سياسة

تركيا تنتقد تمديد الطوارئ الأمريكية في سوريا: خطوة تعمق التوتر


 انتقدت وزارة الخارجية التركية قرار الإدارة الأميركية بتمديد حالة الطوارئ الخاصة بسوريا، التي أعلنتها قبل خمسة أعوام بعد الغزو التركي لمدينتي رأس العين وتل أبيض بشمالي سوريا، بينما تتأهب الفصائل المعارضة الموالية لأنقرة لأي تطورات عسكرية.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كتشلي، إن تمديد الولايات حالة الطوارئ لمدة عام إضافي “لا يتوافق مع الحقائق على الأرض”. وأضاف أنه بدلاً من تكرار مثل هذه الإجراءات “المتحيزة” فإن دعم سياسات تركيا التي تعطي الأولوية لسلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية سيسهم في الاستقرار الإقليمي، بحسب قوله.

وبرر البيت الأبيض قرار التمديد لعام آخر، قائلا في بيان إن الوضع في سوريا يقوض الحملة الرامية إلى هزيمة تنظيم “داعش”، وتقوض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. ولا تزال تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

وبموجب كتاب البيت الأبيض تم تمديد حالة الطوارئ الوطنية إلى 14 أكتوبر/ تشرين الأول العام المقبل.

ويأتي الموقف التركي في إطار تصريحات متتابعة حول الوضع في سوريا. رغم عدم تحقيق تقدم ملموس في مسار التقارب التركي مع النظام السوري. المتمسك بشرط الانسحاب التركي من سوريا لتحقيق تقدم في علاقات الطرفين.

وكانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، أعلنت حالة الطوارئ الوطنية في سوريا 2019 .إثر عملية عسكرية شنتها تركيا على رأس العين وتل أبيض. وقالت الإدارة وقتها إن الإجراءات التركية تشكل خطراً على السياسة الخارجية الأميركية وأوقفت بموجب حالة الطوارئ العملية البرية التركية.

 وانتهت بسيطرة الجيش التركي و”الجيش الوطني السوري” (وهو تشكيل محلي مدعوم من تركيا) على مساحات تمتد من مدينة رأس العين شمال شرقي الحسكة حتى مدينة تل أبيض شمالي الرقة.

وكان اسم العملية العسكرية حينها “نبع السلام”. وأطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019. واستهدفت مناطق وجود “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرق نهر الفرات شمال شرقي سوريا.
واستقبل مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، الأحد، القرار بترحيب واسع. مشدداً على ضرورة استمرار الوجود الأميركية في شمالي سوريا حتى بدء الحل السياسي في البلاد.

وقالت ليلى قره مان الرئيسة المشاركة لمجلس سوريا الديمقراطية. إن قرار التمديد مرتبط بتنامي خطر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي تزايد نشاطه مؤخراً. خاصة في دير الزور، مستفيداً من التدخلات الإقليمية في المنطقة.

واستبعدت قره مان في تصريح لوكالة “نورث برس” المحلية. قرب الحل السياسي بسبب التطورات الإقليمية في غزة وجنوب لبنان. وأضافت بأن التركيز بموجب القرار الأميركي سيكون على استمرار محاربة الإرهاب ومنع استفادته من الفوضى الإقليمية.

وتابعت إن “النظام السوري” غير جاهز للحل رغم الضغوطات الدولية. وأنهم مع الحل السياسي وفق القرارات الدولية وخاصة القرار 2254.

يأتي ذلك بينما أعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” استعدادها لأي تطور عسكري. تزامنًا مع تصعيد قوات الجيش السوري ومواصلتها قصف ريفي حلب وإدلب.

وتضم غرفة عمليات “الفتح المبين” كلًا من هيئة تحرير الشام، صاحبة النفوذ في إدلب. والجبهة الوطنية للتحرير المنضوية ضمن الجيش الوطني السوري إلى جانب جيش العزة.

وأكدت الغرفة جهوزيتها واستعدادها لـ”أي تطور عسكري واستحقاق ثوري. للدفاع عن المحرر وحمايته وصون حرماته”، وفق بيانها الصادر السبت.

وحمّلت الغرفة النظام السوري وحليفته إيران مسؤولية القصف المستمر على المدنيين في الشمال السوري.

وتشن قوات الجيش السوري حملات قصف مستمرة بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي. تستهدف قرى إدلب وأرياف حلب على مدار الأسابيع الماضية. كما جرى استخدام الطائرات المسيرة والمدفعية في ضرب المركبات المدنية والأهالي بشكل مباشر، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة 38 آخرين.

وشهدت المنطقة موجات نزوح داخلية باتجاه المناطق الغربية والحدودية مع تركيا. وتركت أكثر من 10 آلاف عائلة منازلها وقراها ولجأت إلى مناطق أكثر أمنًا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى