تصاعد تهديد الدرونز.. إيطاليا تعتمد حلولاً بدنية مستوحاة من ساحة الحرب الأوكرانية

على مدار أكثر من 3 أعوام من حرب أوكرانيا كانت المسيرات هي السلاح الأبرز بساحة المعركة، في تكتيك يبدو أنه يحظى بصدى بمكان آخر.
وبحسب موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، تشير بعض التقديرات إلى أن المسيرات مسؤولة عن 80% من خسائر المعارك في حرب أوكرانيا، وهو ما دفع موسكو وكييف إلى تطوير أنظمة قتال مضادة للطائرات المسيرة.
ووسط ضغوط المعركة، أثبتت تقنية قديمة أنها ربما تكون أفضل طريقة للقوات البرية للدفاع عن نفسها ضد المسيرات الصغيرة المنتشرة في كل مكان في أوكرانيا ألا وهي البندقية.
فعالية البنادق
مؤخرا، أجرى ديلان مالياسوف، من مدونة الدفاع، مقابلة مع ماركو أنجيليلي، مدرب الرماية الذي يشارك بكثافة في تدريب الجيش الإيطالي على مواجهة المسيرات الصغيرة باستخدام بنادق الصيد، وذلك استنادا إلى خبرته الكبيرة في أوكرانيا.
وخلال المقابلة أشار أنجليلي إلى أن أسراب الطائرات المسيرة في أوكرانيا غير مسبوقة، مما يُجبر الجنود الأوكرانيين على التكيف بسرعة حيث كان استخدام بنادق الصيد من بين أكثر الأساليب فعالية.
وأطلقت كتيبة الغارات المنفصلة رقم 413 في أوكرانيا برنامجًا تدريبيًا متخصصًا لاستخدام بنادق الصيد في هذا المجال، حيث يستخدم البرنامج تقنيات الرماية التقليدية على الأطباق الطائرة، ولكنه يُضيف إلى ذلك قدرة المسيرات على الحركة غير المتوقعة.
وخلال البرنامج الذي انضم إليه 400 جندي منذ إنشائه قبل 7 أشهر، يُطلق المتدربون النار من صناديق شاحنات متحركة ومنصات مُثبتة بنوابض تهتز أثناء حركتها وإطلاق النار، مما يُلزمهم بأساسيات الرماية السليمة وقاعدة إطلاق نار متينة.
ويدعو أنجيليلي إلى تطبيق مثل هذه البرامج في جميع أنحاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتعليم الجنود مهارات الدفاع في اللحظات الأخيرة ضد المسيرات الصغيرة قريبة المدى.
مزايا تستقطب إيطاليا
تُوفر بنادق الصيد منصة سريعة الانتشار يمكن للجنود استخدامها للدفاع عن أنفسهم ورفاقهم في المواقف الحرجة.
ومع انتشار هذا النمط وباستخدام الذخيرة المناسبة، سيكون من الممكن إسقاط حتى الطائرات المسيرة عالية المناورة من مسافة قصيرة بتسديدة دقيقة.
وأنشأت إيطاليا مدرستها التدريبية الخاصة لتكتيكات مكافحة الطائرات المسيرة في بيزا، حيث تستخدم المدرسة والقوات المسلحة الإيطالية بندقية “بينيلي إم4 ايه آي درون غارد” الجديدة، التي طورتها شركة”بيريتا” للتكنولوجيا الدفاعية.
وتم تحسين البندقية للتعامل مع الطائرات المسيرة على مسافة تصل إلى 50 مترًا، مع مدى ممتد يصل إلى 100 متر، حسب الظروف.
وتستخدم البندقية ذخيرة خاصة من الرصاص تعتمد على التنغستن حيث تُوفر كريات التنغستن الكثيفة تأثيرًا مُركزًا وثاقبًا، مما يزيد من احتمال القتل.
ويُشير أنجيليلي إلى أن دولًا أوروبية أخرى قد اشترت البندقية “بينيلي إم-4” وتُطلق برامج تدريبية مؤكدا على ضرورة إنشاء الناتو برنامج مماثل على مستوى الحلف، لأن تهديد الطائرات المسيرة لن يزول.
خط الدفاع الأخير
على الرغم من حماسه، يُشدد أنجيليلي على أن البنادق ليست سوى خط الدفاع الأخير للجنود الأفراد عندما تفشل جميع التدابير الأخرى لمكافحة الطائرات المسيرة.
وفي حين يجادل بعض المتشككين بأن البنادق عفا عليها الزمن وغير مناسبة لساحات المعارك الحديثة، لكن يبدو أن حرب أوكرانيا قد فندت هذه الفكرة.
تتفاقم دائرة التوتر في أوروبا وأوكرانيا، ويبدو معها أن زخم قمة ألاسكا “قد تبدد”، ولم تعد آمال توقيع اتفاق قوية مثلما كانت آنذاك.
وأكدت روسيا، اليوم الأربعاء، أن الزخم باتّجاه التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا بعد الاجتماع بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأمريكي، دونالد ترامب، في أنكوريج في ألاسكا “تبدد”.
ونقلت وكالات أبناء روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله “للأسف، علينا أن نقر بأن الزخم القوي الذي تولّد في أنكوريج لصالح الاتفاق تبدد إلى حد كبير”.
والشهر الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنّه يشعر “بخيبة أمل كبيرة” تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد فشل لقائهما في ألاسكا في تحقيق تقدم ملموس بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
يأتي ذلك فيما يستمر القتال في أوكرانيا، وتتوسع دائرة التوتر في أوروبا، إثر تحليق مسيرات تقول عواصم أوروبية إنها روسية، في مناطق مدنية، وهو ما تنفيه موسكو.
وفي وقت سابق اليوم، أسفر قصف صاروخي عن مقتل ثلاثة أشخاص في إحدى قرى منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، على ما قال الحاكم المحلي.
وأورد الحاكم، فياتشيسلاف غلادكوف، عبر خدمة تليغرام: “تعرضت قرية ماسلوفا بريستان في مقاطعة شيبكينسكي لقصف صاروخي، ما أسفر بحسب البيانات الأولية عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح رابع”، لافتا إلى أن بعض الأشخاص ربما ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.
محطة “آمنة”
وأمس، أكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنّه ليست هناك “أيّ تداعيات على السلامة النووية” بعد أن اصطدمت طائرة مسيّرة ببرج للتبريد في محطة نووية بوسط روسيا.
وكانت شركة روسينيرغواتوم، المشغّل النووي الروسي، ذكرت على تطبيق “تليغرام” أنّ “طائرة مسيّرة قتالية تابعة للقوات المسلّحة الأوكرانية حاولت مهاجمة برج للتبريد في محطة نوفوفورونيج النووية” ليل الإثنين-الثلاثاء.
فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّها تلقّت معلومات من روسيا مفادها أنّ طائرة مسيّرة اصطدمت بالمحطة النووية.
وفي منشور على منصة “إكس”، طمأنت الوكالة الدولية إلى أنّ الهجوم لم يتسبّب “بأيّ تداعيات على السلامة النووية ولا بأيّ تغيير في مستويات الإشعاع” في الموقع.
وأضاف المنشور أنّ مدير الوكالة رافائيل غروسي “يكرّر التأكيد على أنّه لا ينبغي بتاتا مهاجمة المنشآت النووية”.
وأكّدت الشركة المشغّلة للمفاعل النووي أنّه “لم تقع أضرار أو إصابات”، كما أنّ عمل المحطة لم يتأثّر.