حوادث

تفاصيل الحكم على قاتل الطفلة جانيت في القاهرة


تُصدر محكمة جنايات القاهرة، الثلاثاء، حكمها النهائي بحق المتهم بالتعدي وقتل الطفلة السودانية جانيت وإلقائها في إحدى الحدائق بمدينة نصر في القاهرة.

وكانت المحكمة قد أحالت أوراق المتهم إلى المفتي في الجلسة السابقة، وذلك للنظر في إصدار حكم الإعدام عليه، وحددت جلسة اليوم للنطق بالحكم.

قاتل الطفلة جانيت

تفاصيل الجريمة والمحاكمة

تعود أحداث القضية إلى حادثة مروعة وقعت في مدينة نصر، حيث قام المتهم “محمد. س”، العامل بمحل كشري، بخطف الطفلة جانيت، التي تبلغ من العمر 10 أشهر، أثناء لهوها أمام منزلها.

بعد اختطافها، تعرضت الطفلة للاعتداء الجسدي على يد الجاني، الذي خنقها حتى الموت وألقى جثتها في حديقة مجاورة. وقد اعترف المتهم بارتكاب الجريمة، مؤكدًا تفاصيل الحادثة التي أُثبتت من خلال تحقيقات النيابة وتقرير الطب الشرعي.

استقبلت أسرة الطفلة الضحية قرار المحكمة بإحالة أوراق المتهم إلى المفتي بحالة من الرضا والارتياح، مرددين عبارات الشكر مثل: “الحمد لله ربنا جاب حق جانيت”. وأشاروا إلى أنهم ينتظرون صدور الحكم اليوم لتحقيق العدالة.

مرافعة النيابة العامة

استمعت المحكمة خلال الجلسة السابقة إلى مرافعة النيابة العامة، التي طالبت بتطبيق أقصى عقوبة على المتهم، وهي الإعدام. وجاء في المرافعة أن الجريمة ارتُكبت بوحشية شديدة، حيث انتهك المتهم كل الحقوق الإنسانية بفعله المشين.

وأكد ممثل النيابة أن المتهم لم يتوقف عند حدود الاعتداء الجسدي، بل تجاوز ذلك إلى القتل المتعمد، مطالبًا بتحقيق العدالة وإرساء القانون على المتهم الذي وصفه بـ”مجرم ليس ككل المجرمين”.

برئاسة المستشار سيد التوني، وعضوية المستشارين بولس رفعت رمزي، إبراهيم سعيد الفقي، ومحمد عاطف بركات، ستصدر محكمة جنايات القاهرة اليوم حكمها النهائي في القضية.

وفي قصة مماثلة، لم تعتقد “مها”، وهي تقدم على إنهاء حياة زوجها بمساعدة عشيقها “أحمد”، أن مصيرهما سيكون حبل المشنقة؛ فكل ما جال في خاطرهما وقتها هو أن يُزِيحا العقبة التي تُنَغِّص عليهما المتعة الحرام، وبعد أن نفذا جريمتهما، كَادَا يُفلتان من العقاب لولا أن صدفة غريبة قادتهما للسقوط في قبضة الأمن.

تفاصيل الجريمة البشعة ترويها أوراق القضية التي نظرتها محكمة الجنايات الاستئنافية، برئاسة المستشار خالد الشباسي، وعضوية المستشارين تامر الفنجري، ومحمد القرش، ورامي إبراهيم، وبحضور رئيس النيابة أحمد أبو سريع.

علاقة غير شرعية تطورت لجريمة قتل

القصة طبقًا لأوراق القضية، بدأت بعلاقة غير شرعية تربط الزوجة صاحبة الـ32 عامًا بجارها الشاب الذي يصغرها بخمس سنوات؛ وبالرغم من اختلاسهما اللقاءات المحرمة في غياب الزوج، فإنها لم تكن كافية، فقررا أن يصلا بحد الإجرام لنهايته، وفكرا في التخلص من الزوج ليهنئا بحياتهما معًا.

خططت الزوجة وعشيقها للخلاص من الزوج بدَس سُم في شرابه وطعامه، وبالفعل أحضرا سم الفئران وحبوب الغلة ومزجاهما سويًا بعد طحنهما، ودستهما الزوجة في طعام وشراب زوجها في اليوم المتفق عليه مع عشيقها.

