انتشار مقلق لمتلازمة غيلان باريه في غزة.. كيف تكتشف الإصابة مبكرًا؟

أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تسجيل ثلاث وفيات بمتلازمة “غيلان باريه”، من بينها حالتان لطفلين، ما يعكس مؤشرات مقلقة لانتشار هذا الاضطراب النادر.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الإثنين، الموافق 4 أغسطس/ آب، تسجيل ثلاث حالات وفاة نتيجة الإصابة بمتلازمة “غيلان باريه”، وهو اضطراب نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي الأعصاب الطرفية، ويؤدي إلى ضعف تدريجي قد يصل إلى الشلل الكامل، في ظل تدهور الوضع الصحي نتيجة الحصار ونقص العلاجات الأساسية.
أعراض متلازمة “غيلان باريه”
تبدأ أعراض متلازمة “غيلان باريه” عادةً بشعور بالتنميل والوخز في القدمين والساقين، وقد تمتد تدريجياً لتشمل الذراعين والوجه والجذع، ما قد يتسبب في شلل حركي تام في الحالات المتقدمة.
وتُصنّف هذه المتلازمة ضمن الاضطرابات العصبية الحادة، وتتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً بمجرد ملاحظة الأعراض الأولية، ومن أبرز أعراض المتلازمة وفق التقارير الطبية:
- وخز يشبه الإبر والدبابيس في أصابع اليدين والقدمين، إضافة إلى الرسغين والكاحلين.
- ضعف في عضلات الساقين، يصعد تدريجياً نحو الجزء العلوي من الجسم.
- صعوبة في المشي أو صعود الدرج، وقد يصل الأمر إلى فقدان القدرة الكاملة على الحركة.
- مشكلات في عضلات الوجه، مثل صعوبة النطق أو المضغ أو البلع.
- ازدواجية في الرؤية أو ضعف حركة العينين.
- ألم مفاجئ وشديد، أو تشنجات عضلية، لا سيما أثناء الليل.
- خلل في التحكم بوظائف المثانة والأمعاء.
- تسارع في ضربات القلب أو تقلبات في ضغط الدم.
- ضيق في التنفس نتيجة ضعف عضلات الجهاز التنفسي.
مضاعفات الإصابة بمتلازمة “غيلان باريه”
تحدثت وزارة الصحة عن مضاعفات خطيرة ترافق هذه الحالات، إذ إن نحو 22% من المرضى قد يحتاجون إلى دعم تنفسي خلال الأسبوع الأول من دخول المستشفى.
كما تشمل المضاعفات اضطرابات في القلب، وألمًا عصبيًا يظهر لدى نحو ثلث المصابين، ومشاكل في المثانة والأمعاء، إضافة إلى خطر الإصابة بجلطات دموية وتقرحات نتيجة قلة الحركة، ما يتطلب إجراءات طبية مثل استخدام مميعات الدم والتغيير المنتظم في وضعية الجسم.
رغم أن غالبية المرضى قد يتعافون بشكل كلي أو شبه كلي، فإن بعضهم يظل يعاني من وخز أو خدر دائم، فيما قد يتعرض آخرون إلى انتكاسات لاحقة تُعيد أعراض الضعف العضلي، حتى بعد سنوات من التعافي.
وأوضحت وزارة الصحة أن تسجيل ثلاث حالات وفاة في غزة – من بينها طفلان دون سن الخامسة عشرة – جاء نتيجة عدم توفر العلاجات المطلوبة لإنقاذ حياتهم، وهو ما وصفته الوزارة بـ”تحذير من خطر حقيقي يهدد القطاع”، خاصة في ظل تدهور البيئة الصحية وزيادة حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال. وكشفت الفحوصات الطبية، وفق الوزارة، عن وجود فيروسات معوية لا ترتبط بشلل الأطفال لكنها تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية.