سياسة

البُعد الأمني للخطاب الديني

ليلى العامري


تُواجه المجتمعات الإسلامية تحديات كبيرة في عالم تُغيّره الأفكار والأحداث، التي تتشابك فيها المصالح وتتغيّر المبادئ.

وذلك نظراً لتطور العالم، وتأخذ تلك المجتمعات بعين الاعتبار أهمية تجديد خطابها الديني.

والتجديد في الخطاب الديني من الضرورات، التي باتت تحظى بأهمية كبيرة لدولة الإمارات، فالتجديد بداهة إيمانية ومسألة عقلانية، ولا ضير أن للإمارات نظرة ذات أبعاد دينية وإنسانية وأمنية للمستقبل التنويري للوطن وكل من يعيش على أرضه في ظل تحديات ومتطلبات العصر.

ومن هذا المُنطلق وبرعاية كريمة من سُمّو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وبرئاسة الشيخ عبدالله بن بيّه وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية يُفتتّح اليوم على أرض التسامح والسلام وفي عاصمة النور “أبوظبي” مؤتمر “تجديد الخطاب الديني“، بمشاركة عدد من العلماء والخبراء من داخل الدولة وخارجها، وذلك خلال يومي التاسع والعاشر من هذا الشهر، دعماً لرؤية الإمارات في تعزيز التعايش السلمي، ولتمكين الأمة الإسلامية من استعادة ريادتها الحضارية.

سيحظى هذا المؤتمر بتسليط الضوء على ضرورة التمسك بمنهاج الدين والحرص على توعية طلاب العلم بأهمية العلم الشرعي واجتراح المنهجية العلمية العملية من خلال تخريج رُوّاد من العلماء الإماراتيين في العلوم الشرعية.

ومن منطلق حرص دولة الإمارات على الاعتدال والوسطية ونهج التسامح، سيتناول المؤتمر محاور عدة لتجديد الخطاب الديني وإعلاء هذه المبادئ السامية لنشر روح المحبة والسلام وتجسيداً للرؤية للقيادة الحكيمة في تحقيق مبادئ العيش المشترك بين مختلف الشعوب ونبذ كل ظواهر العنف والكراهية والعنصرية.

وتعتبر جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الصرح الثقافي والفكري والأكاديمي الرائد في نشر رسالة الاعتدال والوسطية في الدين، من خلال ضبط معايير ومضمون الخطاب الديني لإيصال المعنى الصحيح للدين الحنيف.

كما يهدف المؤتمر لتصحيح الأفكار المغلوطة في مفهوم التجديد، من خلال تقديم الباحثين والمُختصّين عددا من أوراق العمل الخاصة لجميع الإشكاليات، التي قد طرأت أو ستطرأ على الساحة، كما أن هناك أوراق عمل خاصة ستتحدث عن العلاقة بين التجديد والضبط في الخطاب الديني.

وفي نهايته المؤتمر، سيشهد المؤتمر كما شهد العالم، أن دين الوسطية والاعتدال هو منهج الخطاب الديني لدولة الإمارات، وأن هذا النهج قد نُهلت منابعه من المُؤسّس الأول للدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأنه رمز التسامح والتعايش السلمي المشترك.

وبهذا المؤتمر وغيره تظهر أهمية تجديد الخطاب الإسلامي في الإمارات كدولة راعية لمصالح الإنسانية والسلام والتسامح، ليحظى كل من يعيش على أرضها بالأمن والمحبة وينعم بالأمان الذي بات مفقوداً في بعض من أجزاء العالم.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى