاتحاد العام التونسي للشغل، باتهام القوى الرجعية من الإخوان وأتباعهم باستهداف العمل النقابي في البلاد، وقد أكد صلابته في وجه كل الأفكار الهدامة.

ومن جهته، فقد قال نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي بأن منظمتهم النقابية تتعرض للتشويه والإساءة من نفس الأطراف التي حكمت سنوات 2011-2013 أي حكومة الترويكا (حركة النهضة الإخوانية والتكتل الديمقراطي وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية لمؤسسه محمد المنصف المرزوقي). مؤكدا للعين الإخبارية بأن الاتحاد قادر على الوقوف بقوة في وجه كل الأفكار الهدامة والسياسات التدميرية للاقتصاد التونسي.

وقد تمسك الطبوبي بأن الاتحاد العام التونسي للشغل سيظل صمام الأمان ضد التيارات اليمينية المتوحشة التي تريد تقزيمه وإرجاع البلاد للوراء. مضيفا بأن الاتحاد لن يسكت تجاه الاعتداءات الخطابية التي تمارسها بعض الأطراف السياسية المتطرفة ضده وسيخوض معركته بكل الأشكال القانونية.

أما بخصوص المشاورات السياسية بخصوص الحكومة الجديدة، فقد أكد الطبوبي أن الاتحاد غير معني بالمشاركة في تلك الوزارة، ولا يتدخل في أسماء الشخصيات التي ستشكلها وإنما سيكون العين الساهرة للسياسات المتبعة من قبل حكومة الحبيب الجملي.

بينما قد دعا الأمين العام للاتحاد العام التونسي إلى تركيبة حكومية مستقلة تبتعد كلياً عن إملاءات الأحزاب الضيقة، وطالب بأن يكون المعيار الأساسي والمركزي لاختيار أعضاء الحكم هو الكفاءة وليس الولاء فقط للأحزاب السياسية. وقد اعتبر أيضا بأن الفترة التي تعيشها تونس اقتصاديا صعبة، وقد تذهب بالبلاد إلى الإفلاس والعجز عن مجاراة الصعوبات الاقتصادية القادمة خلال سنة 2020.

وقد نبه أيضا الطبوبي إلى أن حالة تونس الاقتصادية والسياسية لم تعد تتحمل المزيد من الإخفاقات في إدارة الشأن العام، ودعا إلى تشكيل حكومة تراعي الحاجات الأساسية للمواطنين والرفع من القدرة الاستهلاكية ضد التوجهات الليبرالية التي تبحث عن خصخصة المؤسسات العامة.

يعد الاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة النقابية الأولى في البلاد، وقد حاز على جائزة نوبل للسلام سنة 2015 لنجاح دوره الاجتماعي والسياسي في إنجاح الحوار الوطني سنة 2013. كما يضم الاتحاد قرابة المليون عضو في صفوفه من كل القطاعات المهنية والعمالية بتونس؛ إذ يعود تأسيسه إلى شخصيات نضالية مثل النقابي الطاهر بن عاشور والزعيم التونسي فرحات حشاد سنة 1946.

في حين أن التونسيون يدركون جيداً قيمة الاتحاد العام التونسي للشغل وذلك بعد خوضه معارك ضد الاستعمار الفرنسي في فترة التحرر الوطني، ثم معارك أخرى ضد حكومات الرئيسين الراحل الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي ثم الإخوان.

الخوف من البطالة

وقد أعرب الطبوبي أيضا عن تخوفه من تنامي نسبة البطالة في صفوف الحاصلين على الشهادات العلمية التي تطرح مشكلا اجتماعيا كبيرا، لاسيما لدى الفئات المهمشة والمستضعفة بالمناطق الحدودية.

وكانت قد شهدت محافظة سيدي بوزيد ومدينة جلمة تصادم بين الأهالي وقوات الأمن جراء حرق شاب يدعى عبد الوهاب الحبلاني (25 سنة) نفسه؛ وذلك احتجاجا على عدم تمتعه براتبه خلال الأسبوع الماضي. وتتواصل الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي وسط استعمال الغاز المسيل للدموع من قبل قوات الأمن مما اضطر الأهالي لرفع دعاوى قضائية ضد الحكومة. بينما تفيد إحصائيات رسمية بأن عدد العاطلين عن العمل في تونس يقارب المليون شخص من بين 12 مليون شخص بالبلاد.

وقد أكد أيضا الطبوبي بأنه من المهم أن تكون معالجة القضايا الاجتماعية بتلبية مطالب الشباب وليس بمواجهتهم بالغاز المسيل للدموع والإفراط في استعمال القوة، وشدد على وقوف اتحاد الشغل مع القضايا الاجتماعية في تونس.

ويقوم الاتحاد منذ سنة 2012 باتهام حركة النهضة الإخوانية بالاعتداء على مقاره ومحاولتها إقصائه من المشاركة برأيه في الحياة السياسية والوطنية التونسية. بينما تواجه أكبر منظمة نقابية في تونس حملات تشويه من قبل الأذرع الإخوانية المتمثلة في الكتلة النيابية (ائتلاف الكرامة) التي يترأسها سيف الدين مخلوف.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى