الشيخوخة السريعة للجسم.. العلماء يضعون اليد على الجينات المتورطة
كشفت دراسة دولية عن تحديد أكثر من 400 جين مرتبطين بتسارع الشيخوخة وأنواع مختلفة من الوهن المرتبط بها، وهو ما يُعرف علمياً بـ “الهشاشة”.
وأوضح الباحثون في الدراسة التي قادها باحثون من جامعة كولورادو بولدر، ونشرت بمجلة “نيتشر جينتكس”، أن الشيخوخة ليست مساراً واحداً، بل يمكن أن تأخذ أشكالاً متعددة مثل ضعف الذاكرة، مشاكل الحركة، الأمراض الاستقلابية مثل السكري، أو حتى العزلة الاجتماعية.
ومن خلال تحليل بيانات مئات الآلاف من الأشخاص في “البنك الحيوي البريطاني” ودراسات أخرى، تمكن الفريق من رسم خريطة للجينات التي تقف وراء هذه الأنماط المختلفة.
وتعليقاً على النتائج، قالت الباحثة إيزابيل فوت من معهد علم الوراثة السلوكية بالجامعة: “لكي نتمكن من إيقاف أو عكس الشيخوخة البيولوجية المتسارعة، يجب أن نفهم أولاً الأسس البيولوجية لها. هذه أكبر دراسة وراثية حتى الآن في هذا المجال.”
الدراسة دعمت ما يُعرف بـ “فرضية علم الشيخوخة” ، والتي ترى أن الطريق لعلاج الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر يبدأ بمعالجة الشيخوخة ذاتها.
ويأمل العلماء أن تساعد هذه النتائج على تطوير أدوات طبية أكثر دقة لتقييم أنماط الشيخوخة المختلفة، بحيث يمكن توجيه المرضى لعلاجات وقائية مبكرة، مثل التدخل ضد الخرف أو أمراض القلب، تبعاً لنوع الضعف البيولوجي الذي يواجهونه.
ورغم أن الباحثين يستبعدون التوصل إلى “حبة سحرية” توقف الشيخوخة بالكامل، فإنهم يرجحون إمكانية تطوير أدوية متخصصة تستهدف مجموعات من المشاكل المرتبطة بالعمر، مثل الحزم الأيضية أو الاضطرابات المعرفية.
وقال أندرو جروتزينجر، أستاذ مساعد في علم النفس وعلوم الأعصاب بالجامعة: “من المرجح أن الحل لن يكون دواءً واحداً يعالج كل شيء، لكنه قد لا يحتاج أيضاً إلى مئات الأدوية المختلفة، فهذه الدراسة تفتح الباب لخيارات علاجية أكثر واقعية وفعالية.”
