اليمن: إدانات دولية لجرائم ميليشيات الحوثي
تظاهرات ومسيرات جماهيرية حاشدة شهدتها اليمن في مدينة تعز الواقعة تحت حصار ميليشيا الحوثي. حيث لا تزال عناصر الحوثي تواصل انتهاكاتها المستمرة ضاربة بالهدنة الأممية عرض الحائط.
قوة السلاح
حيث طالبت التظاهرات في تعز مجلس القيادة الرئاسي بقيادة معركة تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي الانقلابية. والبدء بكسر الحصار المفروض على مدينة تعز عسكرياً، جراء الرفض الحوثي لفتح الطرق وانتهاكاتها المستمرة للهدنة الأممية. ورفع المحتجون شعارات تندد بـ «جرائم ميليشيات الحوثي وانتهاكاتها في ظل الهدنة والتواطؤ الأممي إزاءها».
وردد المشاركون فيها هتافات تستنكر استمرار الحصار الحوثي على المدينة، وتدعو إلى ترتيب معركة فك الحصار بقوة السلاح. وذكر بيان صادر عن المسيرات الجماهيرية، أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تعاملت مع الهدنة الأممية كفرصة تضاعف بها مكاسبها العسكرية. وتوسيع مساحة القمع ضد الشعب اليمني.
كما كشف البيان أنه منذ اليوم الأول للهدنة أخذت ميليشيات الحوثي المكاسب التي أُعطيت لها كجوائز مجانية، وأهمها فتح ميناء الحديدة، ومطار صنعاء، لترمي بعدها بكل الوعود والتعهدات التي التزمت بها، وفي المقدمة فتح طرقات تعز الذي تعاملت معه بالرفض والنكوص. وأخذت تتهرب من التزامها سالكة طريقاً طويلاً من المراوغة، مستخفة بالرعاة والوسطاء وبكل التعهدات والمواثيق.
واتهم البيان، المبعوث الأممي بالتساهل مع رغبات الحوثي وطلباته. الأمر الذي شجع الميليشيات الحوثية على استغلال الهدنة في الحشد واقتحام وقصف القرى والأحياء المدنية وضرب الأطفال والنساء بالأسلحة الثقيلة بصورة يومية، كما هو حاصل في البيضاء وتعز والضالع. كان آخرها مجزرة الأطفال في تعز التي ارتكبت بوحشية أمام مَرأى ومَسمع العالم وفي حضور المستشار العسكري للمبعوث الأممي، كما دعا البيان دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إلى استمرار تقديم الدعم والمساندة، والعمل على وضع حد لمرحلة الهدنة القاتلة.
العنف الأعمى
أدانت العديد من الدول الانتهاكات الحوثية في تعز حيث عبرت فرنسا عن إدانتها بشدة للهجوم الحوثي على حي سكني في مدينة تعز. أودى بحياة طفل وأصاب 11 آخرين. وطالبت الحوثيين بوقف ما وصفته بـ”العنف الأعمى” واختيار طريق السلام. وقالت السفارة الفرنسية لدى اليمن في تغريدة على صفحتها بموقع تويتر، تدين فرنسا بشدة هجوم الحوثيين على المدنيين في تعز الذي أسفر عن مقتل طفل وإصابة 11 آخرين”. مشددة على ضرورة “أن يتوقف هذا العنف الأعمى من قبل الحوثيين ضد السكان”. كما دعت فرنسا “الحوثيين لاختيار طريق السلام بدلاً من طريق الحرب”.
الحصار المميت
فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن قصف الحوثيين لحي سكني في تعز، والذي أسفر عن مقتل طفل وإصابة آخرين هجوم عشوائي وغير مبرر. وأضاف المرصد الأوروبي في بيان مقتضب، أن هذا القصف الحوثي “يتناقض مع التزامات الجماعة (الحوثيين) باتفاق الهدنة. كما أكد أن السكان في تعز ينتظرون فتح الطرق ورفع الحصار، وليس مزيدا من الموت والدمار.
فيما قالت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان إن ضحايا حصار الحوثي المفروض على محافظة تعز منذ منتصف 2015 حتى منتصف 2022 تجاوز عددهم 10 آلاف مدني بينهم 2720 قتيلاً.
واعتبرت المنظمة في أحدث تقرير لها، أن هذا العدد من الضحايا يصبح صادماً إذا أضيف له ضحايا الحصار الممنهج من فئة الأطفال المصابين بسوء التغذية بعدد يزيد عن 27440 حالة بما فيهم الوفيات، إضافة لذوي الأمراض المزمنة المتضررين بشكل مباشر من الحصار والبالغ 3634 حالة.
وخصص التقرير الذي حمل عنوان (تعــز، الحصار المميت) لرصد وتوثيق المعاناة والانتهاكات التي طالت سكان المناطق العالقة في محافظة تعز (المدينة والريف) وشملت 7 مديريات ، هي ( صالة – القاهرة – المظفر – جبل حبشي – التعزية – مقبنة – صبر الموادم ).
انتهاكات صارخة
فيما قال د.أحمد جباري، المحلل والحقوقي اليمني: إن ما تقوم به الميليشيا الحوثية في المناطق اليمنية هي انتهاكات صارخة ضد الإنسانية، لافتا أن الحصار الذي تفرضه تلك الجماعة الإرهابية في تعز هو انتهاك للهدنة الأممية، فلا بد من اتخاذ إجراءات وعقوبات دولية ضد هذه الميليشيا الإرهابية.
وأضاف الحقوقي اليمني أن الحوثي يواصل جرائمه في ظل الصمت الأممي، موضحا أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات صارمة ستستمر الميليشيا الإرهابية في انتهاكاتها وإرهابها المتواصل في اليمن.
انتهاكات للهدنة
فيما يقول علي الوصيف، الكاتب والمحلل السياسي: إن الانتهاكات الحوثية لاتفاق الهدنة، التي أسفرت عن قصف “حي الروضة” في تعز، سواء حركت أم لم تحرك المشاعر في واشنطن جراء سقوط عدد من الضحايا الأطفال، فإن انهيار الهدنة المرتقب، مطلع الشهر المقبل، لن يترك لواشنطن الفرصة للإفلات من مسؤولية تحديد موقف، لا يراوغ ولا يخادع ولا يماطل.
كما لفت أن واشنطن تدرك أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، فعل كل شيء من أجل المحافظة على الهدنة وهو لا يريد للحرب أن تعود من جديد. من ناحية لأسباب إنسانية، ومن ناحية أخرى لأن الشرعية اليمنية نفسها تحتاج إلى أن تستقر وتعزز مواقعها وتستأنف دورها كمؤسسة سلطة وطنية تخدم كل مواطنيها، بمن فيهم الذين يعيشون تحت سيطرة وتسلط ميليشيا “الحوثي”.
مؤكدة أنه لا يمكن تناسي جريمة الحصار المتواصل ضد “تعز”، كما قد لا يمكن نسيان جريمة قتل الأطفال في حي الروضة. ولكن عندما تنهار الهدنة وتستأنف الجماعة الإرهابية أعمالها التخريبية. فسوف ينظر الجميع إلى ما تفعله واشنطن، لتحدد بنفسها ما إذا كانت “شريكا إستراتيجيا” فعلا أم أنها مجرد صديق لحظة عابرة من الزمن.