السم يفشل والعشيق يتدخل ليكمل الجريمة

في ذلك اليوم تناول الزوج المخدوع طعامه وانتقل إلى فراشه بعدما شعر ببداية إعياء، وغط في نوم عميق قبل أن يستيقظ على آلام شديدة تمزق معدته، وتقيأ ما بها وهو يطلب النجدة من زوجته الخائنة، لكن الزوجة التي فوجئت بأن زوجها لم يفارق الحياة، أُصيبَت بالرعب من المشهد، فتحركت بسرعة وهاتفت عشيقها وأخبرته بما حدث، ليرد عليها بأنه سيأتي ليتمم الجريمة التي اتفقا عليها.

ما هي إلا دقائق حتى وصل العشيق إلى منزل الزوجة، وفور دخوله أمسك بوسادة وأنهى حياة الزوج كاتمًا أنفاسه حتى تأكد من انقطاعها تماما، وهنا بدأ الشق الثاني من الخطة، وهو إزالة كل آثار الجريمة، فعاون الزوجة الآثمة في تغيير ملابس زوجها لتعود نظيفة خالية من آثار القيء، ثم وضعاه في فراشه كأنه نائم، قبل أن تنظف الزوجة أرضية المنزل.

بعد عدة ساعات، دخلت ابنة الضحية لتوقظه، لكنها فوجئت بأنه لا يستجيب لها كعادته؛ هزته مرات عدة فلم يفتح عينيه كما اعتادت، حينها صرخت لتستدعي والدتها قائلة: “الحقي يا ماما، بابا نايم ومش بيصحى”؛ حينها استغلت الزوجة الفرصة لتنفذ ما تُجيده بشدة، وهو التمثيل، فصرخت كمن أصابتها مصيبة، واستغاثت بالأهل والجيران وهي تبكي بحرقة على زوجها الذي قتلته.

أسرة الزوج القتيل، وزوجته من بينهم، لم ينقطع بكاؤهم عليه، واستدعوا مفتش الصحة للكشف عليه تمهيدًا لدفنه، وبالفعل عاين الجثة فوجد الضحية وسط أهله وفي فراشه، لا يبدو عليه آثار اعتداء أو سم، وتبدو الوفاة طبيعية بشكل كبير، فصرح بدفن الجثة.

صدفة تكشف جريمة العاشقين بعد 22 يومًا

الأيام التالية، تسلل شعور بالأمان للزوجة الخائنة وعشيقها وظنا أنهما أفلتا من العقاب ونجحا في تنفيذ مخططهما الشيطاني، لكن في اليوم الـ22 وقعت صدفة غريبة غيرت كل شيء؛ إذ عثرت ابنة الضحية أثناء لهوها بهاتف والدتها على صورها الفاضحة التي اعتادت أن ترسلها للجار العشيق، فقررت أن تخبر عمها بشأن تلك الصور.

اكتشف عم الطفلة الحقيقة الصادمة، بعدما عثر على الرسائل التي اتفق فيها العاشقان على قتل شقيقه، وحتى يوم تنفيذ الجريمة، كما وجد أدلة الخيانة ممثلة في الصور والفيديوهات ورسائل العشق المتبادلة بينهما، فتحرك بسرعة وأبلغ الشرطة متهمًا زوجة شقيقه والجار بقتل الزوج.

فتحت النيابة العامة في المنوفية التحقيق في القضية من جديد، وأمرت باستخراج الجثة وتشريحها، ليكشف الطب الشرعي عن وجود السم في أحشاء الضحية؛ وبمواجهة الزوجة وعشيقها، أقرا بارتكاب الجريمة تفصيليًا، واعترفا بتنفيذها ليتزوجا ويعيشا معًا.

الإعدام مصير الزوجة القاتلة وعشيقها

وأمام محكمة الجنايات، برئاسة المستشار سامح عبد الحكم، أقر المتهمان بجرمهما، وبعدما فحصت المحكمة أدلة ثبوت الجريمة من تسجيلات الهاتف والصور والفيديوهات المتبادلة، وكذلك الرسائل المكتوبة والصوتية للاتفاق على الجريمة وتفاصيلها، وأيضًا التقارير الفنية وتقرير الصفة التشريحية التي أثبتت كلها وقوع الجريمة؛ قضت بإعدامهما، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

واستأنف المتهمان على الحكم الصادر ضدهما أمام محكمة الجنايات الاستئنافية برئاسة المستشار خالد الشباسي، والتي بدورها طالعت الأدلة التي تثبت جرم المتهمين، واستَمَعَت لمرافعات الدفاع، قبل أن تقرر من جديد إحالتهما للمفتي للمرة الثانية، لاستطلاع رأيه الشرعي في إعدامهما لارتكابهما جريمة القتل عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وحددت جلسة 6 نوفمبر للنطق بالحكم.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى