سياسة

تأسيس “مجلس المقاومة”.. تحرك إخواني “مشوه” يهدد وحدة اليمن


تاجروا بالحرب ولعبوا بالسلاح، وادعوا الإصلاح بينما هم من حوّلوا كل حرف في المفردة إلى شظايا وخراب يفوح منه اليوم رائحة “مجلس المقاومة”.

ففي محافظة مأرب، أعلنت قيادات في حزب “التجمع اليمني للإصلاح” (إخوان اليمن) تشكيل ما يسمى “مجلس أعلى للمقاومة الشعبية” برئاسة حمود سعيد المخلافي. الرجل الذي عرفته جبهات القتال بأنه عنوان التجارة بأرواح الشباب.

كيانٌ جديد لإخوان اليمن، يجزم مراقبون أنه ينكأ جراح أهل هذا البلد. باستهدافه قلب “المقاومة الشعبية”، وسعيه لحرف بوصلة الحرب ضد مليشيات الحوثي، وتمرير مشاريع مشبوهة.

وإلى جانب المخلافي، اختار الإخوان 4 نواب له، و14 عضوا، و5 استشارين من قيادات سياسية وقبلية وعسكرية وبرلمانية، بينهم أصوات هاجمت التحالف العربي لدم الشرعية في اليمن، لسنوات. 

أبرز هؤلاء، عبدالحميد عامر مسؤول حزب الإصلاح في الجوف، ومحمد ورق البرلماني الإخواني الذي تاجر طويلا بقضية تهامة. إلى جانب محافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وأمين العكيمي صاحب سجل الخيانات في الجوف والذي سلم المحافظة على طبق من ذهب للحوثي.

كيان مشوه

لم يمر تشكيل “المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية” للإخوان مرور الكرام على اليمنيين، وسط حالة رفض للانخراط فيه، ما يؤكد أن الكيان وُلد مشوها.

وأعلنت مقاومة البيضاء عدم صلتها بالمكون الإخواني الجديد. الذي تم إشهاره في مدينة مأرب تحت مسمى “المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية”.

وأعربت مقاومة البيضاء في بيان لها، عن استغرابها من إشهار كيان يحمل اسم “المقاومة الشعبية”. دون أدنى تنسيق مع مختلف فصائل المقاومة التي تقارع الانقلاب الحوثي في عموم محافظات اليمن.

واعتبر البيان أن “الانفراد بهكذا أعمال، استمرار للعبث الذي يعاني منه أبناء اليمن طيلة 8 أعوام مضت”.

وجاء في ختام البيان “وعليه تنوه قيادة مقاومة البيضاء إلى أن ما تم إشهاره اليوم لا يمت للمقاومات الشعبية بصلة. وتتمنى من القائمين عليه مراجعة الأمر وجعل المصلحة الوطنية نصب أعينهم بعيداً عن مقاضاة الأغراض والانتماءات الحزبية”.

من جهته، رفض البرلماني اليمني محمد مقبل الحميري الانخراط في المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، قائلا إن “تعيينه في اللجنة الاستشارية العليا جرى دون التشاور معه”.

وأصدر الحميري بيانا جاء فيه “أعتذر عن قبول هذا المنصب (عضو اللجنة الاستشارية لمجلس المقاومة الشعبية). صحيح أني كنت ناطقا رسما للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز وأتشرف بذلك، ولكنني لم أعد ناطقا رسميا منذ سنوات. وموقفي هذا لا يعني التخلي عن دوري الوطني في مقاومة الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها الشرعية”.

ازدواجية إخوانية

واعتبر سياسيون يمنيون، أن تشكيل مجلس أعلى للمقاومة الشعبية من قبل قيادات إخوانية، يعبر عن الازدواجية الإخوانية التي لا تحظى بأي سند شعبي.

رئيس مجلس شباب سبأ في اليمن خالد بقلان. رأى أن تشكيل الإخوان لهذا المجلس بمثابة “تمرد على الرئاسي فيما يخص الجوف. كما أنه يمول حملات إعلامية موجهة ضد المجلس الرئاسي والتحالف العربي”.

وقال السياسي اليمني، إن مجلس الإخوان يعبر عن “ازدواجية مريبة وعمل غير سوي سيبوء بالفشل الذريع. ولن يكون له أية فاعلية لأنه مجرد ظاهرة صوتية تنتهي بمجرد إعلانها لأنها لا تمثل حضورا على الواقع ولا تمتلك مقومات الصمود ولا تحظى بتأييد شعبي”.

وأضاف أن إشهار الإخوان مجلس أعلى للمقاومة، “يأتي لاستهداف أية جهود لتقارب القوى الوطنية المناهضة للحوثي”.

وأكد أن الاحتفاء الإخواني بهذا المجلس يشير إلى “أنه جاء لاستهداف القوى الشرعية وخلط الأوراق وإعادة الأوضاع إلى المربع الأول”.

كما أنه “محاولة لخلق تيار جديد يلتقي مع مليشيات الحوثي في مناطق مشتركة. فضلا عن تخفيف الضغط عن الانقلابيين وإرباك المكونات والقوى التي تواجه الانقلاب الحوثي”، بحسب بقلان.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى