باحثون سياسيون يحددون تبعات تصنيف الباراغواي الإخوان تنظيماً إرهابياً
أعلن الكونغرس في باراغواي، تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، بسبب تهديدها السلم والأمن في العالم للخطر. وذكرت وسائل إعلام محلية أن اللجنة الدائمة في الكونغرس وافقت على قرار قدمته السناتور ليليان سامانيجو، باعتبار “الإخوان المسلمين” كجماعة إرهابية.
-
الباراغواي تلتحق بالركب وتضع جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب
-
تصنيف جماعة الاخوان المسلمين تنظيم إرهابي في كل من جزر القمر و دولة الباراغواي
وتعليقا على القرار الباراغوايي بإدراج جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً، قالت الباحثة بالمركز المصري للفكر، منى قشطة، أنّ التصنيف ليس الأول من نوعه. لأنّ هناك دولاً سبقتها في هذا القرار، منها روسيا وكازاخستان، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية.
وشددت قشطة على أنّ القرار يُعزز حالة الاتفاق حول مدى خطورة الجماعة، وكونها التنظيم الرئيسي الذي خرجت منه التنظيمات الإرهابية كافة. كما أنّه يزيد من الأعباء التي يواجهها الإخوان أخيراً، وعلى المستوى الدولي لمكافحة الإرهاب.
وأوضحت أنّ تنظيم الإخوان عانى بعد ثورة 2013 حالة من التخبط والانقسامات والأفقية، وبدأت عناصره تبحث عن ملاذات جديدة، ونقل استثماراتها بعيداً عن الأنظار إلى جزر القمر وأمريكا اللاتينية.
الإرهاب ظاهرة شديدة التعقيد
ولفتت الباحثة بالمركز المصري للفكر إلى أنّ الإرهاب ظاهرة شديدة التعقيد، ويفتح الباب أمام “تسييس” كثير من الدول “الظاهرة الإرهابية“. وظهر ذلك عندما قدّمت الولايات المتحدة الأمريكية الدعم للمجاهدين الأفغان عام 1979، بهدف مواجهة الغزو السوفييتي. وفور انسحاب السوفييت من أفغانستان، أصدرت واشنطن قراراً بتصنيف “المجاهدين” الأفغان بـ “الإرهابيين“.
وأكدت أنَّ الإشكالية الأخرى تتمثل في صعوبة الفصل بين الداخل والخارج بشأن ظاهرة الإرهاب، خصوصاً في شكلها الحالي؛ لأنّنا أمام تنظيمات لديها سياسات وإيديولوجيات تنطلق منها، بالإضافة إلى عدم اعترافها بحدود الدولة، وبالتالي تضع المزيد من العراقيل، وتنعكس بشكل أو بآخر في مواجهة الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب.
الإخوان أصل التطرف
قال الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتظرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، إن تصنيف باراغواي الإخوان يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم الإخوان، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم. لافتاً إلى أن قرار باراغواي أشار إلى أن الإخوان وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب. وأضاف أن قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر الإخوان يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب.
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي “الإخوان” على قيادات التنظيم في الخارج، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر الإخوان الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد الإخوان.
صراع القيادات
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين قيادات الإخوان في الخارج حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن محاولات الصلح بين جبهتي لندن وإسطنبول لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم. والصراع بين جبهتي لندن وإسطنبول على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الإخوان السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل هيئة عليا بديلة عن مكتب إرشاد الإخوان. وتبع ذلك تشكيل جبهة لندن، مجلس شورى جديداً، وإعفاء أعضاء مجلس شورى إسطنبول الستة، ومحمود حسين الذي يقود جبهة إسطنبول، من مناصبهم.